الفقع غذاء متكامل وماؤه يشفي العين من الأمراض
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...images/SH2.jpg
نستكمل اليوم حديثنا حول الأعشاب البرية المنتشرة في المملكة مع هطول الأمطار فبعد أن تحدثنا عن عدد كبيرمنها نتطرق اليوم إلى الفطور وكذلك الأعشاب البرية السامة.
الفطور Fungi
يوجد من الفطور نوعان يتواجدان في البراري ويكثران في موسم الأمطار وبالأخص إذا هطلت الأمطار في وقت الوسمي وهما:
الكمأة Truffle
وتعرف بالفقع وهو نبات فطري يؤكل، يخرج من الأرض كما يخرج الفطر. والكمأة لذيذة الطعم، لها رائحة عطرية ويتراوح حجمها بين البندقة والبرتقالة. وهي بيضاء وحمراء وسوداء، والأسود منها هو الجباه وهو قليل الوجود. أما الأبيض منها فهو موجود بكثرة ويسمى الفقعة ويسميه عامة الناس الفقع وهو أقل أنواع الكمأة جودة وقيمة، ومع ذلك فهو اشهر أنواعها هذه الأيام ويطلق عليه الزبيدي ويظهر في الشتاء. وجميع أنواع الفقع غالية الثمن لقلة وجودها ولجهل معظم الناس بأنواعها وأزمنة ظهورها وأماكن نباتها وقد كانت الكمأة كثيرة معروفة في بلاد العرب قال الشاعر يذكرها ويشبه بها:
بلاد يهز الفقع فيها قناعة
كما ابيض شيخ من (فعاله) أملج
ولقد جنيتك أكمؤاً وعساقلا
ولقد جعلتك من نبات الأوبر
والكمأة لا ورق لها ولا جذع ويستدل عليها بتشقق الأرض التي توجد فيها وليس لها عروق ولكن لها سرة، تنمو تحت سطح الأرض من على أعماقه متفاوتة تصل مابين 2سم إلى 50سم ولا تظهر لها اجزاء فوق سطح الأرض. تنمو في الصحاري وتحت أشجار البلوط وتتكون من مجموعات قوام كل مجموعة من عشرة إلى عشرين حبة وشكلها كروي لحمي رخو منتظم وسطحها أملس أو درني، يختلف لونها من الأبيض إلى البيج إلى الأسود. ويعرف مكانها أيضاً بتطاير الحشرات فوق موقعها، ولكن في فرنسا وايطاليا تدرب الكلاب والخنازير لمعرفة موقعها.
كما تعرف الكمأة في بعض البلدان بشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقل أو بيضة النعامة، وقد عرفت الكمأة على أنها من المن حيث روى الطبري عن ابن الذكور عن جابر قال "كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمتنع قوم عن أكلها وقالوا: "انها جدري الأرض" فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: "ان الكمأة ليست من جدري الأرض إلا أن الكمأة من المن"، وفي رواية الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين".
ويقال: إن الكمأة من المن أي ان الله سبحانه وتعالى آمتن على عباده بها حيث انها تنبت بلا تكلفة بذور ولا فلاحة ولا زرع ولا سقاية، فهي ممنون بها من الله وهي فوق ذلك لا تزرع ولا تستزرع، وقد اثبتت البحوث العلمية ان محاولات استزارعها باءت بالفشل لكي تبقى منة من الله على عباده ويبقى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وأفضل أنواع الفقع هو الخلاسي ويليه الجبي ثم الزبيدي والهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريباً ويعتبر هذا النوع اردأ أنواع الكمأة ونادراً ما يؤكل.
ينمو الفقع بكثرة في حفر الباطن وسدير ويتواجد أيضاً في بلاد الشام ومصر والعراق والكويت والمغرب وتونس والجزائر واوروبا وخاصة فرنسا وايطاليا.
والعرب يسمون الفقع نبات الرعد لأنها تكثر بكثرة الرعد وسقوط الأمطار ويقال انها تتطفل على عروق نبات الأرقة، وقد سميت كمأة لاستتارها، ومنه كمأ الشهادة إذا سترها وأخفاها، وتؤكل الكمأة نيئة ومطبوخة، وتعتبر من أطعمة أهل البوادي.
المحتويات الكيميائية للكمأة: تبين من تحليل الكمأة احتوائها على بروتين بنسبة 9% ونشأ بنسبة 13% ودهن بنسبة 1% وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم، كما تحتوي على فيتامين "ب" وهي غنية بهذا الفيتامين، كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون والاكسجين والهيدروجين وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم، وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن.
وللكمأة استعمالات طبية كثيرة الا ان أهمها الدراسة الاكلينيكية التي اجريت على مرضى مصابين بالتراخوما في مراحلها المختلفة مستخدمين ماء الكمأة في نصف المرضى والمضادات الحيوية في النصف الآخر، وقد تبين ان ماء الكمأة ادى إلى نقص شديد في الخلايا اللمفاوية وندرة في تكوين الألياف بعكس الحالات الاخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية. وقد استنتج ان ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرضى التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للالياف وفي نفس الوقت ادى إلى منع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملتحمة. ولما كانت معظم مضاعفات الرمد الحبيبي نتيجة عملية التليف، كما أسلفنا فإن ماء الكمأة يمنع من حدوث مضاعفات التراخوما أو الرمد الحبيبي، وتستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تقصفها وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.
تستعمل الكمأة كغذاء جيد حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين.
ينصح بعدم أكل الكمأة للمصابين بأمراض في معداتهم، كما يجب عدم اكلها من قبل المصابين بالحساسية.
يجب عدم اكل الكمأة نيئة وعدم شرب الماء البارد أو العصيرات الباردة عليها، لما في ذلك من ضرر على المعدة.
العرجون Podaxis
وهو فطر ينمو في أنحاء متفرقة من العالم ويمكن تمييزه من بعيد بسهولة من خلال لونه الأبيض اللامع خصوصاً مع شدة ضوء الشمس. وينمو العرجون بعد نزول أمطار الوسم ويتراوح ارتفاعه مابين 5- 15سم وللفطر قلنسوة وهي الجزء العلوي المنتفخ للعرجون، ينمو في الأماكن الرملية العميقة وكذلك في الأماكن الطينية، يستخدم العرجون كاملاً، ويعرف علمياً باسم Podaxis Pistllanis
الاستعمالات
يؤكل العرجون الصغير غير الناضج بعد غسله ويفضل ازالة الطبقة الرقيقة من على القلنسوة، كما يؤكل مشوياً باستخدام القصدير أو على الفحم مباشرة، كما يمكن طبخه مع المرق أو غيره من المأكولات الشعبية. وللعرجون نكهة لذيذة قيمة غذائية خصوصاً إذا جمع في الأطوار المبكرة من نموه.
الطرثوت Cynomorium
عشب حولي، ذات ساق متشحمة غير متفرعة وقد تتفرع ولكن هذا في النادر يصل ارتفاعه إلى 30سم، السنبلة تقع في نهاية الساق واكثر سمكاً منه، قرمزية اللون، الاوراق حرشفية صغيرة، خالية من الكلورفيل.
يعرف بعدة اسماء منها: مرصوص، ومزرور، ومرشوش وطرثوت النبي آدم، وابو فال، وكماثيث وتعرور وهالوك مالطا، ينمو غالباً في الأراضي الرملية الخفيفة التي تحتوي على قدر متوسط من الاملاح مثل السبخات.
الاستعمالات
عرف نبات الطرثوت منذ عهد بعيد فقد ورد في السجلات الطبية لغير العرب من رومان واغريق.
يقول التركماني في الطرثوث: "انه يقطع نزف الدم من المنخرين، والارحام، والمقعدة، وسائر البدن، ومن الطرثوث ما هو أبيض وهو مر وأحمر وهو حلو، واجوده الأبيض، يقوي المفاصل المسترخية، وينفع في استرخاء المعدة، والكبد واسهال الدم المعوي".
اما داوود الانطاكي فيقول فيه: "انه يقطع الاسهال المزمن شرباً، والعرق ضماداً ويحلل الصلابات طلاءً ويمنع الأعياء، وهو يضر الرئة ويصلحه السكر، ويخشن الجلد ويصلحه بذر قطونا". ويستخدم البدو الطرثوث كعلاج للامساك، كما يقومون بجمعه وبيعه في الاسواق المحلية ويأكلونه طازجاً ولكن الأغلب يشوونه على الفحم ويأكلونه وهو لذيذ.
سامة
وهناك أعشاب ذات سمية تنمو في وسط النباتات المأكولة وهي خطيرة جداً حيث تجمع عادة مع النباتات المأكولة وتؤكل معها ويحدث التسمم. وأحياناً تكون واضحة وأكبر حجماً من النباتات المأكولة لكن أزهارها تكون جذابة للاطفال وربما يحتوي بعضها على رحيق حلو يقوم الأطفال بامتصاص الرحيق ثم يأكلون الازهار ويحدث التسمم، وأحياناً تكون الثمار جذابة وملونة وذات طعم حلو فيأكلها الأطفال ويصابون بالتسمم وعليه يجب الحذر عند جمع النباتات المأكولة والتأكد من خلوها من أي نبات دخيل آخر وذلك بفرز النبات جيداً. وعدم ترك الأطفال عند الخروج للتنزه في البر من محاولة تجربة مص الازهار أو أكل الثمار لان في ذلك خطورة على حياتهم ومن أهم النباتات التي تجمع مع الأعشاب ما يلي: