هل اغاني سو واخبار الحره تحسن صورة امريكا عند العرب والمسلمين

تدرك الادارة الاميركية ان صورتها في العالم العربي اصبحت بمنتهى القبح، كما تدرك ضرورة عمل اي شيء لتحسين تلك الصورة، وليس أدل على ذلك من تأسيسها اذاعة (سوا) ثم الحاقها بقناة فضائية (الحرة)، وهما جهازان اعلاميان يكلفان دافع الضرائب الاميركي مئات الملايين من الدولارات دون جدوى او مردود.
المدخل الاعلامي لتحسين صورة اميركا وكسب عقول وقلوب العرب يفضي الى طريق مسدود، ولا يؤدي الى النتيجة المرجوة، فالمشكلة من وجهة نظر العرب تكمن في السياسات الاميركية تجاه المنطقة، وبالاخص الانحياز الاعمى لاسرائيل واحتلال العراق.
ماذا يستطيع الاعلام الاميركي الموجه الى العرب ان يفعل تجاه هاتين القضيتين؟ وهل يستطيع اقناعهم مثلا بأن أميركا تقوم بدور الوسيط النزيه تجاه الصراع العربي الاسرائيلي، او انها تسعى لحل سلمي عادل يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، أو ان القوات الاميركية احتلت العراق لمجرد تحرير الشعب العراقي ونشر الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان؟
الى جانب التاريخ الطويل لأميركا في التحالف مع الانظمة الرجعية والفاسدة والدكتاتورية في هذه المنطقة من العالم، وتشجيع الانقلابات العسكرية في اميركا الوسطى والجنوبية، فقد جاءت توجهات الرئيس بوش العسكرية، واسلوبه في التحرك الانفرادي، ومغامراته الحربية، وسوء اختياره للمفردات الاستفزازية في خطاباته، واخيرا شن الحرب على العراق التي قوبلت بالاستنكار حول العالم.
نتيجة لكل هذا ساءت صورة اميركا في اوروبا والعالم، وتحقق رفض عام للسياسة الاميركية لا مثيل له في الاتساع والعمق، ومع ذلك فاننا نزعم ان اميركا تستطيع استعادة صورتها القيادية المقبولة عالميا، ولكن لذلك شروطا يبدو من الصعب على الرئيس بوش ان يفي بها، وفي مقدمتها تهميش دور عصابة المحافظين الجدد في رسم وتنفيذ السياسة الاميركية، تغيير سياسة اميركا تجاه العراق، التوقيع على بروتوكول كيوتو، والاعتراف بمحكمة جرائم الحرب الدولية، والالتزام بالقوانين والشرعية الدولية، باختصار مطلوب تغيير النظام في واشنطن!
اما عربيا فان صورة اميركا قابلة للتحسين اذا اوقفت دعمها غير المشروط للاحتلال الاسرائيلي، وانهت احتلالها للعراق، وتوقفت عن التهديد بالتدخل واستعمال القوة لتغيير الانظمة واعادة رسم خريطة الشرق الاوسط.