الحدود الشمالية ثم عسير ونجران: تقرير
تقول وزارة التخطيط، عبر تقرير متابعة برامج ومشروعات العام الأول لخطة التنمية التاسعة، المنشور في "الوطن" يوم الأمس
تقول وزارة التخطيط، عبر تقرير متابعة برامج ومشروعات العام الأول لخطة التنمية التاسعة، المنشور في "الوطن" يوم الأمس: إن مناطق الحدود الشمالية ثم عسير ونجران تتصدر مؤشر التطور التنموي على مستوى مناطق المملكة. وكما يقول التقرير، تعتمد الوزارة العتيدة في هذا الإحصاء على دليل تنموي مركب من ثمانية مؤشرات تقيس مستوى التطور المحقق في كل منطقة وتشمل هذه المؤشرات الماء والكهرباء والنقل والجانب الاجتماعي الذي يشمل التعليم والصحة ومستوى البطالة. وإذا كان الإخوة من عتاولة التقرير في الوزارة يقرؤونني في الصباح فسأقول لهم: مساء الخير لأن الأمر برمته تدليس على صناعة القرار التنموي وأنا هنا مجرد شاهد عيان على التطور المزعوم في كل المؤشرات الثمانية التي بني عليها مثل هذا التقرير المضلل. تدليس وتضليل لأنه يضع قطعة من – البطيخ الشتوي – في بطن صاحب القرار في هذه الجهات الإدارية المختلفة عندما يتعلق الأمر بتوزيع مستقبلي عادل لقرارات ومشاريع التنمية. وأنا هنا لن أنفي أن في هذه المناطق الثلاث حركة تنموية ولكنني أضع بضع علامات استجواب أن تتصدر هذه المناطق رأس المؤشر التنموي. ما الجديد في مشاريع الماء، إذا كنا في عسير، على رأس الطابور أمام المحطة في مشهدنا السينمائي السنوي المتكرر وإذا كان صاحب المعالي حتى اللحظة مصرا على إلغاء مرحلة معتمدة من محطات التحلية؟
كيف عرفتم، أيها الإخوة من سدنة التقرير، انخفاض مستوى البطالة في هذه المناطق الثلاث إلا إن كان مؤشركم لاحظ تجفيف هذه المناطق من شبابها وهم يذهبون للمناطق المركزية طلبا للوظيفة؟ ما الجديد الذي اكتشفه هذا التقرير في مؤشر الصحة إذا كنت من هذا المكان أتحدى بالبراهين أن يثبت لي أحدكم إضافة سرير واحد لأكبر مدينتين في منطقتي منذ ثلاثين سنة؟
ما النقلة النوعية في مؤشرات النقل وأنتم تعلمون أن عسير ونجران، وبالبرهان، لا توجد حتى اللحظة على خرائط سكك الحديد المستقبلية مع سبق الإصرار والترصد. تعالوا نتحاكم أيها الوزارة على هذه المؤشرات واحدا بعد الآخر لنكتشف حجم التضليل الذي تذرون به الرماد في عيون صاحب القرار وفي عيون المواطنين وأنتم تقلبون الحقائق ثم تكتبون التقرير (بالمقلوب ولا تترددون في نشره على الملأ). كفى، ويبدو أن ما لديكم من الرماد لا يكفي لكل العيون التي تعرف كل الحقائق.
علي سعد الموسى 2012-03-26 12:10 am
