البيت الحرام كما صوّره الرحالة ...
السلام عليكم جميعا اخواتي واخواني في المنتدى واعتذر على غيابي الذي فرضته ظروف عملي خارج البلاد التي اقيم فيها , وما زلت ..
ولكن سأبذل جهدي لأتمكن من التواصل معكم , فهناك حنين كبير يشدّني الى رفحاء واهلها ومنتداها ,
اعود اليكم بموضوع قصير عن صورة البيت الحرام والمسجد النبوي المبارك كما صورته شركة الهند الشرقية في كتابها عن الأسلام في عام 1738 ورحلة نيبور الدنماركي الى الجزيرة واليمن والخليج في ستينات القرن الثامن عشر
فلقد نشر كتاب الأسلام صورة للمسجد الحرام مطبوعة بالحفر على معدن الكوبر وبحجم كبير , وتظهر الأرض التي تحيطه وهي خاليه من العمران , وليس هناك سوى كثيبات رملية متناثرة من حوله ,
اما صورة المسجد الحرام في رحلة نيبور فهي اصغر حجما , ولاتختلف كثيرا عن الصورة الأولى , سوى المبالغة الواضحة في ارتفاع الكعبة المشرّفة , اما المسجد النبوي فلقد اثارتني فيه صورة لنخلتين متقاطعتين وكأنهما تتعانقان
وسأحاول ان اصوّرهما وانشرهما خصيصا للمنتدى خلال زيارتي الى صديق لي بعد ايام قليلة , فأنا الآن في مقهى للأنترنت ولا املك الأمكانية لذلك
النسخة التي املكها من رحلة نيبور تعود الى عام 1779 بمجلدين كبيرين يشتملان على عشرات المصورات النادرة عن الجزيرة العربية والبحر الأحمر والخليج العربي, وكلها محفورة على المعدن , لأن الكتاب صدر قبل اكتشاف الآت التصوير بعقود كثيرة
الفرق الذي تحدثه مشاهدة حجم العمران الحالي والجهود الهائلة التي تبذل للتعمير والبناء ليس على مستوى البنية التحتية المادية , بل وعلى مستوى الأنسان ذاته , جعلتني اتوقف قليلا عند السؤالين التاليين ,
_ هل ان بناء الأنسان كان متلازما وعلى ذات القدر من الأهمية مع النهضة العمرانية الكبيرة ؟
_ هل كان للأنفتاح الكبير على الثقافات الوافدة بشتى مللها ونحلها واهتماماتها وعلى اختلاف مشاربها وتنوعاتها اثرا في جعل الأنسان يبتعد عن ثقافته الأصلية , بل ويتقاطع معها احيانا ؟
اقول كلامي هذا بمعزل عن الأشارة الى بلد ما او مكان ما , فهي ظاهرة اصبحت شائعة في كثير من بلداننا العربية والأسلامية
اشكركم كثيرا واعتذر ثانية على غيابي وسأسعى الى التواصل معكم بحول الله
دمتم لمودّتي الصافية
صلاح