مقتطفات من شعر جميل بثينة

مازلـت بي يابثـن حتى لو أننـي *** من الشوق أستبـكي الحمام بكى ليا

فما زادني الواشون إلا صبـابةً *** ولا كـثـرة النــــــاهـيـن الا تمـــاديا

ألم تعـلمي ياعذبـة الريـق أنني *** أظـل اذا لم ألـق وجهـــــك صـاديا

وقـد خفت أن ألقى المنية بغتـةً *** وفي النفـس حاجات اليك كما هيَ

[HR]

ومما شجاني أنها يـوم ودّعـت * * * تولّت وماء العين في الجفن حائر

فلمّا أعـادت من بعيـد بنظـرة * * * إليّ التفاتا أسلمتـه المحـاجـر

يقولون لا تنظـر وتلـك بليّـة * * * بلى كلّ ذي عيـن لا بدّ نـاظـر

أُلامُ إذا حنّت قلوصي من الهوى * * * ولا ذنب لي في أن تحـنّ الأباعر

لهـا فـي سـواد القلـب بـالحب ميعة
هي الموت أو كادت على الموت تشرف

ومــا ذكـرتك النفس يـا بثـن مـرة
مــن الدهـر إلا كـادت النفس تتلـف

ومـا اسـتطرفت نفسـي حديثـا لخلة
أســر بــه إلا حــديثك أطــرف

والحـب أول ما يكون لجـاجـة * * * تأتي به وتسوقه الأقـدار

حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى * * * جاءت أمور لا تطاق كبار

إذا قلتُ: ما بي يا بثينـة قـاتـلـي * * * من الوجـد، قالت: ثابت ويزيد

وإن قلتُ: ردّي بعض عقلي أعش به * * * مع الناس، قالت: ذاك منك بعيد

فمـا ذُكـر الخـلان إلا ذكـرتـهـا * * * ولا البخل إلا قلتُ: سوف تجود

إذا فكرَتْ قـالـت : قد أدركـت ودّه * * * وما ضرّني بخـلٌ ففيم أجـود

علقت الهـوى منهـا وليـدا فلم يزل * * * إلى اليوم ينمي حبّهـا ويزيد

يمـوت الهـوى مني إذا ما لقيتهـا * * * ويحيـا إذا فارقتـهـا فيعـود

ونغّص دهر الشّيب عيشي ولم يكن * * * ينغّصه إذ كنت والرأس أسود

نخصّ زمـان الشّيـب بالذّم وحده * * * وأي زمـان يا بثينـة يحمـد

شهـدت بأني لم تغيّر مودّتي * * * وأني بكم حتى الممات ضنين

وأن فؤادي لا يلين إلى هوىً * * * سواكِ وإن قالوا : بلى سيلين

وإني لأستغشي وما بي نعسةٌ * * * لعلّ لقـاءً في المنـام يكون

وأول ما قاد المـودّة بينـنـا * * * بوادي بغيضٍ يا بثين سِبابُ

وقلت لها قولاً ، فجاءت بمثله * * * لكل كـلامٍ يا بثيـن جوابُ