الإشعاعات فوق البنفسجية تؤذي القرنية
الإشعاعات فوق البنفسجية تؤذي القرنية
:note:
إن ضوء الشمس هو المصدر الطبيعي للأشعة فوق البنفسجية. كما أن أشعة الشمس تحتوي على ثلاثة أنواع من الإشعاعات.
فالنوع الأقوى منها هو الأشعة فوق البنفسجية من نوع (ج)، ولكن الجو يحتجزه.
والنوع الثاني هو الأشعة فوق البنفسجية من نوع (ب) وهو يحتوي أيضا على كمية كبيرة من الطاقة؛ ونظرا إلى أن منطقة الأوزون الستراتوسفيرية تستنفذ بواسطة التلوث بالكربونات الفلورية الكلورية التي هي من صنع الإنسان، فإن كميات متزايدة باستمرار من هذه الأشعة فوق البنفسجية تصل إلى كوكبنا الأرضي.
والنوع الثالث هو الأشعة فوق البنفسجية من نوع (أ) التي تزداد الكميات الواصلة منها إلى الأرض، وإن كانت تشكل الجزء الأصغر بين هذه الأنواع الثلاثة من الأشعة فوق البنفسجية.
وإذ يتعلق الأمر بالصحة، فإن الأشعة فوق البنفسجية من نوع (ب) هي الأسوأ. فهي تحمل طاقة كافية لتخريب الحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين، الذي يشكل المادة الجينية (المورثة) في الخلية البشرية.
ولحسن الحظ أن هذه الأشعة لا تستطيع أن تنفذ إلى أعماق الجلد.
ولكنها تستطيع، لسوء الحظ، أن تنفذ إلى عمق كاف لإيذاء الجلد والعين.
إن الجزء الأكثر ظهورا في العين، والذي هو القرنية، هو الأكثر تعرضا وتأثرا بأذى الأشعة فوق البنفسجية. فحتى ثوان قليلة من التعرض سوف تسبب الأذى إذا كانت الأشعة فوق البنفسجية شديدة جدا.
وعموما، فحتى أشعة الشمس العادية تستطيع أن تؤذي القرنية مسببة ما يُعرف "بالعمى الشمسي"؛ ونظرا إلى أن الثلج يعكس 80% من طاقة الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأرض مع أشعة الشمس، فإن الأذى الذي تسببه الشمس في يوم شتائي صاف عندما تكون الأرض مغطاة بالثلوج (العمى الثلجي) هو أخطر مما تسببه الشمس في الأيام السديمية من شهر آب.
وسواء أكان الفصل شتاء أم صيفا، فإن النتيجة هي ذاتها.
فالأشعة فوق البنفسجية تؤذي القرنية مسببة ألما واحمرارا في العين، ويترافق ذلك عادة بحساسية للضوء، وبدمع غزير، وبإغلاق وفتح للعينين غير مسيطر عليهما، وبإحساس بوجود حصى أو حبات رملية فيهما. تبدأ الأعراض عادة بعد التعرض بفترة تتراوح بين 4-12 ساعة.
وبما أن القرنية تملك قدرة مذهلة على ترميم ذاتها، فإن الأذى يزول عموما خلال يوم أو يومين، حتى بدون معالجة خاصة.
وبما أن القرنية رقيقة جدا، فإن الأشعة فوق البنفسجية تستطيع أن تمر عبرها إلى العدسات. وبعد ذلك تمتص العدسات ما بقي من طاقة هذه الأشعة محولة الضوء المرئي فقط إلى الشبكية.
:cool:
