شاكر لك المرووووووور
عرض للطباعة
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الحادية عشرة"
بعد شد وجذب أقر شقيق الزوجة ووكيلها بأنه لم يكن هناك
دخول شرعي خصوصا..أنه كان حريصا على ذلك ليحصل
على المهر كاملا..ويلحق بي في اعتقاده أكبر ضرر ممكن.
بينما سيحصل على نصف المهر إذا لم يكن هناك دخول..
وقد أفهمه حضرة القاضي أن الطلاق قبل الدخول في صالح
شقيقته لأنه ليس عليها والحال ما ذُكر عدة تعتدها..ويمكن
أن يتقدم لها عريس جديد ويعوضها ربي..
فانبلجت عشرة بالمائة من أسارير وجهه المتجهمة وقال:
إن شاء الله ربي يعوضها أحسن من هذا ألف مرة..
فنظر إليه القاضي والتفت إلي وقال:وبعد هذا ربي يعوضه
إن شاء الله..
طبعا كنت قد دفعت المهر كاملاً فأخذتني عاطفة فقررت أمام
القاضي التنازل عن نصف المهر الثاني لعروسي السابقة
ومطلقتي الجديدة..
ولقد قابل أخوها ذلك الموقف الشهم النبيل من طرف العبد
الفقير بتصعير الخد وقوطبة الجبين وحملقة العينين..
وحين طلب مني القاضي التلفظ بالطلاق ارتج عليّ وشعرت
والله برهبة وخوف وقلق..
ولكنني استعنت بالله وتجلدت وقلت:زوجتي فلانة طالق طلقة
واحدة..
انتهى المشهد المهيب وخرجنا من القاعة ونظرات صهري
السابق تلاحقني ولقد كان بوده لو أمكنه الفتك بي..
وركبت السيارة وأنا شارد الذهن حيران..
ولقد ركبتني موجتان من الشعور في هذه الحال:
الموجة الأولى:أحسست بعبء ثقيل ينزاح عن كاهلي..وهم
كبير يسقط عني..ولكن سرعان ما توارت هذه الموجة..
الموجة الثانية:شعرت بطلائع خفيفة من الحزن بدأت تظهر
في فضاء قلبي ووجداني..
وكانت هذه الأحزان تتزايد وتتعاظم شيئا فشيئاً حتى تُوجت
بدمعتين في محاجري..
صاح العديل:أين سرحت يا عريس الهنا؟؟..خيرها في
غيرها..إن شاء الله ربي يعوضك أحسن منها..
والغريب أن عديلي هذا كحال كثير من زعماء عصرنا
يحسن التنظير والتأطير في قضايا التعدد غير أنه لم يعدد
حتى تلك اللحظة..
أنزلنا صاحبنا وتوجهنا إلى المنزل حيث أنزلني عديل الهنا
ودخلت بيتي وكان الوقت قبيل الظهر..
وجدت طفلي نائمين وأما أمهما فقد بدأت تستعد لتحضير
وجبة الغداء..
دخلت واجما حزينا وسلمت ويممت صوب السرير وألقيت
بجسدي المنهك عليه..
وبدأت من جديد أستعرض شريط الذكريات في هذه التجربة
التي كانت على مرارة ختامها ومع إخفاقها تجربة فيها
ذكريات حلوة جميلة ومشاعر حب وهوى قُتلت في عز
شبابها..
كان منظر عروسي والطلاق مهما كان فإن وقعه على المرأة
شديد..أقول كان منظرها أمامي أتخيلها تبكي وتكفكف
دموعها وهي تندب حظها العاثر وكل شيء عند الله بمقدار
ثم تسرح بي ذاكرتي من جديد فأتذكر اللحظات الحلوة
والذكريات الجميلة والابتسامات والضحكات والنكات فأكاد
أتبسم وعيناي قد اغرورقتا بالدمع..
ثم أتصورها وهي تجهش بالبكاء..فأشعر بمثل السكاكين في
صدري وقلبي..
وفي هذه اللحظات العصيبة دخلت زوجتي ورأت حالي
الكئيب فاقتربت مني على غير رغبة مني في مثل هذه الحال
وقالت:خيرا يا حبيبي..وش فيك..أنت جالس تبكي..
فتمالكت نفسي بصعوبة بالغة وأوقفت حركة البكاء القسري
وأما عيناي فقد بقيت تذرفان الدمع دون توقف..
لم أجد بداً من إخبار زوجتي بطلاق عروسي..فقعدت بجنبي
تبكي أيضا..
ولقد لامتني والحق يقال على موضوع الطلاق وقالت:مهما
يكن من شيء فهي لا تحب لبنت الناس إلا مثل ما تحب
لنفسها..وكانت وما زالت صاحبة خلق ودين..
خرجت زوجتي بالطفل الكبير الذي استيقظ باكيا ومضفيا
على تلك الأجواء الحزينة مزيداً من الإزعاج والبكاء
والعويل..
بقيت لوحدي وأطلقت لنفسي ما كتمته من البكاء لعلي
أخفف بعض الشيء عما يلتهب في صدري وقلبي من
حزن وألم..
عموما انقضت عدة أسابيع وأنا أداوي جراح قلبي التي كانت
تطيب وتندمل بهدوء..
وفي هذه الفترة أقبلت على عملي وزوجتي وطفلي
الصغيرين..
وفي مرة دُعيت إلى حفل زفاف لأحد الأصدقاء لزواجه
بالثالثة..وجلس بعض الرفاق يتمازحون حول التعدد
ويتضاحكون كعادة جماهير الرجال خصوصا في مثل حفلات
الزفاف..
فسألني بعضُهم وقد أوتي حظه من ثقالة الظل والجسد:
وش أخبارك يا عريس؟؟متى الحفلة؟؟..
ولقد عرف بعض الأصدقاء نبأ زواجي ولم يعرفوا خبر
طلاقي..
فحاولت أتجنب الإجابة على سؤاله الممل دون جدوى..
فقلت:قريباً إن شاء الله..
عدت من الحفلة وبدأت أستذكر من جديد فصول قصتي التي
انقضى على الفصل الآخير منها نحو الشهرين..
على أن معنوياتي التعددية بدأت ترتفع فوق خط الصفر شيئا
فشيئا بعد أن هبط المؤشر بعد الطلاق تحت الصفر..
ولكن والحمد لله ها هو يعاود الارتفاع من جديد..
وذات يوم قابلت أحد الأصدقاء فتجاذبنا الحديث يمينا وشمالا
حتى ذكر امرأة من عائلة أصهاره..وأنها أرملة وتعيش مع
أولادها الخمسة..وترغب في زوج يخاف الله يسيِّر عليها
ويأتيها حسب ظروفه حيث تقيم في شقة في عمارة
والدها ويعيش معها في نفس العمارة والداها وإخوتها
والعمارة خاصة بهم لا يشاركهم في سكناها أحد..
طبعا صديقي هذا كان طيب القلب جدا وذا عفوية وسهولة
فقد ذكر تلك المعلومات في كلامه العابر..ثم أردف بكلام آخر
وقد كان حالي مع تلكم المعلومات كحال صقر يوشك أن ينام
على صخرة مرتفعة فمرت في الوادي تحته فريسة
فاستعد لينقض عليها..
فقلت:يا أبا فلان..قال:ٍسم..فقلت:سم الله أعداءك وسممهم
الله أجمعين أكتعين أبتعين..
قال:سم تفضل وش عندك؟؟..
فقلت متصنعا للرزانة والهدوء وكأن تلك المعلومات لا
تهمني وإنما قد تهم غيري:على فكرة قريبة أصهارك هذي
ما تزوجت ولا جاءها أحد..
فضحك وقال:لا يكون أنت ناوي –طبعا و لم يعلم حفظه الله
بتجربتي السابقة-وأنني ناوي وهاوي..
فقلت:يا ريت..ولكن أمكن لو مر عليَّ أحد يخاف الله بس
ودي تعطيني بعض معلومات عشان لو لقينا لها ابن حلال..
ما شاء الله صرت الحين أزوج الآخرين!!..وأهتم ببنات
المسلمين..
فقال لي:عندها ثلاث بنات وولدين وبنتها الكبيرة في أولى
جامعة والباقين في الثانوية والمتوسطة والابتدائية
فقلت ساخطا في نفسي وقد اندلقت موجة من التذمر فوق
كلماتي الخارجة من فمي:
يعني الحرمة كبيرة..كم عمرها؟؟..
فقال لي:شكلك يوم تسأل وتدقق كأنك أنت اللي بتتزوجها!
فقلت مستغلا تلك الفرصة ولألقي بعض التمهيد للمشروع
الجديد:والله ما في أحد يكره الخير..بس أنا حاليا ليس لدي
رغبة في التعدد..
مع أن مؤشر الرغبة قد وصل قبيل الذروة بقليل!!..
فقال:لعلمك لقد تزوجت هذه المرأة المسكينة وهي صغيرة
ربما في الرابعة عشر من عمرها..يعني عمرها حوالي
الخامسة والثلاثين..
فحولت الموضوع إلى جانب المزاح كي أبني عزيمتي على
جدار الجدية بعد ذلك بحرية!..
فقلت مازحا ومستظرفا ومستخفا دمي:
قالت العرب:ابنة العشرين لذةٌ للناظرين!!..
وابنة الثلاثين لذةٌ للمعانقين!!..
وابنة الأربعين لحم وشحم ولين!!..
وابنة الخمسين كثيرة الأنين!!..
وابنة الستين عجوز في الغابرين..
وضحكنا وقهقهنا وقررت أن أصارح صديقي فالوقت
كالسيف إن لم تقطعه قطعك..والصراحة راحة..
وأحسن شيء الدغري يا برعي..ومحسوبكم دغري على
طول..
فقلت:وش رأيك لو تقدمت أنا عند أنسابك وخطبت أم فلانة
تعتقد وش ماذا يكون الرد؟؟..
فقال:خلاص نويت وأنت قبل شوي تقول ما لك رغبة..خلك
صريح والعب على المكشوف..
فقلت:أنا دائما أحب اللعب على المكشوف..وقلبي على
العرس يا هو ملهوف..ولكن لم تجب على سؤالي وش
تتوقع يكون رد أنسابك؟؟..
قال:وهل سيجدون أحسن منك..
فقلت متواضعا وقد نظرت إلى الأرض:إن شاء الله نكون عند
حسن الظن..
ثم قلت له:تكفى يا بو فلان ودي ببعض الوصف للعروس
يعني طويلة قصيرة سمراء بيضاء نحيفة غليظة..
فقال لي:ما شاء الله عليها الأهل يثنون عليها وكل شيء
فيها سوف يعجبك بإذن الله لكن يقولون عنها:
إنها مليانة شوية؟؟..
طبعا وأنا من الصنف الرجالي الملّواني أعني الذين يحبون
المليانات والمربربات من النساء مع أن سيادتي غير
مربرب..
بل ميديم وسط والحمد لله..
قلت:مليانة شوية!!! والله هذا عز الطلب..
فقال:سوف أطلب من الأهل أن يجسوا نبض العروس وأن
يعطوها طرفا من الموضوع..
فقلت:ومتى الرد؟؟..
قال:بإذن الله بعد أسبوع؟؟..فقلت:هذه مدة طويلة تكفى أرجو
أن يأتيني الرد خلال يومين أو ثلاثة..
فقال سوف أحاول..وأبشر بالذي يسرك..بس هدي اللعب
شوية..
قلت:أنا مهدي بس لا تبطي علينا يا بو الأخبار الحلوة..
وافترقنا وبدأت طيور السعادة تزقزق فوق رأس طول
الطريق..وبدأت أتنعنش وأحلم بعالم الرومانسية والحب
بالحلال الزلال..
وعندما دخلت منزلي اشتغلت الحاسة السابعة في زوجتي
وهي الحاسة التي تدرك بها بعض النساء شيئا من نشاط
زوجها التعددي..وهي تختلف من امرأة إلى أخرى حيث
تقوى وتضعف بحسب طبيعة كل امرأة وبحسب الظروف
والأحوال في بعض الأحيان..
وانهالت علي بسيل هائل من الأسئلة والتحقيقات والتدقيقات
والتفريعات والتمحكات والاتهامات..
وحاولت أجيب مرة وأغضب أخرى..ولكن يكاد المريب أن
يقول خذوني..
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..
يعني اخينا في الله
معزم على التعدد مهما كانت الاسباب ولمسببات
الظاهر صاحبنا بعده الضربه الاولى ما اوجعته
ويبي ضربه ثانيه على راسه عشان يحس \ويرجع فعلا لبيته وعياله وزوجته
ويترك الموضوع اللي في باله
سلمت يداك العالمي
وربي فطست من الضحك لوووووووووووووووووووووووووووووووووول
الله يجيب له الضربه الثانيه الي تقص رقبته
باانتظااااااار اخر المطارحاااااااات
مع ان السالفه قلبت خيال بس نبي نشوف آخرتها ...!!!!
شكرا" يالعالمي
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الثانية عشر"
جائني رد صديقي بعد حوالي أسبوع ظللت خلال تلك المدة متشوقاً ملتهب الظلوع..
قابلني صاحبي في المدرسة وقال أبشر بما يسرك..وهنا احتبست أنفاسي
فرحاً وخوفاً وإن كانت موجات الخوف والتوجس استطاعت أن تطوي موجات الفرح
بداخلها فاختفت أو كادت
حاولت استعادة رباطة جأشي سريعا وتمالكت قائلاً:ما هي البشارة بشرك الله بالجنة
قال :الجماعة موافقين وموعد الرؤية بعد يومين
فقلت:الله يبشرك بالخير وبدأت على الفور أسترد ذكريات الماضي القريب وأنظر بشيء من الوجل والخوف للمستقبل المهيب
افترقت عن صديقي ولكن الخوف لم يفارقني وظل القلق يصحبني حتى وصولي
إلى المنزل..
طبعا الحاسة السادسة التي شرحنا طرفا من سيرتها سابقا بدأت تعمل كالعادة
لدى زوجتي الأولى
هذه الحاسة تزيد قدرتها على الكشف والاستنتاج كلما زاد القلق والخوف والتوتر
لدى سعادتي الذي كم حاولت جاهدا أن أبدو طبيعيا ولكن دون فائدة
وحين ألحت علي بكثرة الأسئلة ذكرت بأن هناك ضغوطا في العمل من المدير ووكيله
لم تبتلع زوجتي تلك التبريرات وأما أنا فقد بدأت أتهيأ نفسيا للقاء الموعود..
وجاء اللقاء الموعود بعد ترقب وتوجس وطول انتظار مع قصر المدة ولكنها الحالة
التي كنت عليها أطالت القصير ويوشك أن تقصِّر الطويل
ركبت سيارتي وتوجهت إلى منزل المخطوبة بعد أن أخذت الوصف بدقة متناهية
ووصلت المكان وأوقفت السيارة ونزلت منها مترقبا متلفتا ذات اليمين وذات الشمال
ثم طرقت الباب بعد أن قرأت آية الكرسي وفاتحة الكتاب..
فخرج لي رجل أظنه في الأربعين ملامحه قوية ومساحة التقطيب في وجهه كمساحة المياه بالنسبة لليابسة على الكرة الأرضية..
سلمت فرد السلام فعرفت بنفسي معكم الفقير لله الراجي عفو مولاه الخاطب
من طرف فلان..
فقال تفضل والله والنِّعم في فلان يعني صديقي وأما أنا فلا ونِّعم ولا هم يحزنون
دخلنا إلى صالون كبير وثير المقاعد فاتجهت بخبرتي الضعيفة إلى صدر المجلس
لأكون في أحسن وضع حين تدخل العروس إلينا فأراها من أول إطلالتها وحتى آخر
انصرافها كاملة غير منقوصة..
شعرت حين جلست أو هكذا خُيل إليَّ بأني ضيف ثقيل الظل مطفش ممِل
طبعا حاولت أن أقطع الصمت المطبق الذي أعقب الجلوس لأنني أحسست بالاختناق من ذلك الجو الخانق والحانق
فقلت الجو حار هذه الأيام وكان عرقي يتصبب على جبيني فلست أدري أمن ضعف التكييف أو من عدم رباطة جأش شخصي الضعيف
فرد علي بصوت مرتفع نعم الجو حار جداً
فقلت:نعوذ بالله من حر جهنم فالتفت عني ولم يجبني ولو حتى بآمين ودعا أخاه
الأصغر بصوت عال يوشك أن يسمع به من بين لابتي الحارة وين القهوة؟
وجاءت القهوة واحتسيت فنجانا واحدا وقيل لي بصوت قوي:تقهو..فقلت شكرا
واضطررت لرفع صوتي بها منطلقا من المبدأ الدستوري :لكل حزة لبوس
وعاد الصمت ليطبق على مجلسنا من جديد وسمعت صوت خطوات أو شعرت بأن
أحدا يبدو أنه يتأهب لدخول المجلس فقمت بعملية تشييك سريعة على الفور أتأكد
فيها من وزن المرزاب على نقطة السنتر فوق مفرقي المتهلل بالعرق كما أتأكد
خلالها من أن جميع أزرار العنق قد أحكم إغلاقها وأخذت أعتدل في المجلس
مرة أسترخي بظهري ومرة أرفع ظهري كل ذلك استعدادا لطلة العروس
وجاءت الطلة المنتظرة لا لأرى العروس ولكن لأرى شقيقها الأكبر حيث دخل علينا
بوجه عبوس وسلم سلاما ثقيلا كأنه كابوس..
وإذا كنت فيما سبق من مجلسي أشكو من الصمت المطبق فلقد عانيت بعد
دخول هذا الآخير من الكلام المقلق..
حيث أنهال علي حفظه الله ورعاه بسيل عرمرم مؤذ من الأسئلة المتنوعة المختلفة المتناقضة أحياناً..
ما أسمك؟ومن أين أنت؟وكم عمرك؟وأين تعمل؟وكم خدمتك؟وما مقدار مرتبك؟
وأين يعيش والدك؟وهل أمك على قيد الحياة؟وهل لكم أقارب هنا في المدينة؟
طبعا هذه الأسئلة أو أغلبها تمت الإجابة عليها من قبل صديقي وصهرهم ولكن
اللحاحة أعيت من يداويها..
ثم بدأ في طرح نوع من السؤالات ذات الوزن الثقيل واللقافة في التطويل..
قلي بصراحة لماذا تريد أن تتزوج على زوجتك؟هل قصرت معك زوجتك في شيء
وقبل أن أحاول أن أبدأ الإجابة تلقف قائلاً:وعلى فكرة وهل تقرب لك زوجتك ؟وكم مضى لك منذ زواجها..
طبعا لم أجد مفرا من الإجابة على هذا الكم الكبير من الأسئلة الثقيلة الممرضة
ولكن لأجل عين تكرم مدينة وهل رأيت بالله شيئا عليكم حتى أحتمل هذا الطوفان
العظيم من هذه التحقيقات الغليظة؟؟
نسيت أن أذكر أن هذا الشقيق كان إذا التفت إلى أخويه هش وبش وإذا توجه بالحديث إلي عبس وبسر وكشر وشزر..
طبعا طال المجلس وكان الوقت بعد العشاء فقلت في نفسي:يا ولد لماذا لا تبادر
بالهجوم فهي أحسن وسيلة للدفاع..فقلت:يا جماعة الخير فضلاً وليس أمراً أنا عندي موعد مهم بعد حوالي ساعة ويا ليت تأتي العروس لأراها وتراني الرؤية
الشرعية بارك الله فيكم..
طبعا طلبي لم يلق ترحابا عند صاحبنا هذا المهذار الثرثار معليش نسيبي وأنا حر يغفر الله لي وله ولكم فلستم تعرفونه ولا تعرفونني
ويبدو أن الجهات الداخلية في المنزل من النساء قد ضقن ذرعا بذلك الشقيق
فما هي إلا لحظات حيث قام أصغرهم رعاه الله وأيده ليدعو العروس لتأتي للنظر
والجلوس..
وبدأت أنفاسي تحتبس حين وقف شقيقها الأصغر على باب المجلس وهو يقول:
هيا أدخلي يا الله يا بنت الحلال أدخلي هذا شرع الله والحمد لله ما فيه شيء
وهي تتلكأ في الدخول ونبضاتي تخفق في قلبي بسرعة وتصول وتجول..
وآخيراً دخلت العروس وهي تنظر عند قدميها وأما أنا فقد فتحت حدقة العينين على مصراعيها حتى أرى
أكبر مساحة لأرى المملوح ثم أضطررت إلى غض بصري بعد أن رأيت أعين القوم
ترمقني بوضوح ..
جاءت وجلست وهي خجلى وقد أدركت أنها مربربة بل فوق الربربة ربربة..
وساد الصمت قليلاً وهنا قررت أن أكون سيد الموقف بلا نزاع فقررت أن أسألها
بضعة أسئلة وكان منها سؤال سخيف لا أعرف كيف خرج من رأسي ولا أدري
هل استساغه القوم أم سألقى بسببه التقريع واللوم..
هذا السؤال لفظه كان ما يلي:هل أنت مقتنعة بالزواج؟لا أحد يلومني ويقول أو
تسأل امرأة في بيت أهلها خرجت إليك في مجلسهم لتراها من أجل الزواج هل
هي مقتعنة بالزواج؟هذا الذي حدث وأقصه كما وقع!!
طبعا أجابت العروس على هذا السؤال السخيف برد لطيف تمثل في هز رأسها
هزة خفيفة فوق تحت وتحت وفوق وأظنها عدة هزات ولست متأكدا..
طبعا أنا أفضل عند الرؤية الشرعية وكما يقول خبراء القانون عفوا التعدد رؤية
العروس واقفة ذاهبة آيبة..
فترددت في أن أطلب أن تهب واقفة وأن تذهب وتجيء..وبينما أنا متردد متوجل
إذا بالعروس قد هبت قائمة وانصرفت من المجلس حاولت أن ألاحقها بنظرة حسيرة ولكن هيهات هيهات..
حتى هذه الرؤية لم تكتمل وابتدرني القوم بنظراتهم وكأنني قرأت على وجوههم
بعض تساؤلاتهم التي تطلب مني الانصراف
فقلت في نفسي خلك رجال واطلب رؤيتها مرة ثانية وفعلا طلبت ذلك معللا بأنها
لم تجلس معي فترة كافية وأخذت أسوق تبريرات اجتماعية معروفة بأن هذا زواج
وعشرة عمر وليس سنة أو سنتين..
فاختلفوا واعترض الأغلبية منهم أعني اعترض اثنان ووافق أصغرهم ورفع طلبي
إلى الجهات الداخلية المسئولة التي سرعان ما قامت مشكورة بتلبية الطلب كحالة استثنائية
وجاءت عروسي ترفل من جديد وجعلت أرمقها من بعيد..
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
قصه رائعه ننتظر الحلقه القادمه
الله يعطيك العافيه وياويلك من بعض النساء راح ينسن الدعاء لأهل غزه ويدعن عليك هههههههههههه
شكلي ابي اتزوج وش رايكم ياشباب
اقول الشمري اذا انت عزوبي تزوج وعلى بركه الله
ترانا بنات المنتدى خوش بنات ما تحصل احسن منا
اما اذا تبي تزوج الثانيه ترى العقل زينه الانسان
وليش وجع الراس وعوار القلب
ننتظر بقيه القصه
في البداية اقدم شكري لك أي العالمي لهذا النقل
رغم أن القصة فيها طول إلا أن فيها ما يميزها ولعل طولها بجماله اصبح ميزة
فهي من حيث اللغة فيها ثراء جميل
واسلوب سلس وقرب من الجميع
فيها تشويق لما سيأتي
سننتظر البقية الباقية
المشكلة ياريما وديما ويالعالمي ماهي بالبنات المشكلة بالفلوس اللي يطلبه ابو العروس ....تكرس الظهر
شكل عزوبي اللين ماينزل سعر المهار
ناد للشباب لاحد يتزوج نبي نصسوي احتجاج على الاباء علشان يرحموا من الطلبات الكثيرة
باقي القصه موحوووووووووووود في ساحات بناء
ولاداعي للانتظاااااااااااااااااااااار
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الثالثة عشر
دخلت عروسي من جديد..وقررت بعد أن استوت في مجلسها أن أكون هادئا ثقيلا..لأراها مرة ثانية بشكل دقيق..
ويبدو أنها هي الأخرى اتخذت القرار نفسه حيث كانت تبادلني النظرات..وأما الكلمات فقد اختفت من لساني.. وحين استمر الصمت قليلا أخذت أردد هاتين الكلمتين:ما شاء الله تبارك الله..
هاتان الكلمتان يا سادة هما شعار كثير من الخطاب حين يرون مخطوباتهم..إما حقيقة وتعبيرا عن إعجابهم..وإما مجاملة وتخلصا من الإحراج في ذلك المجلس..
أما أنا والحق يقال فلم أدر من أي النوعين كانت كلمتاي!!..
طبعاً لم أشأ أن أزودها حبتين فقررت إنهاء المجلس فقلت:خيرا إن شاء الله..والتفت إلى بعض إخوتها قائلاً:
إذا أرادت الأخت الانصراف فلتتفضلْ..وفعلا انصرفت ولم تغب عن عيني حتى خرجت من المجلس تماماً..
وبعدها استأذنت للانصراف وما أتممت استئذاني حتى هب القوم وقوفاً فقمت على الفور..وقصدت الباب..
وعند الباب الخارجي قال الأكبر منهم:إذا صار معك شيء فأخبر نسيبنا..
فقلت:أبشر وسم..
ركبت سيارتي وصورة خطيبتي لا تفارق مخيلتي..
وانطلقت بالسيارة وأنا لا أدري أين أذهب!!..حيث كانت الأفكار والتخيلات تموج في رأسي وصدري ووجداني..
قررت أن أتوقف قليلا وأسترجع ما حدث لأعرف حقيقة موقفي مما رأيت وشاهدت..
تذكرت دخولها وإطلالتها بجسمها الريان بل الزائد رياًَ..وكما تعرفون فسيادتي من هواة المربربات..
وقلت في نفسي بل لقد قلت بلساني:جاك يا مهنا ما تمنى..
وكان الحمل ولعله أثر على جسم زوجتي الأولى حيث كان وزنها بالنسبة لي ناقصاً..على الأقل لأني أميل إلى ربربة جسم المرأة..
وتذكرت نظراتها الحلوة خصوصا في الإطلالة الثانية..فقلت في نفسي:هذا النظرات من أولها!!!
وكنت قد عرفت بل تيقنت أنني قد حزت على بعض إعجابها إن لم يكن على وافره و كامله..
عرفت ذلك من نظراتها وقد صار لي خبرة قليلة برؤية النساء في الخطبة..ثم تيقنت منه بعد ذلك عن طريق صديقي صهرهم حين هاتفته لأعطيه أخبار زيارتي لأصهاره..حين سألته سؤالاً يحمل قدراً من خفة الدم والاستظراف:
هاه يا أبا فلان..عسى فلانة اسم الخطيبة ارتاحت للموضوع!!..يعني حين رأتني ماذا قالت..
وكان صاحبنا طيباً الذي في قلبه ينطق به لسانه..فأجاب إجابة أحاطتني بشبكة من الإعجاب بالنفس هذه الشبكة الإعجابية كانت بعض خيوطها ولم أنتبه لها قد نسجت من الغرور..
ولئن قال شوقي:والغواني-يعني النساء-يغرهن الثناء..فإن معاشر الخطاب والخاطبين والمقبلين على الزواج وخصوصا المعددين يغرهم ويغريهم الثناء والإطراء بالوسامة والفخامة والهندامة مع أن كثيرين بينهم وبين تلك الأوصاف بعد المشرقين..
قال:فلانة مرة مبسوطة وسعيدة..وتقول:ما شاء الله تبارك الله..ثم سكت وليته لم يسكت..
فقلت:ما شاء الله تبارك الله..وبعدين..ماذا قالت:
فقال:لا بعدين ولا قبلين ما قالت إلا كل خير..
لكن أخبرني عن نفسك؟؟كيف وجدت فلانة..إن شاء الله أعجبتك..
فاجأني بسؤاله..حيث كنت أستمتع بإعجاب خطيبتي بي ولم أتوقع سؤاله هذا!!..
سكت قليلاً..فقال:ولِمَ سكت؟؟فقلت:أبداً المرأة بنت حلال وشكلها طيب وحبوبة..
فقال:يعني أنت موافق على الزواج بها!!..
ترددت قليلا ثم بادرت بالقول:موافق نعم بل بالعشرة..
كلمة بالعشرة لم تكن لقناعتي الكاملة بالمخطوبة بقدر ما كانت لإظهار قوة الشخصية أمام صديقي الذي أعرف أنه سينقل ما يدور بيننا إلى زوجته لتنقله بدورها إلى الجماعة..
أغلقت السماعة..ثم قلت كعادتي:راحت السكرة وجاءت الفكرة!!!..
وبدأت أفكر في زوجتي الأولى وفي الأطفال..فقررت المضي قدما في هذا المشروع الجديد وبدء النضال..
أخبرت عديلي بالخبر فهلل وكبر وعاتب على عدم إخباره بتلك التفاصيل فقلت:أبشر بالخير ما زلنا في أول المشوار..
وعدت إلى منزلي وكانت الأمور مع زوجتي طبيعية إلى حد ما وإن كنت أعاني من بعض التوتر الذي أحاول إخفاءه كمثل الموظف الذي يدخل مديره عليه ويسأله عن عمله الذي لم ينجزه فهو يحاول التظاهر بأنه قد أتم العمل وأنه يحاول جمع الأوراق..
مر على الرؤية يومان وأنا كالحبة في المقلاة أو كالمقلاة التي فيها حبة تحمص بلا زيت..
وعزمت على بدأ تنفيذ المشروع واتصلت بصديقي وواعدته والتقيت به وطلبت منه أن يكون العقد والزواج بعد أسبوع إذا كان ممكنا..فتقاصر المدة..فطلبت منه أن يكلمهم بإلحاح فكلمهم وكانت المفاجأة أن وافقوا-طبعا وافقت الحريم-والرجال لهن تابعون..
أسبوع وأكون عريساً..أسبوع وأكون معدداً..أسبوع ويكون عندي زوجتان..يا الله من فضلك!!!..
وجاء يوم العرس الموعود..وذهبت مع عديلي المحترم إلى محل لبيع الذهب واختار لي طقم ذهب بأربعة آلاف..فليس لي بالبيع والشراء خبرة ولا دراية..واشترينا ساعة بألف وخمسمائة ريال..وطقم عطور نسيت ثمنه ولكنه غال..
وكان أصهاري الجدد على عكس المحافظين عفوا الأصهار القديمين ميسرين مسهلين ولم يتكلموا في مهر ولا حفلة..
ثم ذهبنا إلى مطبخ معروف واخترنا –اختار عديلي-ثلاثة من الخراف لوليمة الزواج..فنظرت شزرا إلى أحدها وتذكرت يوم زواجي الأول حين ذهبت مع والدي لشراء الخراف فوطأ أحدها لا سامحه ذابحه بظلفه على قدمي وطأة صرخت منها فالتفت إلي والدي محملقا وقال بصوت حاد:أتصرخ من خروف!!!!!..
طبعا كان الاتفاق على أن يكون الزفاف في بيت الأصهار وأن تبقى الزوجة في شقتها وأنا أمر عليها مرور المسيار..وأن أعطيها مصروفا شهريا..
و بعد العصر تم عقد النكاح وكان المهر ميسرا وليس في العقد قيود ولا شروط..
وجاء الليل السعيد وكان يوم أربعاء..ما أحسن يوم الأربعاء..-ولا حقق الله أمنية من يريد تغيير الإجازة من الخميس إلى السبت..ما علينا-..
وكنت قد أوصلت أسرتي الحبيبة إلى بيت أهلها وزوجتي تقول في الطريق:إن قلبها منقبض ولا تدري لماذا..وقالت لي:الله يعطينا خيرك ويكفينا شرك..فقلت:اللهم آمين..وطمأنتها وأوصيتها بترك الوساوس وقلت وكنت صادقا بأن لدي موعدا و رحلة مع الزملاء!!!..
نعم لقد دعوت بعض زملائي الموحدين الذي يتطلعون إلى التعدد يوما من الأيام والخروج من معتقل جوانتنامو الكبير الذي تسيطر عليه النساء..
عفوا وأستغفر الله من هذا التشبيه ولكن بعضهم حاله صعب وصعيب مع زوجته..ووضعه كئيب..من تسلطها وتعجرفها ولكن دعوا الخلق للخالق!!!..
عدت إلى منزلي واغتسلت ولبست ثوبا جديدا و شماغا جديدا وتأبطت مشلحي وما هي إلا نصف ساعة إلا وأنا أمام منزل العروس..
وكان نفر من زملائي قد وصلوا قبلي إلى المكان فهم ينتظرون وصولي أيدني الله في تلك الليلة..
وترجل موكبنا من السيارات حيث جاء كل واحد في سيارته..ودخلنا المنزل وأنا في المقدمة وقد ارتديت المشلح..واستقبلت استقبال الفاتحين!!..
كان زملائي خمسة..دخلنا المجلس وتربعت في صدره فأنا بطل الحفل الليلة..
وأما أصهارنا و أضيافهم فكانوا يفوقون العشرين..يعني نحن الأقلية..
التفت نحو عديلي وقد عملت إحصاء تقريبيا للقوم..فقلت:القوم هنا يزيدون على العشرين ونحن ستة أشخاص..والنساء لا ندري كم عددهن..فهل تظن أن عشاءنا وطعامنا يكفي!!!!!..
فقرصني في ذراعي قرصة حركتني في مجلسي وقال:العشاء يكفي..ومن لم يشبع فالمطاعم موجودة..خلك في نفسك..ولا تفكر في أي شيء آخر..
كانت كلماته تنزل علي قلبي عسلاً خالصًا..ولم أعد أحس بألم القرصة..فقلت في نفسي:
أنا أمامي عروس وآهات وأشواق..و من لم يشبع فالبطقاق..
كنا نتحدث وقد أحاط بي زملائي ونتضاحك..وكان القوم يتحدثون فيما بينهم ويتضاحكون مثلنا أو أشد منا..
وجاء العشاء ووضعت المائدة وكنا قد جلبنا بعض الفاكهة والمرطبات فقمت مرحبا بالقوم على اعتبار أنني المضيف..
فأمسك عديلي بيدي وشدني وكان قد جلس على أحد الصحون التي احتوت على نصف خروف وقال:اجلس لا أبا لك! فأنت العريس وأنت الضيف..فامتثلت النصحية شاكرا ومقدرا على الفور وخررت جالساً..
وكان أحسن الله إليه يتعاهدني بقطع خالصة من الشحم من ظهر الخروف..ويقول لي:كلْ فعليك ليل طويل!!!!..
أكلت ما تيسر فلم تكن شهيتي مفتوحة بالرغم من إلحاح عديلي عليَّ بالأكل..
و كنت مهتما بتلك الليلة ومغتما بحال زوجتي وأطفالي..
وتناول الجميع طعام العشاء وشُرب الشاي الأحمر والأخضر والنعناع..وانصرف الأكثرون وانصرف زملائي وبقي معي عديلي يؤازرني ويتحدث معي وأنا مشغول البال..
وفي تمام الساعة الثانية عشرة والنصف جاءني داع كريم:
يقول:أيها العريس هلم إلى العروس!!!...
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..
الظاهر انك يالعالمي من انصار التعدد
بس انا عمري ما شفت متعدد مرتاح ومبسوط
وعمري ما شفت نسوان المتعدد مبسوطات
الشرع والدين حلل لكم التعدد بس بشروط
واول شرط هو العدل
وانتم يالرجال منو فيكم عادل يمكن فيه واحد بالميه
يالشمري اسمع نصحتي انا اختك
ترى اليد ما تسكر على رمانتين على قوله المثل
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات" الحلقة الرابعة عشر
نهضت سريعا حين سمعت الداعي الكريم يطلب حضوري إلى قسم النساء من المنزل..و لبست مشلحي وعدلت من هندامي..وودعت عديلي الذي رأيت في عينيه شيئا غريبا يبدو أنه مزيج من عنصر التطفل للاطلاع على مشروعي الجديد بالإضافة إلى عنصر آخر لم أتبينه لعله نوع من الحسد اللطيف الذي لا يكاد يشعر به صاحبه..وسامحني يا عديلي المحترم..
ومشيت خلف أخيها الأكبر وقد انتابني الفرح الملهوف المحاط بشباك من القلق الخفيف وقطعت ممرا وصالة ثم ممرا وهناك التفت إلي وقال:خلك واقف!!!..
فامتثلت الأمر ووقفت وكان هناك باب مفتوح دخل منه الصهر الجديد..وتداعت إلى سمعي أصوات النساء مختلطة بصرخات للأطفال..
ثم دعاني بقوله:تفضلْ ادخل اقلط..
فلم أتردد لحظة ودخلت متصنعا الهدوء وبدأت أشعر بأن قلبي يخرج عن نطاق السيطرة..
وانصرف صهري و دخلت مجلساً كبيراً فرأيت عروسي جالسة في صدر المجلس وحولها الأطفال يلعبون ويصرخون ويزعجون وينكدون..و ورأيت امرأتين..تبين أن إحداهما أم العروس وحماة الهنا..والأخرى خالة العروس وكانت الاثنتان من القواعد من النساء..
فقطعت الطريق إلى عروسي بين جموع الأطفال المحتشدة وهتافاتهم المؤيدة وتعلق أحدهم بمشلحي وعرفت بعد ذلك أنه أصغر أبناء زوجتي في السابعة من العمر ولكن شقاوته وغلبته تغلب شقاوة جميع من رأيت من الأطفال..
فنهره خاله..وواصلت سيري سالما حيث قامت العروس حين اقتربت والابتسامة الحلوة قد أطلت فوق وجهها المشرق..
فمددت يدي الكريمة لمصافحتها وكدت أصنع معها ما يصنعه الرجال حين الالتقاء من الأسفار من التقبيل على الخد..ولكني تذكرت وتوقفت وفرملت ولله الحمد..
ومكثت هنيهة أو ثلاث هنيهات وهو الراجح..ممسكا بيدها الدافئة الناعمة المليئة بالحب والحنان أو هكذا خيل إلي..
حتى سمعت صوتا انبعث من جواري قائلاً:
مبروك يا وليدي مبروك..فالتفتُ فإذا بوالدتها بجلبابها الأبيض تتبسم..
فقالت عروسي:هذه الوالدة الله يطول لنا في عمرها..
فأسرعت بالتأمين..اللهم آمين..اللهم آمين..
وقلت:الله يبارك فيك يا أم فلان ..وصافحتها وسألتها عن صحتها..وأشارت إلى العجوز التي بجوارها حيث كان ترمقني بعينين قويتين..وقالت هذه أختي خالة فلانة أي عروسي..
فسلمت عليها من بعيد..وتذكرت المثل الرائع:خلك بعيد حبك يزيد..
ووجدت أنها تنظر إلي بتركيز شديد..فحاولت استعادة شريط اليوم وخفق قلبي وتساءلت في نفسي سريعا:هل قرأت الأوراد مساء هذا اليوم!!!..فإن نظرات تلكم العجوز بعينين كالجوز ربما ينالني منها مكروه كفانا الله عين الحسود..
طبعا كانت تلك المواقف السريعة تكاد تضيع وسط صراخ الأطفال وتشاجرهم وتلاعبهم..
وبينما كنا وقوفا جاءت بناتها الثلاث ربائب سعادتي وسيادتي بنات زوجتي للسلام علينا وجاء الابنان يسلمان على زوج أمهما..ولكن الصغير حين أمسك بيدي أخذ يحاول التعلق بي فأردت أن أجامل-وقاتل الله المجاملة في بعض الأحيان-وأقوم بحمله كي أظهر قدرا من اللطافة والظرافة وكان خفيف الوزن..ولكنه ما كان ليدع ذلك المشهد ليكتمل..حيث قام يصادم ويلاكم فصوب إلى وجهي لكمة ثقيلة فوق أنفي أطاحت بنظارتي أرضاً..وصرت أحاول الخلاص منه وهو يسعى بكل وسيلة للاشتباك معي حتى جره من ياقة عنقه أخوه الكبير..
طبعا لم تنفع معه كل كلمات: عيب و خلاص يا ولد ابتعد التي سمعتها من أمه العروس وجدته وأخواته..
حيث يبدو أنه قد أعلن حالة العصيان والتمرد على الأوامر العليا والسفلى..
ناولني أحد الأطفال نظارتي بعد أن فركها بيده المدهونة ببقايا الشكولاتة..
وصرت في موقف صعب..وبدأت أتوجس خيفة من نظرات الخالة العجوز..وأقول في نفسي:الله يعدِّي هذه الليلة على خير..
وإذا بكلمات كالنسمة العذبة..تنساب على مسامعي..
معليش يا حبيبي..معليش ما يصير بخاطرك شيء..فالتفت فإذا بهذه الكلمات تنساب كالشهد من فم عروسي من خلال ابتسامة محرجة بموقف الطفل العنيد..
ثم هجم عليَّ الأطفال ذكورا وإناثا للسلام علي وكان عددهم يربو على العشرين-ما شاء الله تبارك الله وعيني دائما باردة –وأخذوا يتزاحمون وكان موقفا طريفا..لعله كسر عين العجوز عن تركيز النظر إلي..
وكنت أتبادل الابتسامات مع عروسي خلال ذلك المشهد الطريف..
وإذا بصهري يعود مرة أخرى..فقالت العروس بصوت هادئ:يا الله نمشي..وكأنما أطلق سراحي من سجن به سجناء مشاغبون يقومون بأعمال تمرد وعصيان..سامحوني يا أصهاري..ولكن هؤلاء أطفالكم وخالتكم..
مشيت بجوار عروسي لنتجه إلى شقتها أو شقتنا..فنهرني شقيقها:أمسك بيد عروسك..
فكانت نهرة باطنها الرحمة وظاهرها الشدة..
فأمسكت بيدها مسكة جيدة وكأن من أمسك بها تريد الفرار!!!..
ووصلنا باب شقتنا..وقد استطاع نفر من الأطفال مغافلة الكبار وتخطي الحواجز والوصول معنا وكان منهم صاحبي الذي أطاح بنظارتي بلكمة فاضية..وليست قاضية..
وفتحنا الباب ودخلنا..وحين أرادت عروسي إغلاق الباب..قام ابنها الصغير يدفع الباب بقوة..وهي تحاول إقناعه وصرفه..ولكن هيهات فقد أصر حفظه الله على الدخول مهما كلف الأمر...
فجاءتني عاطفة سريعة وقلت في نفسي:هذا يتيم..ولماذا لا أسمح له بالدخول وألاطفه قليلاً..
فقلت لعروسي:دعيه يدخل سوف أقوم بتصريفه سريعاً..فقالت وهي تدفع الباب:لا لا إنه معاند وعنودي وعنادي من الطراز الأول..
فقلت:لا بأس دعيه يدخل ..فتركت الباب..فدفعه بقوة حتى ارتطم الباب بالجدار وانطلق بسرعة وقصد غرفة النوم التي لم تكن قد أغلق بابها..
فرأيت أن خيوط اللعبة بدأت تفلت من بين أصابعي..وأن بطل المسرحية قد خرج تماما عن السيناريو الذي أعددت له في تفكيري..
ولحقت به تتبعني عروسي فوجدته قد جلس على السرير..وهو يحملق فيَّ بعينين ماكرتين وقد تبسم ابتسامة المنتصر..وكان صدره يرتفع وينخفض بعد أن تسارعت أنفاسه من الركض والمدافعة والمغالبة..
فقررت المواجهة ولكن بالفكر أولاً:
قلت:كيف حالك يا بطل؟؟..
فقال:طيب..
فقلت:طيب مرة وإلا شوية..
فقال:طيب وبس..
قلت:أين الأولاد يا بطل؟؟..
قال:لا أدري عنهم..
قلت:أكيد ذهبوا للنوم..
قال:نعم ذهبوا ينامون..
قلت:وأنت لماذا لا تذهب لتنام يا حبيبي؟؟..
قال:سأنام هنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..ووضع أصبعه السبابة على لحاف السرير!!!..
فالتفتُ إلى أمه العروس..فرأيتها متبسمة..وكانت قد هرعت إلى الهاتف واتصلت بأخته الكبيرة وطلبت مجيئها لإخراج المشاكس الصغير..
ونظرت إليه فرأيته يعض شفتيه وهو ينظر إلى أمه..كأنما يريد الانتقام منها..
فاقتربت منه وأمسكت بيده الصغيرة وقلت:يا الله يا حبيبي..
فصاح:يا الله فين..
فقلت:يا الله تذهب إلى أخواتك وأخيك وجدتك..وبدأت أسحبه تدريجيا..
غير أنه فك يده..وقال:سأنام مع ماما..
فتدخلت أمه قائلة:يا الله يا بابا..عمك يريد أن يرتاح وينام..
وأمسكت بيده وقام معها وأخذت تتكلم معه بكلام لا أسمعه وتحاول إقناعه وتقترب به من الباب..
ودق جرس الباب..وتقدمت العروس ففتحته بيد وبيدها الأخرى ابنها وكانت ابنتها في الخارج فدفعته إليها..ولكنه صرخ واستطاع الدخول من جديد..
وهنا قررت التخلي عن سياسة المواجهة الفكرية وانتهاج سياسة القوة والصرامة..فأمسكت بساعديه وأخرجته خارج الباب وفي تلك اللحظة مر أحد أخواله فرأه فصاح به فأخذته أخته فانصرفت به..وسارعتُ وأغلقت الباب بقفلتين..
وهنا التفت إلى عروسي فوجدتها قد اتكأت بظهرها ورأسها على الجدار وهي تبتسم بخجل..
آه ما أحلى ابتسامات الخجل..حتى ولو كانت على عجل!!!..
فقالت:معليش يا روحي..الولد هذا متعلق فيني مرة..
فقلت في نفسي:الله يكفيني آذاه وشره..وقلت بلساني:الله لا يحرمك منه ولا يحرمه منك..
فقالت:وأنت بعد يا حبيبي الله لا يحرمني منك يا حياتي..
كانت تلك الكلمات الحلوة تزيل سريعا ما علق بنفسي من مضايقات تلك الليلة كمساحات زجاج السيارة الجديدة الذي يعلوه غبار..
فاقتربت منها فقبلت جبينها..وأمسكت بيدي فقبلتها ووضعتها على خدها ثم على صدرها..
فقلت:هل سنظل واقفين هكذا..
وسحبتها بلطف ودخلنا غرفتنا..
وما إن قعدنا قليلا حتى رن جرس الهاتف..فقالت:
بعد إذنك يا حبيبي..
فقامت ثم عادت بعد حوالي دقيقتين أحسست كأنها ساعتين..
وقالت:إنه صاحبك-ابنها المشاكس-يريد أن يسمع صوتي قبل أن ينام..
فقلت:إن شاء الله ينام يريح نفسه ويريحنا فضحكت..
وبدأ الحديث العذب بيني وبينها..
وبدأت الأشواق تتقابل وتتعانق وتحلق في أجواء الوداد والحب والحنان..
ما أحلى تلك اللحظات..حين تلتقي النظرات والآهات والكلمات..
وكانت تشرح لي صادقة معاناتها بعد حصول الرؤية الشرعية وشدة تعلقها بي وأنها صارت لا تنام ولا تهنأ بطعام ولا شراب من كثرة التفكير في حبيبها الذي هو أنا..
طبعا لم أكن بمثل حالها..ولكني اضطررت لمجاملتها بعض الشيء..
كانت طوال الجلسة تمسك بيدي بين يديها وكأنها تخاف أن أفلت منها..
وكانت ليلة عرس جميلة..لولا تفكري بين ساعة وأخرى في زوجتي الأولى التي لم تكن تدري عن تلك الليلة و ما حدث فيها أي شيء..
وطلع الفجر ولم يعرف النوم طريقا إلى غرفتنا..وبعد صلاة الفجر وضعت رأسي من شدة التعب حيث أنني لم أنم منذ فجر الأمس وبقيت عروسي تحتضن رأسي جالسة تحادثني وتلاطفني حتى دخلت في الأحلام واستولى عليَّ المنام..
وقبل الظهر بساعة دق جرس الباب..ورن جرس الهاتف..فقامت عروسي تفتح الباب فهجم علينا عدد من الأطفال يصرخون ويضحكون وفي مقدمتهم صاحبي الصغير الذي لم أفتح عيني إلا ووجدته قائما عند رأسي فأغمضت عيني من جديد وقلت لعله كابوس عتيد..
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
وفي مقدمتهم صاحبي الصغير الذي لم أفتح عيني إلا ووجدته قائما عند رأسي فأغمضت عيني من جديد وقلت لعله كابوس عتيد..
اكيد راح يكون كابوس
هذا والله حوبه زوجته الاولى
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الخامسة عشرة
فوجئت بهذا السيل المنهمر من أحبابنا الأطفال-ما شاء الله تبارك الله-وتذكرت فلذات أكبادي وتذكرت زوجتي الأولى..وقمت متثاقلا وسط صراخ الأطفال وتحلقهم حول العروس يعتنقونها ويقبلونها ويتزاحمون ويتعاركون من أجل ذلك..
فذهبت إلى المغسلة وغسلت وجهي بالماء دون الصابون..وعدت إلى الغرفة فهرع إليَّ شرذمة من الأطفال للسلام علينا ومباركة مشروعنا الجديد..وأنهيت هذه المهمة بسلام..
وبينما كنت أستعد لتغيير ملابس النوم إذا بشقيق العروس التي دخلت الحمام للتو يتوسط غرفتنا ويطوف حوله الأطفال وهم يصرخون ويضحكون وهو يلاعب هذا ويمازح ذاك وقد بدا كزعيم قومي حقق نصرا وعاد ليحتفل به أنصاره ومؤيدوه..
وشعرت بالإحراج لأنني لم أكن قد خلعت ملابس النوم بعد..ولكنه سلم علي وبارك لي مجدداً وقد رأى معالم الإحراج تتقاطع فوق ملامحي كتقاطع عدد كبير من السيارات في نقطة التقاء لأربعة شوارع حين تتعطل إشارة المرور..
فسأل عن العروس ثم استأذن وأنسحب في هدوء..فأذنت له بكل سرور..وقلت له شكرا ومتشكرا ومشكور..
وبعد نحو نصف ساعة أو أقل جاءنا طعام الإفطار..وقامت عروسي بدور عظيم في إفراغ الغرفة من زائريها الجدد..
غير أن صاحبنا الأول بقي في الغرفة يقفز من مكان إلى آخر و قال بكل إصرار إنه سيتناول طعام الإفطار معنا شاء من شاء وأبى من أبى..
وقلت في نفسي:ها أنا أترك أطفالي فلا أفطر معهم وآتي إلى هنا لأفطر مع عيال خلق الله!!!..ولكن تذكرت أنه يتيم فهان الأمر..
ثم تذكرت إنني عريس ومن حقي أن أستمتع بأيام العرس الثلاثة على الأقل..
ومن حقه هو أن يلهو مع الأطفال الباقين من إخوة وأخوات وأقارب..
ولكن ما الحيلة في إخراج هذا الصغير؟؟..
قررت أن أتنازل عن بعض موقفي لأستطيع الوصول إلى هدفي..
كانت أمه طيلة تلك الفترة مشغولة باللبس والتزين وجاءت ترفل في زينتها ونعمتها وجلسنا نحن الثلاثة على المائدة وأصر الصغير على أن يستأثر بجوار والدته جنبا إلى جنب..
كانت مائدة الإفطار تحتوي على أكثر من خمسة عشر صنفا دون مبالغة..طبق من الفول والبيض بأنواعه الثلاثة مسلوق ومقلي وشكشوكة..والأجبان أكثر من خمسة أنواع..والقشطة نوعان والمربى عدة أنواع وطبق العسل وطبق زبدة الفول السوداني والزيتون نوعان..
طبعا لقد عددت الأطباق..وقلت لعروسي:لماذا هذه الكلفة؟؟..فقالت:الله يحييك يا عمري وش سوينا شوية نواشف..
وبعد أن أكل الصغير عدة لقيمات يقمن صلبه ويدعمن نشاطه وطاقته ومشاكسته سألته:
أين الأطفال؟؟..
فقالت العروس:في الصالة يفطرون ويتفرجون في التلفزيون..
فهب وصاح:سوف أذهب إليهم..
فخرج محفوفا بدعوات الرعاية والسلامة وطول الإقامة..
وأقبلت أنا وعروسي نأكل ونمزح ونضحك..وبعد كل فترة وجيزة تسألني ماذا تريد؟فأجيب لتضع لقمة بيدها الحانية في فمي..واضطررت للرد بالمثل..ووضعت في فمها بضعا من اللقيمات..
وبعد أن أفطرت فطورا ثقيلا هنيئا مريئاً وشربت الشاي بالحليب حتى كأنني من إقليم البنجاب العجيب استلقيت على السرير بينما أنشغلت العروس برفع المائدة وإخراج أجزائها مع الصغار خارج الغرفة..
وأخذت أفكر في زوجتي الأولى وأتذكر ابتسامتها وإشراقتها..
وأتذكر بكاءها و دمعتها..وأتذكر الأطفال وأشعر بالشوق والقلق..
ولكن ما إن عادت عروسي حتى جاءت معها بموجة من الطمأنينة والسلام..
وقامت خلال تلك اللحظات وما تبعها من تأملات بحملة ناجحة من المساج والتدليك لقدمي وساقي وركبتي..فلقد قصصت عليكم ما عانيته يوم العرس من تعب ونصب ووصب..
وأنا كوالدي يحفظه الله مدمن مساج ولا أكاد أستغني عنه ليلة بل في اليوم ربما عدة مرات..
كان المساج الرائع قد أدخلني في نوبة عميقة من التأملات في حالي بين زوجتي الأولى وزوجتي الجديدة..
بالرغم من أن العروس كانت تسأل بين فترة وأخرى أسئلة استطلاعية عن زوجتي الأولى وعن أهلي..
وكنت أجيب على أسئلتها بحذر شديد..
وبعد أن صلينا الظهر سألتني عن الغداء وش نفسك فيه؟؟..فقلت:غداء!!!وما يزال الإفطار جاثما في معدتي يرفض التحرك حتى الآن..
فقالت:سوف نتغدى بعد العصر إن شاء الله..
فقلت:حتى ولو كان بعد المغرب..
فقالت:لا لابد من الغداء أتريد أن تزعل الوالدة علينا وأنت يا حبيبي عريس وضيف اثنين في واحد..وضحكت وضحكت مجاملة لها..
ويبدو أنني لم آخذ كفايتي من النوم فطلبت منها أن تأذن لي بأخذ قسط متوسط من النوم..
فوافقت وقالت:سوف أذهب للسلام على الوالدة وأهلي وودعتني بقبلة في يدي..
وحاولت النوم ولكن مندوبه من النعاس قال إن مولانا النوم يرفض القدوم إليك وأنت تحيط برأسك الهموم والوساوس..
فرجوته أن يفهم سيده أنني سوف أقوم بإبعادها بل بطردها إن لزم الأمر..ولكنها قاتلها الله أبت أن تخرج أو أن تغادر..بل حتى رفضت أن تهدأ..
وأخذت أتقلب في فراشي وأتذكر زوجتي..
طبعا زوجتي لم أتصل بها منذ يوم تقريبا ومن المتوقع أن القلق قد استبد بها..ولكن ما العمل وأنا في غرفة العروس؟؟؟..
جلست في سريري بعد أن يئست من النوم وحيدا فريدا أتفكر في حالي ومآلي..
ثم قررت توجيه نداء للعروس ولكن كيف أقوم بذلك؟؟..عندي جهاز هاتف ولكن ما هو الرقم الذي أطلبه؟؟لا أعرف..
وهل أقوم بفتح باب الصالة الداخلية وأطلق نداءي!!!..
وقررت اختيار الثاني..وفتحت الباب..وأخذت أنادي عروسي مرتين:يا أم فلان يا أم فلان..
وسمعت امرأة تنادي عروسي باسمها وتقول:كلموا فلانة ترى زوجها يريدها..
وما هي إلا دقائق حتى جاءت العروس وقالت باستغراب:ما نمت!!!!وأنا كنت أحسبك في سابع نومة..
فقلت:لا سابع ولا ثامن..ما جاني النوم وأنت بعيدة عني طبعا لا أدري كيف جمعت هذه الكلمات ودفعت بها سريعا من بوابة المجاملة التي قمت بترميمها حديثاً..
فابتسمت وقالت:أنا جنبك على طول يا روحي..وما كادت تكمل كلماتها تلك حتى كان الصغير هو الآخر بجنبي وليس بجنبها..
فشخطت فيه ونفخت وأمرته بالخروج وخرج بعد تمنع وبعد ترهيب وترغيب..
جلسنا نتحدث سويا ورأسي في حجرها تداعبه بأناملها الحمراء التي صبغتها أوراق الحناء..مع أنني لا أحب الحناء ولا رائحتها ولكن نجامل ونتجمل..
وصليت العصر بمسجد صغير جوار المنزل وعدت إلى غرفتي ولم أجد عروسي..
وبعد مدة يسيرة جاءت ومعها ابنتها الكبيرة تحملان أطباق الغداء..وكان عبارة عن كبسة باللحم حمراء وطبقي جريش وقرصان وسلطة وعصير البرتقال الذي أكن له أعظم التقدير..
وكنت بين الشبع والجوع ولكن شهيتي بدأت تحاول الانفتاح..وتغدينا معا..
ثم شربنا الشاي..ثم عقدنا اجتماعا مغلقاً لم يسمح فيه بدخول أحد وخرجنا بقرار بالإجماع ألا وهو الخروج للنزهة وقضاء تلك الليلة في الفندق..
وبدأنا نجهز حقيبتنا للخروج..وقبيل المغرب قمنا خارجين من المنزل فتلقانا الصغير وحين رأى أمه بالعباءة صرخ صرخة سمعها من بين لابتي الحارة..وأخذ يبكي ويصرخ بهستيريا عنيفة..ويتعلق بأطراف عباءة عروسي التي هي والدته..
فقلت في نفسي بلهجة مصرية حزينة:يا دي النيلة ودي الليلة اللي متنيلة على الآخر..
وحاولت تهدئته فصرخ في وجهي كقط صغير متوحش:أنت ما لك شغل أنا أكلم أمي!!..
فسكت وقلت:صح وأنا وش لي شغل خله يكلم أمه..
وعبثا كانت تحاول أمه معه تهديه وتلاطفه وهو يحلف ويقسم أنه ليخرجن معنا ولا يطيع أحداً منا..
فظننت أنني خسرت المعركة وأنه سوف يبر بقسمه وينتصر علينا في نهاية الجولة ويكون جليسا بيننا في السيارة..
ولكن الحريم يا سادة..لقد تقطع قلبي حزنا وزعلا منه في نفس الوقت..
الحريم إذا قررن أخذ زمام المبادرة وتلقين المتعدي درساً فسوف ترون الأعاجيب..
وهذا ما سوف أرويه لكم في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..
متابعين وبشوق كبير
اريد اعرف نهايه هذا الرجل المعدد
ما اتوقع نهايه سعيدة
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة السادسة عشر
عندما أصر المشاكس الصغير على التعلق بعبائة أمه العروس وكان مصرا -أبعده الله عنا إلى بر الأمان- على تحويل ليلتنا في الفندق إلى كابوس وقد بلغت شقاوة الصغير منتهاها وتجاوزت المسموح به عادة أمسكت العروس بتلابيبه مسكة لو أمسكت بها تلابيبي لزاغت عيناي وتعلقت قدماي وخارت قواي..
وحملته وألقته داخل السور وأغلقت باب المنزل وأمرت لا أذكر بالضبط بعض الفتيان من بني إخوتها بالتحفظ عليه مع السماح له بممارسة بعض هواياته المحببة حتى لو كانت على حساب راحة سكان المنزل..
وسرعان ما ركبت ولم تكد تغلق باب السيارة حتى انطلقت بسيارتي سريعا وكأنني قمت باختطاف المرأة والتواري بها بأقصى سرعة عن الأنظار..
طبعا لا أخفيكم فحين انطلقت بالسيارة وسمعت عروسي تردد عبارة:
الله يهديك يا فلان على اسم ابنها المشاكس الصغير..
ما يبي يكبر ولا يفهم..شعرت بوخزة للضمير العرساني أو هكذا ظننت..
ولكن يبدو أن هذه الوخزة ليست بسبب ما حل بهذا المشاكس الصغير بقدر ما كان الموقف قد ذكرني بأسرتي الصغيرة وحمل صورة طفلي الكبير الذي يصغر صاحبنا هذا ربما بثلاث سنوات تقريباً..
وبينما كنت أحاول تجرع آثار وخزة الضمير هذه وتلافي آثارها الجانبية إذا بيد عروسي اليسرى تمسك بيدي اليمنى والتي كانت مع أختها الأخرى تمسكان بالمقود..
وتشدها إلى قلبها!!!...إلى صدرها..وأطلقت زفرة جريحة وآهة مكلومة..
آه يا روحي..ما أدري يا بعد عمري أنا في حلم وإلا في علم..
لا يا روحي أنتي في أحلى حلم..ولكنه أحلى علم..
وكنت بين الفينة والأخرى أنتزع يدي لأمسك بمقود السيارة وهي تشدها وكأنها ستغرق في بحر لجي ويدي تمثل طوق النجاة لها..
وكانت الشوارع مزدحمة بقدر إزدحام الأفكار في رأسي..
ويبدو أن هذه العملية الحنونة قد نالت استحساني وإعجابي..وذلك حين وجدت نفسي أندفع لأعطيها يدي بعيدا عن المقود لتربت عليها وتمسحها بكفها بل ليزداد الموقف حرارة وسعادة وذلك حين كانت تقوم في حركة لطيفة خفيفة بإدخال يدي تحت خمارها لتقبلها وتضعها على خدها وكأنها وسادة تريد النوم عليها..
وكنت أخشى أن ترمقنا بعض الأعين في السيارات الذاهبة والآيبة..
فطلبت منها مشكورة مأجورة التوقف عن ذلك حتى حين..
أعني حين ترفع يدي لتقبلها وأما بقاء يدي رهينة في يدها وحجرها فذلك أدنى الواجب و هو غاية الطالب والمطلوب..
كنا نتكلم عن حفلة زفافنا الصغيرة وقد أسمعتها طرفا صالحاً وجزءً لا بأس به عن فضل الاقتصاد في حفلات الأفراح ومناسبات الليالي الملاح وأنها أكثر يمنا وبركة وسعادة..
فردت بأنها لا يهمها في هذه الدنيا إلا رضاي وليس لها غاية في حياتها إلا مناي..
فصحت ضاحكا مازحا:يا سلام يا سلام يا روحي أنتي وهواي..
ويبدو على قول الإخوة المصريين أن ذلك المشاكس الصغير كان قد فرسني على الآخر وقهرني..
فلم أشعر إلا وسيرته العطرة تنساب فوق لساني..
حيث قلت:يبدو أن فلانا متعلق بك كثيرا..فقالت وقد ألجمتني:
أنساه ما عليك منه..خلنا في حياتنا يا حبيبي..
فقلت في نفسي:أنساه هذا كلام!!!أنساه كيف يا مدام..أهو هذا الذي لا يمكن أن يكون..
وإن نسيته فلن ينساني!!!...
وسؤالي عن هذا الصغير كان هدفا استطلاعيا لأقيس به مقدار تشويشه وتنغيصه عليَّ وعلى أمه في المستقبل..
وقد كانت إجابة أمه ولله الحمد إجابة واضحة مطمئنة لا لبس فيها ولا غموض..
حيث أكدت حفظها الله بأن حياتنا وراحتنا لن تكون مهددة من أي أحد كائنا من كان..
ويبدو أن الأسئلة الاستطلاعية كانت لعبة الطرفين..حيث طرحت علي سؤالاً مفاجئا:
وهل أطفالك متعلقون بك؟؟..
وقبل أن أجيب تولت هي الإجابة قائلة:شكلك ما هو الأطفال متعلقين فيك...حتى أمهم متعلقة فيك بعد؟؟؟؟!!!!...
وهنا بدأت أهرع إلى دنيا العلم فراراً بعقلي من دنيا الحلم..
وبدأت أحاول تلطيف الأجواء التي بدأت الغيوم الداكنة تتجمع فيها هنا وهناك..
فذكرت أن أطفالي متعلقون بي نوعاً ما كبقية الأطفال..
وأما أمهم فتعرفين أنتي يا روحي الحريم والنساء...طبعا...وقبل أن أكمل كلامي وأنهي فلسفتي قالت:
طبعاً وزوجتك متعلقة فيك وتموت فيك وأنت بعد متعلق فيها وتموت فيها..
أفــــــــ...أفـــــــ...كتمت تلك التأففات في قاع نفسي وأهلت عليها أكواما من الصبر والتحمل..
وقلت:
الله يهديك يا روحي..خل الحرمة في حالها..وخلينا نستمتع بحياتنا وبنزهتنا الجميلة..
وكانت كلماتي تلك تحاول لملمة ذلك الموقف المفاجئ وتدارك ثورة الغضب والانفعال من بركان الغيرة المخيف....
كان ذلك في الوقت الذي أمسكت فيه بيدها وبدأت أضغط عليها برفق وأقول لها متحاملا ومجاملا:
أنتي التي تعلق القلب بها..أنتي التي أشعر أن الحياة معك لها طعم آخر..إلى آخر تلك الكلمات الحلوة..التي لولاها لتحولت نزهتنا إلى حلبة للنزال الفكري والنفسي..
وما زلت أفتل في الذروة والغارب وأسمع معسول الكلام الحبايب حتى شعرت بأن حمم الغيرة قد هدأت وسكنت..فإذا بعروسي تعود لسيرتها الأولى...
تتبسم وتضحك وكأن شيئا لم يكن..
فقلت في نفسي:هذه إحدى فوائد المشاكس الصغير من بداية المشوار..
عقب ذلك تذكرت زوجتي الأولى وتذكرت طيبتها وأصالتها ودلالها وصفاءها وإشراقتها وتذكرت أطفالي فشعرت بشيء من المرارة..
ولكن هل سيفيد هذا الشعور زوجتي وأطفالي في شيء..
فتذكرت نصيحة لأحد أساتذة التعدد بدرجة بريفيسور حين قال:خذ بيوم السعد حده..
وتذكرت بيت الشعر الذائع الرائع:
إذا صفا لك زمانك عل يا ظامي
واشرب قبل لا يحوس الطين صافيها
وصلنا الفندق وكنت قد حجزت سويتا من قبل...غرفة بصالة..وسرعان ما تمت إجراءات التسكين..
وإذا بنا في غرفتنا منفردين لا أحد معنا لا المشاكس الصغير..ولا أخوه الكبير..
استلقيت بعد أن خلعت ثوبي على السرير متعبا مرهقا..وجلست عروسي على طرفه تفرك قدميَّ وتغمزهما..
ثم وجهت حفظها الله سيادتي بأن أنهض إلى دورة المياه لآخذ حماما معتدل البرودة لأكون منتعشا ومنعنشا ويعود لي النشاط..
فقلت:سمعا وطاعة..وقمت بتنفيذ التوجيه على الفور..
وبينما أنا في الحمام سمعت طرقا على الباب خفيفاً..فقلت:
نعم..فإذا بالعروس تعرض خدمة تحميمي وتدليكي..
فاعتذرت منها بلطف..فلم أكن معتادا على دخول أحد معي الحمام تحت الدش سوى شقيقي الذي كنت وإياه ندخل للاستحمام معا ونحن صغار قبل دخول المدرسة..
طبعا كان هذا في بداية أمري...
ولقد سمعت بعد ذلك من بعض الراسخين في التعدد أن استحمام الزوجين معا يحتوي على قدر كبير من المرح والراحة والبهجة و الوداد..
ولكن هذا ما حصل حيث اعتذرت من طلب عروسي..والغريب أنها لم تسألني بعد ذلك عن سبب امتناعي ورفضي..لا أدري هل نسيت أم استحيت..
خرجت من الحمام لتدخله بعدي وتأخذ هي الأخرى قسطها من الاستحمام..
ثم خرجت ودخلت غرفة النوم لتتزين وأما أنا فقد ذهبت للصالة وفتحت التلفاز وجلست أتفرج على برنامج للحيوانات في أفريقيا..
فأنا مولع ببرامج الحيوانات منذ الصغر..
والسؤال الذي كان يشغل ذهني الصغير وما زال حتى هذه اللحظة يلاحقني أيهما يغلب:
الأسد أم الفيل؟؟؟..
جاءت عروسي ترفل في حلتها وتميس في زينتها إلى الصالة فقلت:
ما شاء الله تبارك الله..أيش الحلاوة؟؟وأيش الشياكة؟؟فقالت:قل ما شاء الله..
فقلت:قلت و بأقول...ماشاء الله..وما شاء الله...وما شاء الله...
هاه عجبتك وإلا بس مجاملة..
حلوة عجبتيني!!!..إلا عجبتيني وعجبتي بعد أبو جدي!!!!..
الله يخليك يكفيني إعجابك..الله يستر على جدك وأبو جدك.....
وجلست بجواري على الكنب وألصقت جنبها بجنبي فقلت:
حيا الله حياتي وحبي..
فقالت:الله يحييك ويغليك يا روح....فلانة....
وأخذت تحاول الالتصاق بي بقوة كأنها خائفة وقد وجدت مأمنا مما تخاف..
وألصقت خدها بخدي وأخذت تتكلم بهدوء وتشرح قصة تعلقها بي منذ لحظات الرؤية الأولى..
وأنها تعبت وكادت تمرض بل ومرضت حتى جاء اليوم الجميل وتم الزفاف...
وأنها لا تكاد تصدق أنها الآن معي وأن الزواج قد تم بهذا اليسر والسهولة..
وبالرغم من قصر مدة الانتظار التي لم تكد تجاوز الأسبوع إلا أنها كانت تشعر بها وكأنها سنة طويلة ثقيلة من فرط الشوق والهيام..
وأخذت تناديني باسمي وتكرر ذلك فإذا قلت:نعم..
فتقول:نعم حاف جاف..ما في كلمة نعم يا روحي...نعم يا حياتي...
فقلت:نعمين يا روحي ونعمين يا حياتي..نعـــــم في شيء يا قمر؟؟..
قالت:أتحبـــــــــــــني؟؟؟..
فقلت:أحبـــــــــك؟؟؟حلوة أحبك!!!!طبعا أحبك وأموت فيك-غفر الله لي ولها-
كيف ما أحبك يا روحي..وإذا ما حبيتك أحب مين يعني؟؟..
فقالت بصوت منخفض جدا وبعبارة فاترة:تحب ميـــــــن؟؟؟..ومدت كلمة مين قليلا...
ورأيت في عينيها علامات تدل على الحيرة والغيرة...
فقلت في نفسي:اللهم استر يا رب واجعلنا من الناجين السالمين..
أحب مين؟؟؟..طبعا أحبك أنتي يا قلبي..
أنتي عروسي الحلوة وأغنيتي الجميلة ونظرات عيونك تجعلني أسبح في بحر هواك..وأبحث عن سعادتك ورضاك..
وكان حديثا وديا قلبيا..وجلسة رومانسية متوسطة الرومانسية تبادلنا فيها الآهات القلبية...والأحاسيس الوجدانية...
وكنا نطالع التلفاز بين الفينة والأخرى ثم نكمل أحاديثنا ونبحر في هوانا و نتيه في نجوانا..
ثم اتفقنا على الخروج للتنزه في الليل...فما أحلى نزهات الليالي مع الحبيب الغالي..
حتى لو كانت جولة فقط في السيارة...
فلليل على العاشقين والمحبين سلطان عجيب بظلامه وسكونه وأنواره المتناثرة هنا وهناك..
وخرجنا وركبنا السيارة وأخذنا نتبادل الطرائف والنكات نكتة من عندي وأخرى من عندها ونضحك ونمزح..
ثم رأيت أثناء ذلك كابينة للهاتف...فرن في عقلي شيء كالرعد القاصف...وتذكرت زوجتي وأطفالي..وقد مضى أكثر من يوم ولم أسمع لهم صوتاً ولا حساً...
ولكني أظهرت أن عندي اتصالا ضروريا ولا بد أن أتوقف لأجري هذا الاتصال..
فسألتني:تتصل على مين؟؟..
فقلت:اتصال مهم وسوف أخبرك حين أعود...
وكان في جيبي عدة من أنصاف الريال...وترجلت من السيارة ويممت صوب الكابينة وقلبي والحق يقال بدأ يتراقص على أنغام الخوف والقلق...
وكان قلبي يتوزع تارة وينقسم تارة أخرى..
مرة مع اتصالي بزوجتي التي تنتظر هذا الاتصال بفارغ من الصبر ومرة مع عروسي التي تنتظر عودتي إليها في السيارة...
ترددت قليلاً قبل الاتصال بزوجتي الأولى...ثم توكلت على الله وأجريت الاتصال وردت حماتي...
فقلت سراً:يا لطيف ألطف...ويارب خفف...
وقالت:كيف حالك وما هي أخبارك؟؟؟...
ولماذا لم تتصل لتطمئن على زوجتك وأطفالك...
مشغول إلى هذه الدرجة يا عيني...مع أنني لست عينها...
فحاولت الاعتذار ولذت بالفرار...وطلبت زوجتي وقلت:
أعطيني فلانة...
فقالت على هيئة الساخرة المتهكمة:أعطيك فــــــــــلانة...ومطت كلمة فلانة كأنها لبانة...ونادت زوجتي...
وجاءت زوجتي وقالت نعم...
وخفق قلبي....
وإلى اللقاء بإذن الله تعالى في الحلقة القادمة...
الحلقة السادسة عشر اخر مانزلت وبإنتظار السابعة عشر
واول ماتنزل سأقوم بنقلها لمنتدانا الغالي
والله احس ان هذا الرجال مو صاحي
معقوله هذا كلامه ووصفه لزواجه وزوجاته
مشكورة اخوي العالمي وننتظر الحلقه القادمه بفارق الصبر
انشاء ما تتاخر علينا
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة السابعة عشر
فقلت:أنعم الله عليك يا روحي..السلام عليكم..
فردت:وعليكم السلام..روحك!!!..باين روحك..ولقد خرجت كلمة روحك وكلمتي باين روحك من فمها مخرجا حزيناً..
فقلت:نعم روحي ومائة روحي..ورفعت بها صوتي..ثم تذكرت العروس في السيارة وأنها ربما تكون قد فتحت زجاج الباب المجاور لها فاسترقت شيئا من السمع..
فانتفض قلبي مرة أخرى..وجاء رسول الخوف وصاح بي قائلاً:
صحصح يا عم..وانتبه..فالحبايب المتنافسون من بين يديك ومن خلفك يتربصون..
لو كنت يا حبيبــــي روحك ما تركتني أنا وأولادي يومين ولا فكرت تسأل عنا لو باتصال ما يأخذ منك دقيقة وإلا دقيقتين!!!
طبعا قالت كلمة حبيبي على سبيل التهكم والاشمئزاز..
فأوردت قائمة من الأعذار والمعاذير والحجج لعلها تقتنع أو ترضى..
ولكنها كانت حزينة غاضبة وإن كان غضبها لا يخرجها عن حدود الأدب واللياقة..
وحلفت لها صادقا أنها كانت هي والأطفال على بالي ولم تفارقني صورتها ولا صورهم..
فلم تكن ترد عليَّ إلا بكلمة:باين..
فسألتها عن الأولاد..فقالت:يهمك تعرف عنهم شيء..
فقلت: يهمــــني!!!!..كيف لا يهمني أن أعرف أخبار فلذات كبدي..يا سبحان الله..
فقالت:خلاص خلاص..ثم نادت الكبير..وقالت :تعال كلم بابا..
فقلت:اسمعيني يا روحي..أرجوك..ولم أكملْ رجائي حتى أمسك ابني بالسماعة وصار يتكلم بصوت مرتفع:
آلو بابا..بابا..أنا أحبك يا بابا..فين رحت؟؟..
فأجبته وقد شعرت بأن قلبي قد بدأت أجزاؤه تتقطع وتتوزع..
وسألته عن شقيقه فقال:إنه نائم..
ثم طلبت منه أن يناول السماعة أمه..فقال:ماما راحت..
فطلبت منه أن يناديها..
فنادى:ماما..ماما..ثم ترك السماعة ولم أعد أسمع إلا كلمة ماما تتردد من بعيد على سماعة الهاتف..
وتذكرت أنني قد زودتها في هذه المكالمة وتأخرت على العروس التي كانت في عناء الترقب والانتظار..
فقلت في نفسي:جاءت منك يا مسجد..وهو مثل يروى لرجل كان يدع صلاة الجماعة ولم يكن حريصا عليها وأنه فكر يوما في الصلاة في المسجد فذهب وبينما كان يهم بالدخول ارتطم رأسه بباب المسجد فترك الدخول وانصرف راجعا غاضبا وقال تلك القولة التي صارت مثلا..
وأغلقت السماعة وعدت إلى عروسي..وما إن ركبت وانطلقت بالسيارة حتى قالت:
خير يا حبيبي لماذا تأخرت..
غريبـــــــة..وش سالفة هذه المكالمة الطويلة؟؟؟...
فقلت وقد بدأت أحاول التكيف مع وضعي السابق الذي كنت قبل نزولي من السيارة لإجراء المحادثة:
ما غريب إلا الشيطان يا روحي...
بس شوية مشاكل مع ناس الله يهديهم..
فقالت:مع ناس وإلا مع حريــــــــــم...ومطت كلمة حريم مطة طويلة مخيفة..
فقلت:يا رب يا لطيف يا رحيم..عدْ هذه الليلة على خير..
وقبل أن أحاول البحث عن إجابة ذكية كقنابل أمريكا الذكية فاجأتني بالقول:
على فكرة!!ما اتصلت بحبيبة القلب؟؟؟..
فقلت متغافلاً:ومن حبيبة القلب؟؟..
وفي عندي حبيبة قلب غيرك يا روحي..
فقالت وقد رفعت وتيرة صوتها:أقصد زوجتك زوجتك يا حبيبي..
فقلت وقد أظهرت عدم الاكتراث واللامبالاة:
اتصلت على بيت أهلها لاطمأن على الأولاد ولكن رد علي الولد الكبير الله يهديه وما رضي يفك سماعة الهاتف!!..فقلت:خيرة..وخيرها في غيرها..
يعني ما كلمتها..
فقلت وقد رفعت صوتي قليلا..وقررت استخدام العين تحت الحمراء :
وأنتِ مع احترامي(وداخل قلبي مع غيظي وحنقي):
وش يهمك..كلمتها وإلا ما كلمتها..
يا بنت الحلال..خليك في نفسك..وبلاش لقــــــ.......
ولكن الله سلم حيث كبحت سريعا تلك الكلمة الشديدة..وأدركت أني قد زدت الموقف حرارة وتأجيجاً..
فقررت التخلي عن العين تحت الحمراء واستخدام العين الضعيفة الصفراء..
وقبل أن أنطق قالت:
يا حليلك..وشفيك بديت تتعصب وتتنرفز؟؟..
وش قلت أنا..حتى ترفع صوتك ..بسم الله الرحمن الرحيم..
فقلت:ماني معصب يا روحي..وحقك عليَّ..وأنتِ فهمتيني غلط..
وتكفين وتفكين خلينا ننبسط ونتهنأ ونهيّص على قول إخوانا المصريين المهيصين..
فضحكت وقالت:نهيص..نهيص..يا الله بينا نهيص..
وضحكت وقلت:ماذا تريدين العشاء يا روحي؟؟..
آمري وتدللي شبيك لبيك أنا بين أيديك...
فقالت:أي شيء يا حبيبي نفسك فيه آكل معاك..
فقلت:مندي...مضبي....بخاري.....مشاوي......أسماك.... ...
شاورما......فطائر.....بروست........
فقالت مازحة:أبغاها كلها...
فقلت:من عيوني...أبشري بالخير والله..
غالي والطلب رخيص ومرخوص..
فقالت:لا لا تراني أمزح معاك...وأنت صدقت عـــــــاد!!!..من يقدر يأكل هذي كلها...
فقلت:ما رأيك في السمك المشوي؟؟؟..
فقالت:بصراحة أنا ما قد أكلت إلا السمك المقلي..وأما المشوي ما عمري أكلته..أمكن مرة واحدة جابوه إخواني لنا بالبيت..بس بصراحة ما عجبني..
أنتِ وافقي يا روحي وجربي المرة هذي عشاني وكلي وادعيلي..لا وبعد غنيلي..
فقالت ضاحكة مغنية:غني لي شوي شوي..
فقلت:يا سلام...أيش الصوت هذا..
ويممت صوب مطعم السمك..ووصلنا فاستأذنتها ونزلت لشراء العشاء..
وطلبت كيلوين من السمك المشوي على الفحم..
فقال لي النادل:يحتاج من الزمن إلى ثلاثة أرباع الساعة..
فقلت:وما له...أخذ لفة وإلا لفتين بالجماعة..
ثم تذكرت زوجتي الأولى وكيف انتهت المكالمة معها بشكل لا يرضيني فطلبت من مدير المطعم أن يتفضل لي ويسمح بأن أجري اتصالاً داخليا..فقال:تفضل..
وبعد أن تفضلت قمت بالاتصال فردت أخت زوجتي وحمدت الله أنها لم تكن حماتي التي تحاول التصعيد في الحرب الباردة معي..
وطلبت زوجتي فقالت:لحظة ثم ذهبت لحظات وعادت لتقول:
فلانة في الحمام!!!..
وقررت الانتظار وإعادة الاتصال والتكرار..كما قررت إلغاء فكرة اللفة بالسيارة أو اللفتين..
وأنزلت السماعة..وقلت للمدير متلقفا عفوا متلطفاً..ترى قالوا لي :اتصل بعد خمس أو عشر دقائق..
ثم اتصلت بعد مرور حوالي ربع ساعة فردت حماتي رئيسة ومهندسة الحرب الباردة..
فكدت أغلق السماعة..وتذكرت فظاظتها وفظاعتها وأنها تعمل من الحبة قبة كما يقال..فقررت الاستمرار والمواجهة وسلمت عليها وطلبت منها بسرعة أن أكلم زوجتي..
فقالت:اسمعني زين يا فلان ونادتني باسمي الصريح دون تكنية..
فقلت:تفضلي أنا سامعك زين!!!!..
ويا ليتنا عرفنا حينها الاتصالات وموبايلي وزين حتى لو نهشت أموالنا نهشا..لم أكن لاضطر إلى مكالمة حماتي التي قفشتني قفشا!!!!..
قالت:اسمع...ترى طريقتك هذي في التعامل مع زوجتك وتطنيشك وإهمالاك ما تعجبني ولا تعجب حتى أبوها...
فقلت:اسمحيلي يا حماتي...ما في داعي لتكبير الموضوع...وبلاش الكلمات الكبيرة هاذي تطنيش وإهمال..
وبعدين:هل اشتكت لك بنتك؟؟وطلبت منك التدخل؟؟؟..
فقالت:والله حالة...وضحكت ضحكة سخرية ملئت بها شدقيها..
بنتي ما تبغاني أتدخل في حياتها؟؟؟...ليه يا حبة عيني....يبغى لي استئذان من أحد...ومن ميــــــن؟؟؟..منك وإلا من أمك؟؟؟..
فقلت:الله يخليك لا تجبين سيرة أمي خليها بعيدة عن المشاكل...
فردت:والله ما أحد جاب المشاكل إلا أنت وأشكالك...
يا بنت الحلال..صلي على النبي وأعطيني زوجتي أكلمها...
فقالت:زوجتك نامت وأنت روح نام مع اللي مشغول معاهم....
طبعا كان مدير المطعم عربيا ويستمع بشيء من التطفل واللقافة وينظر إليَّ فإذا التفت إليه صرف بصره عني..
وكان ذلك مما زاد في غيظي..
فقلت لحماتي:يا الله تصبحين على خير وسلمي لي على فلانة..
وأغلقت السماعة وقررت أن أنفس شيئا من غيظي على حماتي في هذا الملقوف بعد أن أشكره على المكالمة..
فانتظرت عدة دقائق وقلت بصوت مرتفع..يا أخي تراكم زودتموها...أين العشاء؟؟..ما يصير هذا التأخر..هذا صار سحور...ما صار عشاء...
فقال:نحن قلنا إن طلبك يحتاج إلى ساعة إلا ربع...والآن مرت خمس وثلاثون دقيقة يعني لسا فاضل عشر دقائق...
فقلت:لا يا حبيبي لنا الآن حوالي ساعة إلا...وأرجوك قم وشف طلبي ترى الأهل معي في السيارة..ما يصير هذا التأخير..
فلم يلتفت لكلامي وعدت لساعتي ووجدت أن كلامه هو الصحيح...فانتظرت حتى جاء طلبي ونقدت الثمن وحملت العشاء إلى السيارة...
وما إن دخلت حتى قالت عروسي:أفـــــــــــــــف..
وش هذا التأخير؟؟؟..ساعة ملطوعة في السيارة!!!تراني طفشت وكرهت نفسي...
فقلت:معليش وقعنا في عمالة غثيثة بطيئة وكأنهم راحوا يصيدون السمك من البحر!!!..
وانطلقنا بالسيارة نحو الفندق ونزلنا نحمل عشاءنا وفاكهتنا...
وتناولنا العشاء...ونال السمك المشوي على الفحم إعجاب عروسي واستحسانها...
وأكلنا شيئا من الفاكهة ونحن نشاهد فيلما عن الحرب العالمية الثانية ونتحدث...
وجاء وقت النوم...ورجوت العروس أن تقوم-بما أهواه وأتمناه دائما-بحملة تدليك ومساج فقد بلغ مني التعب مبلغاً خصوصا حين شُدت أعصابي بسبب موقف زوجتي وموقف حماتي سامحها الله...
وكانت عروسي والحق يقال بارعة محترفة في المساج والتدليك...
ألا فلتعلم النساء أن التدليك البارع والمساج الناجع من أفضل ما يحبه الأزواج ويجذبهم إلى نسائهم...
وبعد أن أخذت قسطا وافرا منهما أخلدنا إلى النوم العميق....
ولم أشعر إلا وعروسي جالسة بجواري وقد لبست ملاية الصلاة توقظني لصلاة الفجر وهي تقول:قم يا حبيبي ألحق الصلاة قبل ما تطلع الشمس..
وبعد أن أديت الصلاة..جاءت عروسي وقبلت جبيني وقالت:عساك ارتحت في النوم يا روحي.. ثم جلست بجنبي ووضعت رأسها في حجري وبدأت تنظر في عيني وتتبسم...
فقلت:
في عيونك كلام...
في عيونك غرام....
في عيونك هيام.....
فقالت وهي تضحك:يا سلام يا سلام...
ما شاء الله تعالى عليك إثرك شاعر وأنا ما ني عارفة...
ثم قالت:أبي أسالك سؤال وتجاوبني عليه بصراحة بصراحة بصراحة...
فقلت:أجاوبك عليه بصراحة بصراحة بصراحة..تفضلي يا قلبي واسألي...
فقالت:توعدني إنك تجاوبني بصراحة..
أنا وعدتك يا روحي...يا الله اسألي...
فقالت:
قلي بصراحة...من تحب أكثر؟؟؟...أنا أو زوجتك الأولى...
فتفاجأت بالسؤال!!!!...
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى...