.. المقامة ،، المَرَضّية ..
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي أعضاء وزوار المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
تحية طيبة وبعد :
.. المقامة ،، المَرَضّية ..
عذرا لا نقطاعي عنكم بسبب عارض صحي ألّم بي لا تخافوا ( خشّة وما خشّة ) ، وأنا أصارع المرض تذكرت المتنبي حين
وصف الحمى التي ألّمت به فقال : وزاءرتي كأن بها حياء ،، وليس تجيء إلا في الظلام .. والقصيدة معروفة وهي بديعة
جدا .. فقلت : سأعارضه لكن بمقامة .. آمل أن تنال استحسانكم ، فأقول : والله المستعان ، ومن استعان بغيره لايعان ..
مرضت في أحد الأيام ، فأيقنت أن عمري بلغ التمام ، الآم وأوجاع شديدة ، كم كانت والله عصيبة ، لا أحس بطعم الحياة
، كل لحظة تزداد معها المعاناة ، عافت نفسي الزاد ، وأتعبت الذين حولي من أهل وأولاد ، لا يدرون ما علتي ، ولا
يعرفون ما سقمي ، زكام وصداع ، وسقم وأوجاع ، حرارة على البدن ، حل معها ضعف ووهن ، لا اقدر على الوقوف ،
كأني رميت بكل الحتوف ، أسمع : حي على الفلاح ، ومناد الخير والنجاح ، لكن لا أستطيع أن أجيب ، فالنصب
يلازمني كأنه أخ أو قريب ، بقيت طريح الغرفة والفراش ، لست أدري أفني الخلق أم عاش ؟ ابني من حولي يدور ،
وأهلي حالهم في دبور ، هم يرون أني لهم سكن ، وملاذ من الأخطار ووطن ، واليوم سقطت بين أيديهم ممددّ ، ليس
بيدي نصر أو عز مؤكد ، الجسد لا يقوى على الحراك ، فليس إلهي معين سواك ، غير أني صممت ، وأجمعت أمري
وقررت ، أن أتحمل كل الألم ، أرجو الثواب والمغنم ، ولست ممن يتسخط على القدر ، وهو يقرأ ( إنا كل شيء خلقناه
بقدر ) ، وسأصبر على كل المصاب ، فالصابر يوفى أجره بغير حساب ، فيا إلهي اكتب لي بهذا الداء الحسنات ، وأقل
به الذنوب والعثرات ، واجعلني من عبادك الذين أحببتهم ، فلا أجل ذلك ابتليتهم ، وها .. أنا عبدك الضعيف ، ارفق
بحالي الكسيف ، يا كريم يا منان ، يا رحيم يا رحمان ..