من مذكـ ــ ــ ــ ــ ــراتي القــ ــ ــديمـهـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
التاريخ : 3 / 6 / 1419 هـ
في تلك الليلة ...هدوء غريب ...ظلام يحيط المكان ...يضيئ طرف من اطرافه شمعة صغيرة
كنت قد اتجهت نحو هذا الضوء ...وجلست الى جانبه ...وخيم علي الصمت من جديد ...
اثناء مراقبتي للهب الشمعة وذلكـ الوهج العجيب الذي تبعثه تلك الشمعة في انحاء متفرقة من
المكان ...سرحت قليلاً في وضعي الذي اعيش فيه الآن ...والوضع الذي كنت اعيش فيه قبل
عشر سنوات بالتحديد ...تذكرت فيها طفولتي البريئة ...وايامي الجميلة ...ومواقفي التي لا يمكن
لي ان انساها ماحييت ...مرت علي ذكرى كل فرد من عائلتي ...وكاني اراها تحوم حولي في
ذات المكان ..تذكرت كم كنت محظوظة بمثل تلك العائلة ...عشت معهم اجمل لحظات حياتي ...
جميل ذلك الشعور عندما تجد نفسك محبوبا لدى من حولك ...ينظرون اليك والشوق يملأ اعينهم
نحوك ..يلبون لك كل ماتطلبه ...يحققون لك ماتصبوا اليه نفسك ...هؤلاء هم عائلتي ...!!
ابتداءا من كان مقرب إلي ...اخي الأكبر ...
لقد حمل دور الأب في ظل غياب والدي ...كم كانت يداه تحنو علي ؟؟...ماالطف مداعباته لي
وحمله لي بين ذراعيهـ ...لم يكن يغيب عني لحظة حتى يأتي ويسأل عني ...فقد كنت له بمثابة
ابنته ...وقد ظنوا الناس كذلك ..!!
وها أنت الآن قد ذهبت عني ...وكونت اسرتك حفظها الله وحفظك من كل سوء ...
لن انساك يااخي العزيز ...وستظل بقلبي وذكراك داخل الوريد ...عندها كادت ان تنطفئ الشمعة
فقد هب بجانبها ريحاً خفيفة كادت ان تقطع عني الجو الذي عشت فيه ...وفجأة
عاد إلي هاجوس الخيال والتذكر مرة اخرى ...وهذه المرة كانت مع والدي حفظه الله ورعاه
فلقد كان كالطيف الجميل ...لا يظهر الا بالأوقات الجميلة ..طبيعة عمله تحتم عليه الظهور
في اوقات نكون في امس الحاجة إليه...لم اراه يوما دون ان يحمل كتاب الله بين يديه ...
يظهر لنا فجأه ويعود ليختفي من امام اعيننا فجأه ...كنت على شوق دائم له ...جميع افراد
أسرتي تشتاق إليه كشوق الأم لإبنها ...
والدي الغالي ...تذكر بأنك تؤام لروح ابنتك ...ولا تنسى بأنني ابنتك المدللة ...كما كنت تريد ..!!
اسعدك الله ياوالدي ...واطال الله بعمرك وحفظك لي ...
انهالت بعد ذلك الذكرى ...وتذكرت افراد عائلتي الموقرة فردا فردا ...
امي ....اااااااااه ياامي ...
هي الحياة ..هي الكون ...هي الروح ...هي منبع الشوق ..والحنان ..بئرا عميقا لآلامنا ..
صندوق سر تحفظ مابداخلنا ...اجدها وقت حاجتي اليها دون ان اخبرها ...تضع معي اولى
خطوات النجاح ...تشد من ازري ...قوية وقت ضعفي ..حنونة وقت شدتي ...تدفعني نحو الأفضل
تختفي بيني وبينها كل الحواجز ولكن في حدود الأدب ...
كانت حفظها الله ...تعيش معنا بدورين ...دور الأب المدبر ...ودور الأم المربية ...
جعلت منا افضل البشر ...كنا نشعر بقسوتها بعض الأحيان ..ولكن ظروف الوقت تجبرها...
فمن الصعب ان تحمل دور والدي في غيابه ..ولكنها فعلت ذلك ..ونجحت اطال الله بقاءها..
وعلى الرغم من ذلك كنا نشعر بعطفها يملأ المحيط ...وخوفها علينا وحرصها الدائم ..
فمهمتها لم تكن سهلة ..ولكن قد تجاوزتها ..وحان لها ان تستريح ..ونبدأ معها ماحققته فينا ...
صحوت قليلا من افكاري المتضاربة بين افراد الأسرة ...ولكن عدت لاكملها مع اختي الصغرى
عندما تذكرتها ابتسمت ..فما اجمل صحبتها ...اشعر ببراءتها اثناء حديثها ..لا تكاد تنقطع
عن ذكر معلمتها وصديقاتها بالمدرسة ...كل همها مريولها وحقيبتها المدرسية ...تعيش بين
كتبها ودفاترها واقلامها ...انظري ماذا فعلت ابلتي ؟؟...صديقتي وضعت هذه لي ؟؟
تبادلت الاقلام انا وصديقتي ؟؟
اوووووه اختي الصغرى ...لا تضيعي وقتي بسذاجتك انتِ ومن معكِ...!!!
عسى ان يبارك الله فيك ...ويجعلك قرة عين والديكِ..فانتِ اخر العنقود ...ومكانتك عند امي
لم يصلها احد ...لا أنا ولا اخوتي ...
فاثناء مرور مواقفي مع اختي ...تذكرت اهم فرد بالمنزل ...الدينمو الحقيقي للمنزل
ماكينة الحياة ..تجده هنا وهناك ..في كل موقف سواء معك او ضدك ...لا تعرف حقيقة مشاعره
اهو بصفك او بصف غيرك ...يبتسم لك امامك ...ويضحك عليك من خلفك ...
اخي الأصغر ...
إن غاب عنا ...انطفأت الحياة ...واظلم محيط المنزل ...وان وجدته معنا ...كثرت النقاشات
والمشاكل ...دائم الشجار معي ..لا يمر موقف الا وادخل انفه فيه حتى وان لم يكن يخصهـ..
يعيش لحظة الشجار بكل مااوتي من قوة ...يدافع عن تصرفاته بشتى الطرق ..حتى وإن كان
الخطأ عليه ...ولكن له نكهة مميزه من بين اخوتي ... يجعلك تعيش الحياة رغما عن انفك ..
ان وجدني وحيدة بعيده عن العائلة ..تصرف بأي تصرف حتى وان كان ارعن ...ليخرجني من
وحدتي ...مشاكله لا تنتهي ..وايضا مواقفه الرائعة لا تنتهي ...
فجأة عادت الكهرباء المنقطعة عن المنزل ...عادت وانقطع معها حبل افكاري ...لأجد جميع
أسرتي حول تلك الشمعة ...فنظرت اليهم وابتسمت ابتسامة عريضة ...
اثارت تعجبهم ...ولكن لم يسألوا وراءها ...الا شخص واحد ..اثارت حفيظته تلك الإبتسامة
وبدأ في المضايقات ليعرف سر تلك الابتسامة الغامضة على حد قولهـ....
فانتهت ليلتي الهادئة بشجار مع اخي الصغير ...جعلت كل من في المنزل يتدخل لفض
ذلك الشجاااااااااااار ....!!!
تحياتي
صمت مغتربة