السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته،،،
البيوت الصفراء التي تجد في الحديث عن مشاكل الآخرين متعة وتسلية ، وتنشرها بين البيوت بعد أن تعرضها لعوامل التعرية والتحريف ! هذه البيوت تحتاج أن تراجع نفسها ، وأن تجد في نفسها من الإيمان والأخلاق والتربية ما يحثها على الإعراض .
المشاكل هي جزء من الحياة ، وبالتالي فإن كل البيوت تتعرض لشيء منها ، تتفاوت من التعقيد إلى السهولة ، وفي كيفية التعامل معها .
ولكن الشيء المؤذي ، والذي يجعل النفس تشعر بالضجر هو حديث الآخرين عن مشكلتك ، فإن هذا مما يؤلم ويجد فيه الإنسان حرجاً وضيقاً من الآخرين ، وهذا ما جاء الدين الحنيف في التحذير منه وهي الغيبة ، قال النووي: "الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره" ، وشيء طبيعي أن يكره الإنسان أن يتحدث الآخرين عن مشكلته . ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : (( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) فإن الحديث في أعراض الآخرين حرام .
ومن الأشياء التي عززت هذا وقوته ، انتشار أخبار الجريمة والفضائح بين الناس من خلال وسائلها كما يسمى بالصحافة الصفراء أو أخبار الجرائم والفضائح في مواقع الانترنت ورسائل الجوال !
وأيضاً يخطأ من يتتبع زلات الآخرين ويكتب عنهم في مواقع الانترنت ، وحتى ولو كان هنالك ذنب أو جرم ، فيجب أن نتعامل معه بالأخلاق الحسنة ، وأن نستحضر التوجيه الرباني والتوجيه النبوي في مثل هذه الظروف ، من ستر المسلم ، ونصيحته سراً ، وترك ما بينه وبين الله من أمور لا نعلمها ، والإعراض في الخوض في أعراض الناس ، ويمكن أن تستشعر ذلك أكثر حينما تجعل نفسك بمكانه ، وأنك تعرضت للنقد من قبل الآخرين على جرم تبت منه مثلاً أو ندمت عليه .
وهنا أوصي نفسي أولاً وأوصي القارئ الكريم أن نعزز هذا المبدأ في نفوسنا بالإعراض عن مشاكل الآخرين ، والخوض في أمور مبنية على التوقع والتحليل والتفسير للأحداث تؤدي في نهايتها إلى أيذاء الشخص نفسه ، وفتح باب الغيبة ، وإطلاق اللسان الذي يعتبر كما في الحديث الشريف مما يدخل النار .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .