بسم الله الرحمن الرحيم
حلقات
( الأنترنت والناس)
تأتي هذه الحلقات لتصافح هذا الجيل الذي أصبح يعيش في العالم الافتراضي أكثر
مما يعيش في العالم الواقعي ، وإن من الخيانة لهذا الجيل أن يترك وحده بدون إرشاد وتوجيه فالشيطان يقف على
باب الشر ، وابوب الشر عندها من المتعة واللذة ما تحبه النفس ويريده الشيطان .
مقدمة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا وقدوتنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ............................. وبعد
أصبحت أحاديث الأنترنت في كل مكان وخاصة عند الشباب والشابات أيضاً ، فأصبح الاهتمام واضحاً والتوجه
ظاهراً وأصبح استخدام الأنترنت منتشراً ، فمن لا يستخدمه يصبح أمياً وسيصبح أكثر انتشاراً في قليل
السنوات القادمة ، هذا التحول الكبير في حياة الناس لم يأتي ما يواكبه في التوجيه والإرشاد ، فظهرت فجوة
كبيرة وواضحة بين الشباب وبين أهل التوجيه والتربية ونخشى أن تتسع هذه الفجوة أكثر فأكثر ، وأني
أسال الله عز وجل أقدم شيئاً في هذا الجانب ولا أعني أني أستطيع أن أسد ثغرة بل أحاول أن الفت انتباه أهل
التربية والتوجيه وأن أقد نصائح للشباب والفتيات وقد أسميتها " الأنترنت والناس " وإن شاء الله ستكون
حلقات غير باهته بل أعد أن نناقش الموضوع بأكثر شفافية ووضوح وأن نضع الحلول المناسبة . وستكون
عبارة عن حلقات فإلى الحلقة الأولى .
الحلقة الأولى
قصتي مع الأنترنت
سأقول لكم قصتي مع الأنترنت ومتى بدأت وكيف بدأت وإلى أين وصلت ، قد تكون قصتي وحدي ولكنها نسخة
طبق الأصل من قصص الناس مع الأنترنت ، وذكرها لا أريد منه لغو الكلام ولكني أفتش في التجربة مع هذا
الكائن العجيب الذي يجمع العالم أمامك ويضعه بين يديك ، فمع البداية : -
سجلت في ورقة صغيرة عنوان لأحد المواقع الألكترونية وذلك عندما كنت أشاهد برنامج في التلفاز ، لقاء مع
الشيخ سلمان العودة ، والعنوان الذي سجلته " www.islamtoday.net" ، كان لدي رغبة أن أتعرف على هذا
الكائن ، لا أعرف عنه شيء أبداً ولكن يبدو أن الحياة ستصبح ضرورية جداً معه ، خاصة أني كنت اسمع أن
من لا يعرف للأنترنت سيكون أمي هذا الزمان ! وضعت الورقة في جيبي ولكن كيف السبيل إليه .....! كانت لدي
معرفة سابقة في الكمبيوتر ، فحينما كنت طالباً في الثالث ثانوي سجلت في معهد العالمية للحاسب الآلي الذي
كان مقره نادي التضامن . بقيت الورقة في جيبي عدة أيام ، حتى جائت الفرصة المناسبة ، فأحد أصدقائي
طلب مني أن أذهب معه لمكتبة الكلية ............. ذهبت معه وجلست بجانبه وأنا أراقب كيف يدخل إلى الأنترنت !
وكيف يكتب العنوان ! وكيف يتصفح الموقع ! وكنت أسئله بعض الأسئلة ، وكانت الإجابات معقدة بالنسبة لي
فأنا لا أعرف شيء من مصطلحات الأنترنت ! خرجنا بعد نصف ساعة لأن أمين المكتبة لا يسمح بأكثر من ذلك
أضف إلى ذلك أن سرعة الأنترنت كانت بطيئة جداً . بقيت أفكر وأنا سعيد أني أمسكت بطرف الخيط . في اليوم
التالي ذهبت لوحدي إلى المكتبة ، وأخرجت الورقة وكتبت العنوان ، وفتحت صفحة الإسلام اليوم وقد بقيت
فيها ولم أخرج منها .، إلى ذلك الوقت لم أكن قد تعرفت على السيد قوقل ، ولم أكن أعرف أي عنوان آخر !هذا
كان تقريباً في عام 2004 . بعد ذلك بدأت أتصفح مواقع الصحف الألكترونية مثل الوطن واليوم الألكتروني ثم
عرفت كيف أنشئ بريد إلكتروني بعد محاولات عديدة وعثرت أيضاً في تلك الأيام على منتديات
رفحاء . ولكن بقيت علاقتي محدودة مع الأنترنت حيث لم أكن أملك جهاز ، أضف إلى ذلك أني كنت مهتم
بالدراسة . وحينما درست مواد التخصص يطلب منا الأساتذة بعض البحوث والتقارير فنضطر إلى الأنترنت ولكن
للاسف أكثر بحوثنا وتقاريرنا " نسخ ولصق " فهذه من الأشياء التي ألوم نفسي عليها . كنت أزور أحد
أصدقائي في غرفته في سكن الكلية وكان عنده كمبيوتر شخصي ، طبعاً لا يوجد أنترنت في الغرف ولكن كان
يستخدمه غالباً في الألعاب المخزنة في الكمبيوتر مثل البالوت وكانسة الألغام ، أو يحضر CD فيها بعض
الألعاب والبرامج ، وفي حصة الحاسب الآلي كان أكثر الطلاب يفتحون " البالوت " ويلعبون أثناء الحصة
التحول الكبير في استخدام الأنترنت بدأ مع ثورة المساهمات والاسهم فأصبح الكثير يشتري الكمبيوتر من
أجل أن يستخدم الأنترنت في المساهمة والاكتتاب ولا شك أن الأنترنت سهل الكثير من الخدمات على
الناس ، ونستطيع أن نقول بحكم ثقافة الناس وتعليمهم أن الجيل السابق لم يدرك أهمية الأنترنت
في جوانب الفكر والمعرفة والبناء أو ربما يدركون الأهمية ولكن لا يعرفون التفاصيل وهذه من
الفجوات التي تحصل بين الآباء والأبناء ، فهنالك حلقة مفقودة في هذا الجانب بلا شك لها تأثيرها
الكبير في جانب التربية ،
سنكمل الحديث إن شاء الله في الحلقة القادمة
والسلام عليكم ورحمة الله .