فرصة سانحة ؟؟
.
.
.
.
دأب الصالحين وطريق أتباع المرسلين اهتبال فرص الخير واستغلالها فإنها إن سنحت اليوم ربما لن تسنح غدا وإذا تهيأت هذا العام ربما لا تتهيأ العام القادم لأن الناس في شغل ورحى المنية تطحن والديان لا يموت والعدو متيقظ وهو أيضا يستغل الفرص ولا يضيع ما يتهيأ له منها .
****
أعداؤك كثير غير أن أشدهم عداوة لك الشيطان ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) وقد ناصب أباك العداء وأظهر له البغضاء قبل نفخ الروح فيه وعصى ربه عندما أمره بأن يسجد له ووسوس له فأغراه بالعصيان ومخالفة أمر الرحمن فكان سببا في إنزاله من الجنة إلى الأرض دار البلاء والكد والركض ثم اقسم بعزة رب العالمين ( لأغوينهم أجمعين ) وأنه سيستخدم كل جهة ويسلك كل طريق لتحقيق مقصوده ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) .
****
هذا العدو اللدود لن تجده في وقت هو فيه أذل وأضعف منه في هذا الوقت فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشياطين تسلسل وتصفد في أول ليلة من رمضان فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره فهي إذن فرصة سانحة ينبغي أن تستغل في إعادة هذه النفس إلى إشراقها وصفائها وإصلاح ما أفسده الشيطان منها ومعالجة الجروح التي نتجت من ضرباته وثعبت من هجماته وسد الفجوات والندوب التي لحقت بسوارها فإن الإنسان مستريح من هذا العدو شهرا كاملا .
****
من الأشياء المهمة التي يحسن إصلاحها والفرصة مواتية للسير في رأب صدعها مصالحة من حدث بينك وبينه شجار وتدابر وقطيعة خصوصا إذا كان من ذوي الرحم فإنك لن تجده في وقت هو فيه اقرب إلى المسامحة والمصالحة منه في هذا الوقت الذي يكون فيه الشيطان ـ وهو المتسبب فيما حصل ـ مسلسلا مصفودا وإياك أن تقول هذه مسألة سهلة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا )
وتقبلوا تحياتي