[overline]بسم الله الرحمن الرحيم[/overline]
[glow=#0a0909]" لنا " التي أوقفتني .[/glow]
" لنا " رأيتها منذ زمن ، ولكني لم أتأمل في ملامحها الرائعة والمؤثرة ، ولم أكن أدري
أنها ستغير حياتي ! مررت من عندها بسرعة فأبصرتها عيناي ولم يراها عقلي !
الأسباب كثيرة ، ولكن من كرم الله أني رجعت إحدى المرات من نفس الطريق ،
فأوقفتني أجمل وقفة !
**
أريد أن ألفت انتباهكم إلى " لنا " حتى ولو أخذت بجامع ثياب
أحدكم ثم جذبته جذبة قوية وقلت له " لنا يا فلان " فلعله ينتبه
لها
لا ..... لست أتفلسف فهذا الموطن لا يصح للفلسفة ،
إنها " لنا " ، غنية بالسعادة و الإيمان ، فياضة بالراحة
والاطمئنان ولو كان أحدكم يغلي كغلي التنور ثم نزلت عليه
" لنا " لأذهبت عنه أشد ما يجد ، ولنسابت
إلى قلبه نفحت باردة ، وسكينة هادئة ..
**
افتحوا على سورة التوبة ، آية (51) واقرءوا " قل لن يصيبنا
إلا ما كتب الله لنا .. الآية ) الله عز وجل يقول " لنا " ولم يقل
سبحانه " علينا " ، " فلنا " تعني شيء ، و " علينا " تعني
شيء آخر ، فحينما ينفجر الحزن من قلب إنسان وتؤلمه ساعات
الألم ، ويهيم على قلبه متحسراً متكسراً على الفائت ، خائفاً
مترقباً للمستقبل فإنه لا يعرف " لنا "
فحدثوه يا مسلمون عن " لنا "
**
في المكتبات يوجد عشرات الكتب المترجمة والعربية كلها
تتحدث عن كيف تتخلص منالقلق والأرق ، ومنها الكتاب
الشهير " دع القلق وأبدأ الحياة " للمؤلف الشهير
ديل كاربينجي الذي كان يقول " إني أعلم الناس كيف يكفون
عن القلق ، أتدرون مالذي يجنب الناس القلق ! العمل بمقتضى
مثلين سائرين يعرفهما الناس حق المعرفة لا تعبر جسراً حتى
تصل إليه ولا تبك على ما فات "
وقد قال في مقدمة كتابه " قبل 35
عاماً كنت أتعس الشبان في نييورك " ! هذا الكتاب الذي لقي
انتشاراً واسعاً وأصبح من أكثر الكتب مبيعاً وتأثر به كثير من
العرب والمسلمين ونقلوا عنه ، كان كله يدور حول " لنا".
**
إن أولئك الذين يبحثون عن السعادة بين طيات الكتب وسطور المؤلفين ، أو يبحثون
عن حل سحري يخلصهم من الأرق ، يكفيهم فقط أن يتأملوا في كلمة " لنا "
**
قبل سنوات كنت أريد وظيفة معينة ، وقد بذلت الأسباب من أجلها وأكثرت من الدعاء ،
ولكن الله لم يكتبها لي ، حزنت وقتها ... ثم مضت الأيام ، و اليوم أقول في
نفسي " الحمد لله أنه لم يكتبها لي " لماذا كنت أريدها وبأي عقل كنت أفكر ! إن البشر
مليئين بالتجارب من مثل هذا القبيل .
**
كنت أتحدث مع أحد زملائي يوم أمس عن المطر وتأخر المطر ، فقال لي " لعلها خيره
حتى يتوب الناس " مباشرة استذكرت الآية الكريمة " قل لن يصيبنا إلا ما
كتب الله لنا " وذكرتها له ، وذكرت كلمة " لنا " وما بها من معنى عظيم ، فانتبه لها
وكأنه لأول مرة يسمعها ، وقال " فعلاً " ثم ذكر الحديث الشريف "
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن
اصابته ضراء صبر فكان خيراً له " أو فيما معناه .
**
نحن معشر البشر عقولنا محدودة التفكير ، وطموحنا مبني على ما تراه أعيننا ، ويفكر
به عقلنا ، بينما الواقع هنالك عالم غيبي هو أوسع وأكبر من عالم الشهادة ،
لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى " ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء " ، حتى
الجنة والنار والآخرة لا يملك هذا العقل الصغير حيالها إلا أن يقول " سبحان الله
العظيم " ثم يرجع إلى حيث ما كان في المكان الذي يراه ويشاهده بعينه وعقله الصغيرين .
**
حينما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف بعد وفاة عمه وزوجته خديجة ومعه
زيد بن الحارث ، عرض على القبائل الإسلام ، فما أجابه أحد ، ولا قبيلة واحدة ،
بل وجد من أهلها أشد ما يجد من الأذى ، فحزن صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً ودعا
بالدعاء المشهور " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي .... الخ " ثم أطلعه الله على
كنوز غيبه المكنون ، ورجع إلى مكة وهو أكثر نشاطاً للدعوة فقال له زيد : كيف ترجع
إليهم وقد أخرجوك ! " فقال كلمته العظيمة صلى الله عليه وسلم " يا زيد إن الله
جاعل لما ترى مخرجاً وفرجاً ، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه "
تفائلوا