كنت اقضي العيد في أحدى الدول الخليجية المجاورة ، و في أحد مراكز التسوق المكتظة بالناس كانت تتجول امرأة سعودية في الأربعين من العمر ،و تضع سماعات الهاتف النقال و تكلم شخص ما بصوت عالي جدا ، كان كل كلامها عبارة عن سب و كلامات بذيئة و انتقادات جارحة في حق حكومة المملكة العربية السعودية جراء ما حدث في جدة ، و كانت تتأسف لكونها من هذا البلد الكريم !!
اتجهت والدتي إليها و خاطبتها بكل هدوء موضحة لها بأنها في مكان عام و من المعيب عليها و هي مواطنة سعودية إن تسيء إلى البلد الذي عاشت فيه و نعمت بخيراته ، طبعا المرأة لم يعجبها هذا الكلام و أجابت: أنا حرة و أكملت مكالمتها مبتدئة ب " حسبي الله و نعم الوكيل فيهم ......الخ ، و واصلت جولتها في المكان بكل وقاحة.
أثار غضبي الموقف و أحسست بالخجل من تصرفها ، حيث إن الكثير من المواطنين الذين يتشرفون بحمل جنسية هذا البلد الطاهر لا يفهمون ولا يعون معنى المواطنة ، المواطنة قول باللسان وعمل بما ينفع الوطن والابتعاد عن كل مايسيئ إليه، المواطنة شعور داخلي لابد أن يظهر في التصرف والسلوك ، المواطنة هي كل ما من شأنه احترام البلد ...الخ
ولا يخفى على أحد بان الدولة تخصص ميزانيات هائلة لجميع مناطق المملكة و خاصة مدينة جدة ، و لكن الأمر لا يخلوا من وجود مفسدين و هذا الشيء وارد حدوثه في أي دولة ، و لم تقصر الحكومة الرشيدة فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله توجيهاته بالبدء في التحقيق و محاسبة المقصرين و نحن على ثقة بأن اللجنة ستقوم بواجبها على أكمل وجه و ستظهر الحقيقة دون مجاملة لأحد.
ما حدث قد حدث و لابد أن نقف الآن يد واحدة مع حكومتنا الرشيدة ، حفظ الله المملكة العربية السعودية و مليكها و شعبها من كل سوء و مكروه ومن كل نفس مريضة.