كاتبة من رفحاء .. حصة الجربوع ..
[align=center][align=center]
الموضوع رقم ( 1) [/align][/align]
[align=center] تحت عنوان (( الكتابة على صفحة الماء.. ))[/align]
[align=center]http://www.mediatechpro.com/gif_samp...butterflyT.gifhttp://www.mediatechpro.com/gif_samp...butterflyT.gifhttp://www.mediatechpro.com/gif_samp...butterflyT.gif[/align]
[align=center]الكاتبة .. حصة إبراهيم الجربوع – رفحاء[/align]
[align=center]لماذا.. يظل بعض الكتّاب - خاصة - أصحاب الأعمدة والزوايا منذ اشتغاله بالكتابة حتى اعتزاله يمرر وأحيانا - يوضح - بشكل لافت،
أنه لم يكتب وينشر إلا بتأثير من الهم الاجتماعي والحس الوطني؟!
وكأن القارئ لا يعلم ذلك.. الأمر..
الذي يجعل أفكاره ورؤاه لكثير من الأمور تبدو مموهة ومشوهة
حيث يحاول خلال المساحة المتاحة له اثبات ذلك، ولولا الحياء لأقسم على ذلك بعد كل سطر يكتبه.
وعندما يتأكد ويحس - طبعاً - بينه وبين نفسه -
أنه أوصل للقراء غيرته وحرصه على المصلحة العامة يبدأ في كتابة فكرته وبلورة موضوعه
ولكن أين الفكرة؟؟ ضاعت الفكرة!!
(وبلش) بالموضوع.. وامتلأ العمود..
ويظهر الأمر بصورة جلية في مقالات الكاتب غير المتفرغ للكتابة (الموظف)
حينما يتصدى للكتابة في موضوع ما يمس جهة عمله إدارة..
كانت.. أم وزارة..!!
يصبح بين خيارين كلاهما - مر - إما كتابة أو لا كتابة!!!
ولكن كيف لا يكتب!!!
وهو ما فتئ يمرر للقراء إنه - [align=center]مواطن.. كاتب.. صالح!!.[/align]
إذا يكتب وعليه أن يذكر القراء وغير القراء؟؟
أنه إنما يكتب للمصلحة العامة وإن - غضب مرؤوسوه -
ويسوق الأدلة والبراهين والمسوغات اللازمة ثم ينتهي الأمر به
كمن كتب ولم يكتب شارك في الطرح
ولم يشارك واكب الحدث ولم يواكبه وانتهى وهو لم يرض أحدا والأهم من ذلك لم يغضب أحد؟
مثل هذا الكاتب لا يستطيع السيطرة على فكرة مقاله لذا تكثر في زاويته العبارات المستعارة
والجمل القصيرة
ويكثر من الاستناد إلى الرسائل - الايميلات -
حتى أنك تجد عموده اليوم وغداً وبعد بعد الغد عبارة عن (إيميل) من قارئ،
وشكوى من مواطن
وكأن الأبواب أغلقت إلا باب عموده!!
ثم ينشر ردود الأفعال حول الشكاوى - وقد - تكون من أعلى المستويات!
فيصبح لزاويته صدى ولقلمه مدى،
في الوقت الذي لم يضف قيمة أو يشكل وجداناً للقارئ،
كما لم يؤصل لفكر أو منهج. وأنا هنا لا أنكر عليه مقدرته على التفكير والابداع،
إنما يتفلت منه الابداع وتتملص من بين يديه الأفكار، مثله كمثل من يكتب على صفحة الماء.
وأجزم أنه لم يمنح فرصة الكتابة إلا بعد أن أثبت مهارة وقدرة على الكتابة
لكن مع مرور الوقت وبفعل الضغوطات الوظيفية (والملامات) الاجتماعية وتراجع الخلفية الثقافية!!
يحاول جاهدا أن يمسك القلم من النص
وحينما يمسك الكاتب القلم من النص تصبح الحروف باهتة والنقاط غير واضحة!.
بالتالي يكف القارئ عن المتابعة!!
أو ينظر لعموده أو زاويته انها جزء من جغرافية (المكان)
الجريدة شأنها شأن الثوابت في أي جريدة كالاعلانات المتفرقة،
التي لا يمكن أن تقرأ إلا من المعلن أو من أصحاب الاهتمامات الغربية!!
كما تفتقد ويلاحظ غيابها!!.
ولأن القارئ في الأساس يبحث عمن يضع له النقاط على الحروف
فلا وقت لديه في هذا الزمن المتسارع..!
لقراءة الفكرة الواضحة المباشرة!! فضلا عن التي بلا نقاط.
إن تعاطي الكتابة بهذا الشكل والاستمرار عليها لا تمكن الكاتب من تطوير ذاته كما تساهم في تراجع خلفيته الثقافية،
لأنه استمرأ الكتابة بهذه الطريقة المريحة،
لذا من المستحيل أن تجد له كتاباً بمقومات الكتاب المعروفة
أو قصة أو مجموعة قصصية أقصى ما يمكن أن نرى له كتاباً يجمع بين دفتيه شتات مقالاته التي قد تكون متناثرة في أكثر من صحيفة.!
ولا يمكن أن يدخل به التاريخ وإن بقي في الجغرافيا..!!
وأكثر ما أعجب له حينما يصنف نفسه ضمن الطبقات الثقافية العليا!!
لذا تراه يزاحم المثقفين في كل مكان فتألف وجوده في المشهد الثقافي،
ومن عاشر القوم صار منهم!!!
بالله عليكم؟
مع من يصنف هذا الكاتب..؟[/align]
[align=center]http://www.mamarocks.com/edclap.gifhttp://www.mamarocks.com/edclap.gifhttp://www.mamarocks.com/edclap.gif[/align]
[align=center] كان النشر في يوم الأحد 8 جمادى الأولى 1427 هـ في جريدة الجزيرة صفحة الرأي [/align]
جديد للاستاذة/حصة الجربوع ......مقال يشخص شئ من الواقع المر
مقالة جديدة نشرت في العدد الاخير من مجلة المعرفة (شهر شعبان ) 1427هـ
المتفرقات.. ريا وسكينة
حصة إبراهيم الجربوع/ رفحاء
تعينت قبل عشر سنوات في مدرسة بعيدة إلى حد ما عن بيتي, سعيت بعد مرور سنة على أن أنتقل من هذه المدرسة إلى أخرى قريبة من بيتي.
وفعلًا انتقلت على أن ذكرياتي في هذه المدرسة وما تعلمته فيها أثر لاحقًا على بقية سنوات عمري في مهنة التدريس... فهذه المدرسة كانت مزيجًا بين جيلين من كافة النواحي فمديرة المدرسة من الرعيل الأول والمساعدة من الجيل الجديد والمعلمات مزيج من الفتيات التي انضممن إلى المهنة حديثًا وبين معلماتهن الأوائل اللائي في عمر أمهاتهن بل إن اثنتين منهن الآن جدات.
وكان التعليم فيها يترنح بين النظم والأساليب القديمة وبين الإطلالة على استحياء على الواقع الجديد بتطوره وأساليبه الحديثة هذا المزيج البشري والإداري هو الذي أعطى لهذه المدرسة هذا التأثير الكبير علي!!
بطبيعة الحال كمعلمة جديدة كنت مندفعة ومتحمسة إلى الحد الذي لو أعطتني مديرة المدرسة النصاب الكامل لقبلت حتى لو زدت عن جميع المعلمات المهم أن أدرس وأشرح وأعلم الطالبات.
لقد كانت فكرة كون الطالبات تستمد مني المعلومات تستهويني أو بتعبير أدق ترضي طموحي و( غروري) وهذه – حقيقة - فعندما تعلم وتحس أنك الأول والوحيد الذي أوصل للطالبة المعلومة فهذا يعطيك إحساسًا رائعًا...
لكن وجدت في هذه المدرسة من تمكن من - فرملة - هذا الاندفاع فبعد الاجتماع الأول للمعلمات مع مديرة المدرسة يبدو أن اندفاعي وحماسي اتضح للجميع من خلال مناقشة المديرة في كل ما تقوله. وكنت كلما طرح موضوع ووقف الجميع عنده اعتراضًا كنت أتدخل كقوة حفظ السلام وأوقف المناقشة ببيان رغبتي في تحمل موضوع الخلاف سواء مقرر مادة ما وريادة فصل ما أو الإشراف على نشاط جمعية ما والحمد لله أن المواضيع المطروحة لم يكن فيها اختلاف كبير.
كنت وقتها أدرس جميع الفصول وأشرف على جميع الأنشطة وأتولى مسؤولية ريادة الصفوف كلها... وقد لاحظت همهمة بين المعلمات كلما تكلمت ولا أعلم لماذا.
ويبدو أن الحماس قد سد أذني كما شل تفكيري... المهم انتهى الاجتماع وأخذت زيادة في نصيبي من الحصص كما أسند لي ريادة فصل والإشراف على نشاط إحدى الجمعيات.
ولما عدت إلى غرفة المعلمات كانت المعلمتان الجدتان باستقبالي حيث أشارتا إليّ بالجلوس بينهن ولم هممت بسحب كرسي لأجلس أمامهن رفضن فوسعن لي مكانًا بينهن وحشرنني فيه وكانت أنفسهن تكاد تصم أذني وبعيون جاحظة كأنما لف عليهما حبل المشنقة وللحظات تخيلت نفسي (بين ريا وسكينة)!!! وقلت لهن نعم.
فردت المعلمة الجدة الأولى نعم الله عليك ثم أردفت المعلمة الجدة الثانية.. شوفي يا حبيبتي نحن اعتدنا على نظام معين في المدرسة واعتادته مديرتنا من عشرين سنة وأنت للتو خرجت من البيضة تسعين لتغييره.
واندهشت وقلت وماذا فعلت قالت المعلمة الجدة الأولى يوم تناقشنا مع المديرة حول موضوع الحصص لما تدخلت وقلتي أنا أخذ الحصص الزائدة وأبديت استعدادًا لتحمل المزيد.
قلت وما في ذلك؟
قالت المعلمة الجدة الثانية فيها النون وما يعلمون لقد أخللت بنظام المدرسة، فالحصص التي تحملتها كانت تجمع لنا وتعطى لنا باعتبارها من المتفرقات وهي لا تحتاج إلى شرح - بتاتًا البتة -وسبق أن حفظناها وحضرناها كتابيًا لمدة عشرين عامًا واليوم حينما تحملت جزءًا منها نقص نصابنا وأعطتنا المديرة مقررات للصفوف العليا لا نعرف كيف نفهمها فضلًا عن أن ندرسها!!!!!!!
عليك الذهاب الآن للمديرة وتقولين لها أريد نصابي من الحصص كبقية زميلاتي وحبذا الصفوف العليا وإلا يصير لك كما يصير لزميلتك تلك؟ اذهبي واسأليها.
سحبت نفسي من بينهن وأنا أحس أني كمولودة خرجت إلى الحياة أريد نفسًا عميقًا وأريد أن أصرخ بأعلى صوتي فقد كتمتا علي نفسي وكدت أختنق!
خرجت من الغرفة وذهبت إلى برادة الماء وشربت وغسلت وجهي واستعذت من الشيطان على أن عبارة (بتاتًا البتة) لاتزال تترد على لساني وكيف لا تحتاج إلى شرح؟
وعندما نويت العودة التقيت زميلتي المشار علي بسؤالها واستأذنتها بالحديث وسألتها عما حدث لها فقالت قبل أن أكمل حديثي افعلي ما قالتا لك وإلا سترين ما لا يسرك وقد يمضي عامك بالنكد بدلًا من الفرح، فهاتان المعلمتان أغلب المعلمات صويحباتهن وإذا اتفقتا على معادتك سيعملن المستحيل لمضايقتك... سيعطلن إنجازك ويحقرن عطاءك ويصادرن تفوقك ويبخسن حقك, وستضطرين إلى حمل حقيبتك معك وستضطرين إلى الاستراحة في فصلك! لما؟ الأمر لا يستحق؟إلا إذا؟ قلت إلا إذا.... ماذا؟
إذا كان لك نفس طويل على المقاومة والوقوف في وجه الطوفان... فإن قليلاً من المعلمات صمدن وتحملن وتمكن من اكتساب احترامنا واكتسبن اعتدادًا كبيرًا بأنفسهن!
قلت سأكون منهن، وإني والله قادرة ليس لأن يقال قوية ! ولكن لأغير ثوابت وضعت ساهمت في بقاء هذه المدرسة تدار وتدرس الطالبات فيها بأثر رجعي.....
ويعلم الله كم كانت سنة شاقة حرب خفية ومعلنة ولكني تمكنت من الصمود واقتربت ولا أقول انضممت إلى مجموعة من المعلمات، ولأول مرة في المدرسة وضعت لوحة إعلانات في غرفة المعلمات كنت أضع فيها ما أقتبسه من بعض الكتب وأكتب مقالات وعبارات في التربية وطرق التدريس الحديثة، ومن خلالها أوصل رسائل في أهمية العمل وإبراز قيم الأمانة والصبر والحق والعدل، وكنت مثابرة على هذه الطريقة في الحوار مع الأصدقاء حتى و هي تمزق بين الفترة والأخرى ...
لقد كان لعملي في المدرسة صدى حتى لدى الطالبات وكنت على وشك إحداث تغيير بنهاية العام ولكن انقضى العام وكنت قد وضعت البذرة وتحتاج إلى من يرويها... صدر نقلي وانتقلت إلى مدرسة، و قد صقلت في مدرستي القديمة فكنت كمن أمضى عقدًا من الزمن في التعليم لا سنتين... استمر حماسي وقل اندفاعي فحصلت على فرص وظيفية متعددة آخرها مشرفة تربوية للإدارة المدرسية وذلك بعد مرور عشر سنوات على تعييني وكان علي الإشراف على عدة مدارس من بينهن مدرستي القديمة.
ولما دخلت المدرسة وأنا أمشي في طريقي إلى غرفة الإدارة وإذا بصوت إحدى المعلمات الجدات يصدح بصوت عال والطالبات يرددن كما كانت تفعل قبل عشر سنوات (الله رب الخلق أمدنا بالرزق) التفت فإذا هي جالسة وتتدلى بشحمها ولحمها وقد ألقت جسدها على كرسي الطالبة الصغير الذي تفضل الجلوس عليه كما كانت قبل عشر سنوات.
وعرفت أن البذرة لم يسقها أحد وأن المتفرقات هي المفرقات والمفارقات في هذه المدرسة.