.
.
.
.
.
دخلت أحد المحلات التي توفر خدمة التوصيل المجاني وبينا كنت منشغلا بالبحث عن الأغراض المكتوبة في الورقة وجمعها
حانت مني التفاتة الى المكان الذي يجلس فيه المحاسب فرأيته مشغولا عني بالكلام في الهاتف وكان صوته خافتا .
انتهيت من جمع الأغراض وقدمت إليه ليأخذ الحساب وكانت مكالمته لما تنته بعد فسمعته ــ وكان يحادث امرأة ــ يقول :
نعم .... نعم بيتكم الأخضر الذي في حي الروضة في الشارع ( الفلاني ) خلف الدكان ( الفلاني ) نعم ... نعم عرفته ....
وكان في أثناء حديثه الخافت و ( المائع ) يوزع الابتسامات ويتكلف بعض العبارات .
كان شابا معتمرا قبعة من لونين أحمر وأسود ، وكان له شعر طويل يصل الى مابين منكبيه .......
هنا تذكرت خطبة كنت حضرتها في جامع الراجحي في الرياض وكان الخطيب هو الشيخ صالح الهبدان وكان
موضوعها عن خدمة التوصيل المجاني وساق قصصا واقعية كثيرة حدثت في الرياض تعدى فيها بعض من يقومون
بهذه الخدمة على الأعراض وتسوروا فيها البيوتات حتى وصلوا الى المخادع وغرف النوم .
وبين كيف ان هذه النعمة وغيرها تنقلب نقما بسبب التهاون والغفلة وكيف أن كثيرا من ضعاف النفوس من الشباب وجدوا
في هذا العمل طريقا سهلا لاصطياد الفرائس ومنفذا آمنا للوصول الى الأغراض الدنيئة .
نعم يا ايها السادة : من هو الذي يكلم المطعم أو المحل أو ... أو ... ويطلب الطلبات ، ومن هو الذي يصف مكان البيت وكم
ستستغرق هذه المكالمة وماذا وكم سيتخللها من ضحكة وكلمة تحرك المشاعر ؟؟؟
أليس بإمكان من يوصل مجانا أن يطيل المكالمة كما يريد ؟؟؟
عندما تتصل به هذه المرأة في يوم آخر وقد حفظ الرقم كيف تقول عندما يقول لها : نعم لقد عرفت صوتك إنه ندي مثلا !!!!!!
ومثل هذا من العبارات التي تفتح عمل الشيطان على مصراعيه .
علينا أن نتنبه وان ننبه غيرنا يا ايها السادة على هذا الموضوع وألا يترك مثل هذا الأمر للمرأة فتتصل بالرجال دون حسيب
أو رقيب .
المسألة سهلة ولا تكلف شيئا ولا تستغرق كثيرا من الوقت فلماذا لا يتصل الرجل ويطلب من المطعم او المحل ويتولى
هذا الموضوع بنفسه ؟؟؟؟
هي فقط اشارة بسيطة ومرور شبيه بمرور الكرام على هذا الموضوع المهم أردت تقييده هنا بعدما حصل مارويته آنفا ، وكي
تكون تذكرة ومشاركة مني في هذا المنتدى الذي شغلت عنه اخيرا .
وتقبلوا تحيات نفح الطيب
