إلى المتشائمين من صندوق الحياة , قال السماءُ كئيبة وتَجَهَّما , ( أبو ماضي )
النزول والتدرج مع المتشائمين من كوخ الحياة الذي نعطيه دائما أكبر من حجمه , فكلما زينته و زخرفته ليال طغت على هذه الزخارف الليالي العجاف .
هو تصوير لا يعرف من الارض إلا إسمها شامخ في أبراج السماء .
هو إبداع لا ينسجه لنا إلا من عاش مع المهجريين وتأثر بهم .
هو توظيف مناسب في مكان مناسب في زمان مناسب .
السحر الحلال هو ما سنتسمتع به مع الشاعر :
(( إليا أبو ماضي ))
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قال: السماء كئيبة و تجهما !=قلت : ابتسمْ يكفي التجهم في السما !
قال : الصبا ولى!فقلت له ابتسم=لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال : التى كانت سمائي في الهوى=صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودى بعدما ملكتها=قلبي فكيف أطيق أن أتبسما !
قلت : ابتسم و اطرب فلو قارنتها=لقضيت عمرك كله متألما
قال : التجارة في صراع هائلٍ=مثل المسافر كاد يقتلهُ الضما
أو غادة مسلولة محتاجة=لدم وتنفث كلما لهثت دما!
قلت ابتسم ما أنت جالب دائها=و شفائها فاذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما و تبيت فى=وجل كأنك أنت صرت المجرما !
قال : العدى حولى علت صيحاتهم =أأُسر و الأعداء حولى في الحمى !
قلت : ابتسم لم يطلبوك بذمهم=لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال : المواسم قد بدت أعلامها=و تعرضت لى في الملابس و الدمى
و عليَّ للأحباب فرض لازم=لكن كفى لست تملك درهما
قلت : ابتسم يكفيك أنك لم تزل=حياً و لست من الأحبة معدما
قال : الليالى جرعتنى علقما=قلت : ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما=طرح الكآبة جانباً و ترنما
أتراك تغنم بالتبرُّم درهما=أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
ياصاح لا خطر على شفتيك أن=تتثلَّما والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهبَ تضحك والدجى=متلاطم , ولذا نحب الأنجما !
قال : البشاشة ليس تسعد كائناً=يأتى إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت : ابتسمْ مادام بينك و الردى=شبراً فإنك بعد لن تتبسما
[/poem]