حتى ولو كان صغيرا !!! (***)
.
.
.
.
حتى ولو كان صغيرا !!!
عندما عينت معلما عام 1417 قدر الله أن يكون أخي الصغير طالبا في المدرسة التي وجهت للعمل فيها وكنت حريصا على أن أتعامل مع الطلاب جميعا بما فيهم أخي بالعدل وألا يدور ببال أحد من الطلاب أني أعامل أخي معاملة تختلف عن معاملتي لهم حتى إني ربما قسوت على أخي حينا مراعاة لهذا الجانب وربما غضبت والدتي ـ حفظها الله ـ علي بسبب ذلك .
****
ثم يقدر الله علي أن أنتقل إلى مدرسة أخرى تختلف في المرحلة لأجدني أمام الموقف نفسه ويكون أخي ذاته أحد طلابها وأقع في الموقف المحرج نفسه وحاولت أن أبعد نفسي عن التدخل في أي موقف يكون أخي طرفا فيه حتى لقد ضربه مدير المدرسة مرة بدون سبب أو بسبب لا يستحق فلم أنطق ببنت شفه واتيت بأخي وطلبت منه أن يعتذر للمدير وأذكر أنه أتاني ذات مرة يريد مني أن أكلم أحد معلميه ليعيد له الاختبار فتلكأت ثم كتبت له ورقة على كره وختمتها بقولي وما أنا إلا شافع .
****
تخرج أخي وتعين معلما ولا زال يذكر تعاملي معه وكيف أني كنت أقسو عليه لكنه أحلني والتمس لي العذر ولم يكن بي علم الله رغبة عن مساعدته لولا أني كنت أخشى أن يفهم تعاملي خطأ أو يفسر بغير ما أردت .
****
تذكرت تلك المواقف وأنا استمع لبنيتي الصغيرة في السيارة بعد خروجها من المدرسة عندما تكلمت بعفوية وقالت : يا ( بابا ) الأبلة فلانة تكلمت على الطالبات وتوعدتهن بالضرب إذا لم يفعلن كذا وكذا .
ثم قالت معلقة : وهي ما تشوف بنته اللي ما تحفظ ولا هي مؤدبة ليه ما تعلم بنته أول ؟
هكذا قالت هذه الطفلة التي ربما لم يدر بخلد هذه المعلمة وغيرها أنها وغيرها من الأطفال ينتبهون إلى مثل هذه الأمور ويقارنون بين القول والعمل .
هنا أقول : علينا مراعاة جانب العدل وموافقة القول للعمل حتى في تعاملنا مع الصغار
وتقبلوا تحياتي
