.
.
.
.
مامدحت لي قراءة أحد في الصلاة في رفحاء إلا وجدتها دون مايقال خلا أخي العزيز حمدان شافي فإني أسمع دائما عن جودة حفظه وطيب قراءته ولم أتمكن من الصلاة خلفه إلا هذا العام فوجدته حافظا متقنا ووجدت صوته طيبا ووجدت قراءة حية .
****
تذكرت وأنا أتنقل بين المساجد في صلاة التراويح السؤال الذي كان يطرح كثيرا : ماحكم التنقل بين المساجد في صلاة التراويح ؟ وعجبت لأمرين :
الأمر الأول هو : مالداعي لهذا السؤال ؟ أليس المسلم إذا صلى في هذا المسجد أو ذاك قد أتى بالصلاة ؟ فلماذا يدخل الواحد منا نفسه في نفق مظلم ويعطل فهمه وينساق وراء السؤال في كل شيء ؟ حتى في أمور هي في الوضوح والظهور بما لايحتاج معها المسلم إلى سؤال لو تأمل وأعمل العقل وتذكرت هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذروني ماتركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ) .
الأمر الثاني هو : هو الجواب المتشدد عن هذا السؤال من البعض والذي يشعر بالحرج ويلمح إلى الكراهة دون الاستناد إلى دليل صحيح ولا أدري مالمشكلة عندما أصلي اليوم مع نايف وأصلي غدا مع حسن وأصلي بعد غد مع حمدان وأستمع للقرآن من عدة حناجر وبعدت أصوات ؟ فأنشط للصلاة عندما أغير المكان وأنا هنا أو هناك في بيت من بيوت الله وأؤدي الصلاة كاملة .
****
هناك أمور كان يحدث بسببها بعض الخصام وتسبب التوتر وشيئا من التشنج بين جماعة المسجد والإمام في رمضان أحاول أن أجد شيئا منها الآن في نفسي خاصة فلا أرى لها أثرا فأتساءل : مالذي تغير حتى تزول تلك الأمور ؟
هل تغير الناس واتسعت صدورهم فما عاد الواحد منهم يلح في طلبه وصاروا يقدرون رأي الآخرين ورأوا أن الأمر أهون من أن يتخالفون بسببه ويحدث بينهم تشاحن من جرائه ؟
أم أن الإمام تغير ورأى أنه كان ضيق الصدر قاصر النظر ورأى أن الأمور أهون من أن يتشدد فيها كل هذا التشدد ولا ينبغي أن يضيق على الناس في أمور لا يفصل فيها دليل ولا يصل الأمر في الذهاب إلى أحد الاتجاهين فيها وقوع في إثم .
في الحقيقة عن نفسي أجد أني تغيرت ورأيت أن هناك تعنتا في كثير من الأمور كان ينبغي أن أكون فيها لينا سمحا مراعيا حال الغالبية من الجماعة:
خذ مثالا على هذه الأمور الصغيرة تأخير صلاة المغرب قليلا حتى يتمكن الناس من الإفطار !!
ألسنا في وقت مضى نتشدد في هذا الموضوع ونشدد على الناس وربما حدث شيء من اللغط بسبب ذلك ؟
ولا أدري ماهي المشكلة عندما يتأخر الإمام عن وقت الإقامة المعروف خمس أو عشر دقائق فيرضى أهل الحي ويتمكنون من الإفطار وحضور الصلاة ؟؟ لاشك أنه لم يأت محرما ولم يتجشم مكروها بل إني أجزم أنه أتى خيرا وفعل برا .
ولا أريد أن استطرد في الأمثلة ولا الاستمرار في الحديث لأني أشعر أني قد أطلت
وتقبلوا تحياتي
