في ظل الانهيار المستمر لسوق الأسهم دور مؤسسة النقد لا يزال مفقوداً

في ظل الانهيار المستمر لسوق الأسهم
دور مؤسسة النقد لا يزال مفقوداً والبنوك ساهمت فيما حدث
أساسيات السوق قوية والتمسك بأسهم العوائد وعدم عرضها للبيع مطلوب


* جولة - عبدالله محمد الملحم:
هل وصل سوق الأسهم السعودي إلى درجة يوصف معها بالانهيار؟.
ماذا يعني نزيف النقاط وتخطيه أكثر من 1200 نقطة في أقل من خمسة أيام.؟
ما حدث للسوق يتجاوز مفهوم التصحيح.
نعم السوق ارتفع ولكن ارتفاعه يعكس اساسيات شركاته القيادية والتصحيح مطلوب وظاهرة صحية ولكن ان يحدث بهذه الطريقة المرعبة فهو أمر محير هناك شركات بالفعل ارتفعت بشكل مبالغ فيه واعني بها شركات المضاربة ولكن أن يعاقب السوق الشركات ذات الربحية المتنامية بنفس الحدة لشركات اصولها اشبه بالورقية امر اثار الكثير من التساؤلات.
جولة في سوق الاسهم
الجزيرة كانت لها جولة سريعة لصالات تداول الاسهم في عدد من مدن الشرقية خلال يومي الاربعاء والخميس والتي فقد المؤشر فيها أكثر من 600 نقطة.
لا اخفيكم صعوبة المهمة لأن الجو العام داخل تلك الصالات يبعث على الحزن والقلق من قبل المتداولين خشية على مدخراتهم التي اخذت في التلاشي البعض اعتذر عن الحديث ولسان حالهم يقول: ماذا بقي. فأنتم ونحن نرى هذه المهزلة تحدث في أكبر سوق للأسهم في منطقة الخليج دون تحركات ملموسة لايقاف نزيف الخسائر.
على أي حال بعد محاولات مضنية نجحنا في أخذ آراء البعض فماذا قالوا؟.
هبوط غير مبرر
الاستاذ جابر الحماده احد المضاربين تحدث قائلاً حقيقة لدي خبرة طويلة في السوقين الأمريكي والسعودي ولكن حقيقة استغرب ما حدث للسوق السعودي في الآونة الاخيرة. فالهبوط الحاد والمتواصل غير مبرر وبالذات لأسهم الشركات القيادية وكذلك لبقية شركات العوائد التي اثبتت من خلال قوائمها المالية الأخيرة تنامي ارباحها.
أين دور مؤسسة النقد المفقود؟
واوضح الاستاذ صالح بن عبدالله الحمد احد المتداولين في الاسهم المحلية بقوله حقيقة هناك سؤال اطرحه للمسئولين في مؤسسة النقد وهي الجهة المشرفة على سوق الأسهم. أين دورها التوعوي هذا ما اعنيه.
اذكر أن مؤسسة النقد كان لها دور ايجابي في توجيه المواطنين قبل عامين من خلال تحذيراتها المتكررة من خطر الانسياق خلف مغريات شركات توظيف الأموال. فالمؤسسة ادت دورها المطلوب ولكن اين دورها المفقود في سوق الأسهم؟.
كنت اتمنى لو ان احد المسئولين في المؤسسة قد قام ولو لمرة واحدة اثناء الصعود الكبير وغير الواقعي لاسهم الشركات الخاسرة بتوعية المتداولين بخطورة مثل هذه الارتفاعات بدلا من ترك الحبل على الغارب كما يقال. هذا الصمت غير المبرر ساهم في تورط الكثير من صغار المتداولين ممن دخلوا للسوق مؤخراً وهم يرون المكاسب الخيالية لهذه الشركات الخاسرة الستم معي ان مؤسسة النقد قد ساهمت بطريقة غير مباشرة في نجاح ممارسات كبار المضاربين لجر هؤلاء الصغار للمصيدة وبالتالي ضياع مدخراتهم وجر السوق ككل إلى هذا الانهيار على طريقة الشر يعم والخير يخص.
ولهذا فإنني احمل مؤسسة النقد مسئولية كبيرة مما حدث.
البنوك وراء الانهيار
وعلق السيد محمد عبدالعزيز ابو شعبي قائلاً أحمل البنوك جزءا كبيرا من المسئولية لما حدث من خلال منحها تسهيلات للمضاربين في اسهم الشركات المتواضعة وتجاوز البعض منها في منح تسهيلات أكثر. وهو ما دفع تلك البنوك لتصفية محافظ ملاك تلك الشركات دون الرجوع لهم. والخطأ الكبير لهذه البنوك انها قامت بتقديم تسهيلاتها لهذه الشركات بأسعارها المرتفعة.
واذكر ان احد المتعاملين منح تسهيلة لشراء اسهم احدى الشركات بسعر 117 ريالا وتقديم التسهيلة بهذا السعر المبالغ فيه وطبيعي ان يذهب هذا الشخص وغيره ضحية مثل هذه التجاوزات في التسهيلات.
البنوك هي المستفيدة واخر اهتمامها بالعميل حتى ولو اصبح على الحديدة (الافلاس).
اين المسئولون في هذا الوقت بالذات
وتطرق السيد علي النويشي قائلاً اسبوع من الهبوط الحاد والخطير، ومع ذلك لم نر اي مسئول في مؤسسة النقد او وزارة التجارة يخرج من خلال التلفاز أو الصحف لبث نوع من الطمأنينة في نفوس المتداولين ولتهدئة النفوس التي اصيبت باليأس.
اذكر ان بورصة الكويت عندما تعرضت قبل شهر لهبوط لا يعادل 25% من هبوط سوقنا خرج اكثر من مسئول وساهم ذلك في تهدئة السوق ومعاودة الصعود ولكن كما ترى لا حس ولا خبر وكأن الموضوع لا يعنيهم.
يا جماعة سوق الاسهم مرآة لاقتصاد أي دولة ونحن اقتصادنا متين ولله الحمد فهل من مجيب.
فشل مبكر للسوق الجديد
وعلق الاستاذ سعد الروماي قائلاً: أجزم ان هناك الكثير ممن دخلوا للسوق مؤخراً وخرجوا بخسائر فادحة لن يفكروا بالدخول مرة اخرى حتى مع اشهار السوق الجديد لان تجربتهم المريرة والقاسية ساهمت في ضياع تحويشة العمر اليس كذلك؟!.
قاطعوا السوق واحتفظوا بأسهمكم
وتحدث راشد بو علي قائلاً: نصيحتي لملاك شركات العوائد هي مقاطعة صالات التداول في حالة استمرار هذا الهبوط او لنقل الانهيار وعدم عرض اسهمهم للبيع بهذه الاسعار الرخيصة فأنتم بعرضكم لها للبيع تساهمون في تدهور السوق وتحققوا مطالب هوامير السوق من الجشعين لاقتناص اسهمكم.
ثقوا ان السوق سيرتفع إلى أكثر من 700 نقطة وسترتفع اسعار اسهمكم إلى مستويات اعلى من السابق.
تذكروا ان خسائركم الحالية على ورق والخسارة الفعلية عند بيعها بأسعار بخسة!!

جريدة الجزيرة