عمليات الليزك.. هل تخلو من المضاعفات؟
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...images/SH4.jpg
التقدم العلمي في مجالات شتى واكبه كذلك تقدم علمي في مجال الطب، وحديثي هنا عن جزئية صغيرة في مجال طب العيون وهي عمليات تصحيح العيوب الانكسارية بواسطة الاكزيمر ليزر أو مايعرف بعميلات الليزك. وهذه العمليات أصبح لها صدى كبيراً بين الأفراد والمجتمع والسبب في ذلك أن كثيراً من أفراد المجتمع لديهم عيوب انكسارية أعني قصر أوبعد نظر أو مايعرف بالاستجماتزم. ومن هنا فلدى الكثير من الناس اهتمام بهذا الموضوع وبعض الاحصائيات في بعض المجتمعات قد تصل نسبة من يحتاجون إلى نظارات طبية الى قرابه ثلث المجتمع.
الطريقة السهلة لتصحيح النظر هي استخدام النظارات الطبية، أو العدسات اللاصقة لمن لاتروق لهم النظارات الطبية، ولكن هناك فئة تريد التخلص من النظارات وليس لديها القدرة للبس العدسات. هذه الفئة هي التي تبحث عن الحلول الجراحية وهناك احصائيات عملت لمعرفة اسباب بحث الناس عن الحلول الجراحية فكانت الأسباب اما جمالية، أو عدم قدرة هؤلاء على ارتداء العدسات اللاصقة كالرياضيين وبعض المهن التي تتطلب عدم لبس النظارات.
لاأريد الاسهاب في هذه المقدمة ولكن قبل الحديث عن الاكزيمر ليزر ربما يكون الحديث عن العمليات التي سبقت الاكزيمر ليزر وهي مايعرف بعمليات التشريط وهناك يستخدم مبضع الجراح لعمل قطوع اشعاعية الشكل على سطح قرنية العين وهذه العملية وان كانت شائعة في فترة من الفترات ولكنها اقل دقة من تقنية الأكزيمر ليزر وهذا النوع من العمليات يقل استخدامه في هذا الوقت.
أما الأكزيمر ليزر أو الليزك فقد كانت أول عملية أكزيمر ليزر اجريت في مايو 1988وبالطبع عملت عدة تجارب لسنوات قبل السماح باستخدام هذه التقنية على الإنسان. والأكزيمر ليزر هو نوع من أنواع الليزر الذي يستخدم في مجالات طب العيون وهذا النوع له قدرة فائقة على إزالة الأنسجة بدقة فائقة مع عدم ترك أي آثار بعد إزالة أي نسيج وهو يستخدم لتصحيح معظم العيوب الانكسارية، وعمليات الأكزيمر ليزر تجرى على قرنية العين (وهي السطح الشفاف من عين الانسان والتي يكمن فيها الجزء الأكبر من قدرة العين لتركيز الصورة الساقطة على شبكية العين) لذا أي تغير بسيط على قرنية العين يؤثر بدرجة كبيرة على قدرة الإنسان على الرؤية الجيدة، وحتى تتضح الصورة جيداً لعلي اعطي مثالا على الأشخاص المصابين بقصر النظر، فهؤلاء الناس تكون العين لديهم إما أطول أو تحدب قرنية العين أكبر وهذه الزيادة تقاس بأجزاء من المليمتر الواحد، ففي حالات قصر النظر تكون الصور الساقطة أمام شبكية العين وبالنسبة لبعد النظر تكون خلف شبكية العين والاستجماتزم (اللابؤرية) تكون الصورة مشتته أمام وخلف شبكية العين لذا في حالة قصر النظر تستخدم العدسات المقعرة لإزاحة الصورة إلى شبكية العين أو سحب
الصورة للأمام بالعدسات المحدبة في حالات بعد النظر كذلك الحال بالنسبة للعدسات اللاصقة. وما سبق هو لفهم عمليات الليزك.
عملية الأكزيمر ليزر:
تعمل على تشكيل سطح قرنية العين كما هو الحال في عمليات (PRK) أو داخل أنسجة قرنية العين كما هو الحال بالنسبة لليزك، وكثيراً ما يسأل الناس عن الفرق بين النوعين (الأكزيمر ليزر - الليزك) وأيهما أفضل. لشرح هذا الأمر فإن الأكزيمر ليزر والليزك هما الشيء نفسه عدا التقنية التي تجرى بها هذه العملية. في حالة استخدام الأكزيمر ليزر على سطح قرنية العين تسمى هذه العملية (PRK) وهنا يتم إزالة الطبقة القشرية لسطح قرنية العين ومن ثم تسليط أشعة الأكزيمر ليزر لعمل التشكيل المناسب وذلك حسب درجة قصر أو بعد النظر. وتوضع بعد ذلك عدسة لاصقة على العين وتستغرق العين قرابة ثلاثة أيام حتى يتم التئام سطح العين بالكامل وبعد ذلك تستخدم قطرات لفترة قصيرة ويأخذ تحسن النظر فترة قد تصل إلى شهر. أما بالنسبة لعمليات الليزك فما يحدث هو قبل استخدام أشعة الأكزيمر ليزر يقوم الجراح بعمل مقطع بجهاز يسمى الميكرو وكيراتوم ويعمل على قطع طبقة سطحية من قرنية العين تساوي تقريباً ثلث سماكة القرنية ثم ترفع هذه الطبقة ويسلك الأكزيمر ليزر على قرنية العين بعد رفع هذه الطبقة ثم تعاد هذه الطبقة إلى الوضع السابق. هذه ببساطة كيفية عمل الأكزيمر ليزر.
عملية الليزك:
كثير ما يسأل الناس عن عملية الليزك ربما تأثراً بالدعاية لمثل هذه التقنية وحقيقة ان الليزك يفضل في كثير من الأحيان على عملية الليزر السطحي وذلك...
أولاً: لسرعة الشفاء وتحسن الابصار بعد العملية
ثانياً: عدم وجود آلام بعد العملية
ثالثاً: إمكانية عمل الليزر مرة أخرى في حالة نقص أو زيادة التصحيح، وأخيراً عدم وجود سحابات بعد هذا النوع من العمليات.
المضاعفات:
ولا تخلو عمليات تصحيح النظر بالأكزيمر ليزر من مضاعفات رغم قلتها وتكمن في زيادة أو نقص التصحيح، الجهر الليلي عند بعض الناس، حدوث التهابات ومضاعفات لها علاقة بالميكرو كيراتوم خلال عملية القطع وهي مضاعفات قليلة جداً. والمقام قد يطول في تفاصيل هذه العملية والتقدم العلمي لجراحات الأكزيمر ليزر في ازدياد وتركيز الأبحاث على الدقة وزيادة الابصار بعد هذه العمليات.
كتبه: د. عبدالله العسيري
استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض
