الدرس الثاني .. من .. ( ما يهم الأنام في أحكام الصيام )
الدرس الثاني من ( ما يهم الأنام في أحكام الصيام )
6ـ ثبوت دخول شهر رمضان :
يثبت دخوله بأحد أمرين : 1. رؤية هلاله لقوله سبحانه [ فمن شهد منكم الشهر فليصمه ]
2. إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً لقوله عليه السلام [ صوموا لرؤيته وأفطروا
لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ]
لكن إن حال دون رؤية هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان غيم أو قتر فهو ما يسمى بيوم الشك وقد اختلف العلماء في حكم صومه على أقوال عديدة الصحيح منها أنه يحرم صومه لأن الله في الآية علّق الصوم بالرؤية ولقوله عليه السلام [ فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ] ولقول عمار ابن ياسر رضي الله عنه [ من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم ] والله أعلم .
7ـ مسألة :
إذا قامت البيّنة في أثناء النهار برؤية هلال رمضان لزمهم الإمساك قولاً واحداً واختلفوا في القضاء واختار شيخ الإسلام أنه لا يلزمهم القضاء لأن الأحكام لا تلزم إلا بعد بلوغها وهو قول قوي جداً .
8ـ اختلاف المطالع :
الجمهور على أنه لا عبرة بها فمتى ما رآه أهل بلد لزم كل البلدان الصوم والصحيح أن المطالع إذا اختلفت فلكل قوم رؤيتهم وحديث كريب عن ابن عباس صريح في ذلك .
9ـ الشهود في هلال رمضان :
يُصام برؤية عدل واحد لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال : تراءى الناس الهلال فرأيته فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه .
والعدل هو من قام بالواجبات ولم يقترف الكبائر ولم يصر على الصغائر وكذلك يشترط في الرؤية أن يكون أميناً وحاد البصر .
أما بقية الشهور فلا يقبل إلا عدلان في الشهادة لحديث عبد الرحمن بن زيد [... فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا ] وهناك أن باقي الشهور تثبت برؤية عدل واحد مثل رمضان وهو قول أبو ثور واختاره الشوكاني .
10ـ النية في الصيام :
يجب تبييت النية من الليل في صيام الفرض لحديث حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له ] . ويجزئ في شهر رمضان وما يشترط فيه التتابع نية واحدة من أول الشهر إلا إن قطعها لسفر أو مرض فإنه يجدد النية بعد زوال العذر . أما النفل فلا يشترط فيه تبييت النية من الليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم على أهله فسألهم هل عندكم طعام ؟ قالوا : لا . قال : فإني إذن صائم . فلو نوى الصيام في أثناء النهار أجزأه لكن هل يثاب على صيام يوم كامل أم من حين النية ؟ في ذلك قولان والصحيح أنه يثاب من حين النية لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات .
وهنا مسائل : 1 . لو نوى الفطر فإنه يفطر بمجرد النية لأن النية شرط في الأعمال .
2. لو نوى الأكل والشرب فإنه لا يفطر إلا إن أكل أو شرب .
3. لو علق النية وقال إن وجدت الماء شربت أو جاء محمد ومعه الماء شربت فوجدالماء أو جاء محمد فإنه لا يفطر إلا إن شرب .
وعندنا قاعدة [ أن من نوى الخروج من العبادة فإنها تفسد إلا في الحج والعمرة ومن نوى فعل المحضور في العبادة فإنها لا تفسد إلا بفعله ]
4. من أكل معتقداً استمرار الليل أو أكل معتقداً غروب الشمس فبان خلافه الصحيح أنه يمسك
ولا قضاء عليه لأنه جاهل .
