هيكل يرد على مزاعم المعارضة الليبية
هيكل يرد على مزاعم المعارضة الليبية
ويؤكد ان ثورة الفاتح ثورة القومية
الثورة الليبية ثورة قومية بكل معنى الكلمة، وقيادة الأمة العربية والقومية سلمها الزعيم جمال عبد الناصر للعقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية .
فهذه الثورة جاءت بلسماً شافياً لجراح العرب إثر هزيمة 1967، وجاءت رد اعتبار للأمة العربية، هذه الثورة كانت مفاجأة مذهلة لواشنطن ولندن على حد سواء .
لقد رد الإستاذ هيكل على مزاعم فلول المعارضة الليبية بالخارج وأنصف في برنامجه" تجربة حياة " الثورة الليبية، وشهد بالوثائق شهادة تاريخية على الدور القومي والاستراتيجي الذي قامت به هذه الثورة لصالح الأمة العربية، وأنها كانت مفاجأة مذهلة لم تكن في الحسبان، ويورد "هيكل" شهادة "هنري كيسنجر" الذي كان يتولى إدارة مجلس الأمن القومي وهو اليهودي العنصري ... يقول كيسنجر (إن هذا الذي نراه ـ أي الثورة ـ في ليبيا عرض من أعراض حركة أخرى تقاومنا وتقاوم نفوذنا وتقاوم وجودنا ودخولنا في المنطقة وتقاوم إسرائيل أيضاً )
ويقول "هيكل" :
(( إن "هنري كيسنجر" يعتقد أن وكالة المخبرات المركزية فوجئت بالذي حدث في ليبيا وعملوا اجتماعات ودراسات وبحث عمن يمكن أن يكون وراء هذا العمل فلم يجدوا أي دور لدولة أجنبية بما فيها الاتحاد السوفيتي، وأن الذي حدث كانت ثورة بتخطيط وتنفيذ ضباط ثوريين على رأسهم معمر القذافي) .
لقد كانت الثورة الليبية المفاجأة الكبرى للمعسكر الرجعي المدعوم من واشنطن ولندن والصهيونية .. فما أن وصل الخبر للملك فيصل ملك السعودية حتى قال : رجعت ريمة لعادتها القديمة، ففي ذهن "فيصل" أن الذي حدث في ليبيا كان لعبد الناصر دور فيه .
ولذلك جرى العمل على إعداد خطة لاغتيال عبد الناصر بالسم، ولكن الذي لم يعرفه الغرب ولا الرجعية العربية في ذلك الوقت أن لا أحد كانت له يد في الذي حدث في ليبيا، ولا أحد يعلم بما يخطط له الضباط الليبيون لا أمريكا ولا بريطانيا ولا الاتحاد السوفيتي ولا عبد الناصر .. ولقد قالها "كيسنجر"، وقالتها لندن، وقالها حتى عبد الناصر؛ إن الثورة في ليبيا كانت ثورة قومية قادها معمر القذافي بكوادر من اللجان المدنية والعسكرية .
ومن شدة الدهول طارت "جولدا مائير" بعد أسابيع مباشرة إلى واشنطن لتلتقي بالرئيس "نيكسون" وتتدارس معه الكارثة التي وقعت على إسرائيل جراء الثورة في ليبيا، وطلبت من "نيكسون" العمل على ضرب هذه الثورة، وقدمت له خطة عمل كما ذكر "وليم كونت" رئيس ". السي . أي . أ " تقضي بضرب الثورة الليبية .
لقد حمى الله الثورة الليبية، وشاء قدر العقيد القذافي أن يتسلم أمانة القومية العربية من عبد الناصر الذي مات كما يقال مسموماً عقب الثورة الليبية بفترة وجيزة.
إن الذين يزايدون على الثورة الليبية عليهم أن يقرءوا التاريخ وأحداث ذلك الشهر، وأن يطلعوا على الكتب التي كتبها الأمريكان والإسرائيليون والتي يبينون فيها أن الذي حدث في ليبيا عام 1969 كان مفاجأة مذهلة قيدت أيديهم وأرجلهم، وأصاب الإغماء زعماء الرجعية العربية الذين جاءت بهم المخابرات الأمريكية والبريطانية إلى سدة الحكم .
إن على الأجيال الحالية من أجيال الأمة العربية عليهم أن يطلعوا على تاريخ الثورة الليبية وقائدها معمر القذافي الذي سجل أروع الصفحات في النضال القومي والعالمي
