جون فيلبي - ضابط المخابرات البريطانية
هاري سانت جون فيلبي
فهيد لزام (خاص) مؤرخ :
هاري سانت جون فيلبي المستشرق وضابط المخابرات البريطاني والذي عرف باسم ( عبدالله فيلبي) او الحاج عبدالله بعد اعتاقه للاسلام. عندما نعود لقراءة تاريخ هذه الشخصية الهامة في أحداث جزيرة العرب في القرن الماضي تقول لنا سيرته : هاري سانت بريد جر فيلبي ولد في 3 ابريل 1885م في سريلانكا من اب وأم انجليزيينوتوفي في بيروت في الثلاثين من سبتمبر من عام 1960م.لقد شكلت الخمسة والسبعين عاماً التي تخللت هذين التاريخين واحدا من ابرز السير في الشرق الاوسط.مستعرب مستكشف كاتب وضابط مخابرات بمكتب المستعمرات البريطاني تلقى تعليمه في أرقى الكليات البريطانية مثل ويستمنستر البريطاني والتالوت المقدس في كمبرج متخصصاً باللغات الشرقية الهندية والاوردية والبنجابية والفارسية والعربية مما جعله مؤهلاً ليكون ضمن الجيش البريطاني المحتل للعراق عام 1915م في البصرة
كانت السلطات البريطانية قلقة من المنافسة بين شريف مكة الحسين بن علي وحاكم نجد عبدالعزيز ال سعود وحاولت قدر الإمكان منع تلك الخلافات من أن تبدد الجهد في حرب الاتراك فأرسلت فيلبي إلى نجد لمعرفة الوضع السياسي هناك وكانت هذه أول صلة له بعبد العزيز آل سعود واستمر بقاؤه في الجزيرة العربية فترة، لقد كان فيلبي مولعا بقوله : ان الطريقة المثلى لرؤية بلد ما هي السير على الاقدام اوعلى ظهر جمل وكانت هذه الطريقة التي استخدمها في جميع رحلاته المبكرة
فيلبي رجل يستقيل من الخدمة المدنية الهندية ليدخل المنطقة العربية ثم يعتنق الإسلام ويصبح مقرباً من الملك عبدالعزيز آل سعود وتدور به الدوائر ليقول له الملك “ أنت كذاب “ ورجل يجادل حكومته البريطانية بان الملك عبدالعزيز ال سعود هو الوحيد القادر على توحيد السعودية خلافاً لترشيحات لورانس العرب فيقول له اللورد كيرزون عضو مجلس الحرب “ أنت مجنون يا فيلبي” .فيلبي كاتب كاتب بارع وهو الوحيد الذي عبر السعودية من البحر الى البحر عام 1917م دون ان يحس به احد، فقد عبرها من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وكان خلال السنوات التي مكث فيها في المملكة قد تعلم عادات العرب ودينهم وفلسفتهم من الملك الى البدوي وكان قد تعلم بسرعة كيف يحب المملكة العربية السعودية.
فالسياسة البريطانية في جزيرة العرب لم تكن حالة كشف عن مواقع بقدر ماكانت إعادة صياغة هذه الأماكن حسب الطلب السياسي البريطاني، وعمل في هذا المستوى من المواجهة والتحدي لا تقيمه غير عقليات ادركت على أي مساحة من المعرفة والوعي تقف عليها، فليس من السهل إقامة برلمان في خيمة بدوي، من الإسرع تحويل التجمعات القبلية المتفرقة عند كل بئر نفط الى دويلات.
مؤلفاته : مغامرات النفط العربي، حاج في الجزيرة العربية، بعثة الى نجد .
