خالد الفيصل: خطب السياسة والانطباع الشخصي تجاوز لوظيفة المنبر
أكد أن منطقة عسير تحتضن أكثر من 4000 منشط دعوي خلال الصيف الحالي
خالد الفيصل: خطب السياسة والانطباع الشخصي تجاوز لوظيفة المنبر
أبها : محمد مانع
حث أمير منطقة عسير سمو الأمير خالد الفيصل الأئمة والخطباء على انتهاج أسلوب الصدق والأمانة وإبراز محاسن الإسلام في خطبهم ووعظهم للناس، والابتعاد عن الدخول في أمور خارج اختصاصهم وقال في كلمته التي ألقاها أمس ضمن فعاليات الملتقى الدعوى الأول الذي ينظمه فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة عسير بفندق قصر أبها " أيها الإخوة: بصروا الناس بالتزام الصدق والأمانة وإبراز محاسن الإسلام وفضائله وإفشاء المحبة والسلام والتآلف والالتفاف العملي الصادق حول ولاة الأمر والمشاركة في النهوض بالبلاد واسعوا إلى كشف حقيقة الفئة الضالة التي تضر الشر لهذا المجتمع. فالسكوت عن هذه الفئة وعدم فضحها خيانة للدين والوطن علموا الناس معنى حديث السيدة عائشة رضى الله عنها (كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن ) وبذلك تؤدون أمانتكم على أكمل وجه، أما خطب السياسة ونقل الأخبار والتعليق العشوائي عليها للتهييج والطعن والإثارة وخطب الانطباع الشخصي المنفعل إلى غير ذلك من تجاوزات لوظيفة المنبر فبلاء بلاء أربأ بكل عاقل أن ينتهجها".
وكان الأمير خالد قد بدأ كلمته بالقول "في هذه المناسبة اسمحوا لي أن أرفع الشكر إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين السائرين نهج الملك المؤسس وعلى درب إخوانهم من بعدهم"، ثم استطرد بالحديث عن منهج المملكة في خدمة الدين فقال "نعلم جميعا أن الدولة السعودية قد آلت على نفسها منذ نشأتها السير على الكتاب والسنة لذا فقد أسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله القضاء الشرعي للحكم بين الناس بشرع الله وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتوعية الناس بصحيح دينهم باللين والموعظة الحسنة واحتفى بالعلم والعلماء والدعاة وقدمهم في مجلسه حتى على أبنائه واهتمت قيادة البلاد بإعمار المساجد وتطويرها حتى بلغ عددها في منطقة عسير وحدها 15 ألف مسجد وكان من الطبيعي أن تضع الدولة الدعوة إلى الله على رأس مهامها، وجهودها في هذا الشأن في الداخل والخارج لا تخطئها عين منصف ففي الخارج لم تدخر المملكة وسعا في إقامة المساجد، والمعاهد وطباعة المصحف الشريف وتوزيعه في أرجاء العالم إلى غير ذلك مما لا يسهل حصره، وفي الداخل ها هي عسير على سبيل المثال تشهد أكثر من 4000 منشط دعوي خلال الصيف الحالي".
ثم توجه بخطابه إلى الأئمة والخطباء حيث قال:
"أصحاب الفضيلة.. الإخوة الأفاضل: إذا كان لي أن أتوجه إليكم بقلب مفتوح وحديث أخوي لا تنقصه الصراحة فإنني أذكر بأن عقيدة هذا الوطن وأبنائه أمانة في ذمتكم, وما اختاركم ولي الأمر لهذه الأمانة إلا وهو يقدر مدى حرصكم على هذه العقيدة وحبكم لهذا الوطن وأن يتوجه مسعاكم نحن توعية الناس بصحيح الدين فوظيفة المنبر في الوقت الحاضر تقتصر برأيي على الوعظ والإرشاد وهداية الناس إلى أن يكون الإسلام في قلوبهم عقيدة وفي مسلكهم عملا، وإذا كانت وظيفة المنبر في صدر الإسلام أعم وأشمل فذلك لكون القائم على المنبر آنذاك هو صانع القرار إضافة إلى أن الحياة بسيطة غير معقدة، أما الآن ومع تشعب التخصصات وتوسع ألوان العلوم والمعارف وقيام مجتمع المؤسسات فيجب أن يحذر أرباب المنابر من اقتحام مجالات لا يتقنونها خارج اختصاصهم وبرأيي فإن المنبر إذا أراد تحقيق غايته فعليه أن يبصر الناس بمنطق الشريعة وأن يكون الفرد مسلما سلوكا وعملا فالهوة بين النظرية في الإسلام وبين تطبيقه هي التي تغري أعداء هذا الدين بسلبه والانتقاص منه بفعل بعض أبنائه مع الأسف".
وكان الحفل الخطابي قد بدأ بآي من الذكر الحكيم ثم كلمة لمدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة عسير الدكتور عبدالله بن محمد الحميد أشار فيها إلى أن عقد اللقاء يأتي لإيضاح دور المنبر على اعتباره وسيلة إصلاح وتهذيب لا وسيلة تحريض وعنف، مؤكدا أنه تم توزيع حقائب دعوية على كافة المشاركين من الخطباء تشتمل على عدد من الكتب والأشرطة التي تعين الخطيب على أداء مهمته بعيدا عن التطرف والغلو وباتباع منهج أهل السنة والجامعة في إبلاغ الدعوة . ثم ألقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الأوقاف لشؤون الدعوة الدكتور توفيق السديري كلمة أشار خلالها إلى أن رعاية سمو أمير منطقة عسير لهذا الملتقى تجسيد واضح لاهتمام القيادة منذ تأسيس الدولة السعودية بأمور الدين الإسلامي والدعوة إلى الله بكافة الوسائل الممكنة داخل المملكة وخارجها.
وكان الملتقى قد بدأ فعالياته بمحاضرات للشيح الدكتور صالح بن غانم السدلان وأخرى للدكتور توفيق السديري وثالثة للشيخ عبدالمحسن العبيكان تناولت جميعها دور الخطيب والمنبر في تبصير الناس بأمور دينهم .
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006.../culture01.htm
