منذ طفولتي وانا أسمع وأرى الأسد في كل جانب من جوانب حياتي

فقد كان يلقبني والدي بـ " أبوغضنفر "

تزامن ذلك مع المسلسل الكرتوني الشهير " الليث الأبيض "

الذي جعلني مولعاً بتلك الشخصية البطوليه .

حتى قطعت على نفسي عهداً أن أصبح ذلك الأسد " ملك الغاب "

وأن أستحق اللقب ليس فخرياً وحسب بل فعلياً!!

الكل يناديني بـ " أبوغضنفر " أهلي , وأقاربي

لقد كنت فخوراً لان الجميع يراني كـ " أبوغضنفر " !!

وفي رحلتي إلى أوروبا الصيف الماضي للسياحة كان بالقرب من سكني خيمة كبيرة

تعج بالناس فذهبت اليها فاذا هي " سيرك " فقطعت التذكرة وجلست في المقعد الأمامي

لإنتظار العرض حتى جيء بأسود تزبد وتزأر وتمشي مشيتآ مامنا لايعرفها.

بغض النظر عن علاقتي بهذا الحيوان , مابالكم بي كعربي يرى أسد !!

الأسد الذي يحظى بمائة أسم في لغتنا لشرفه وهيبته , وكـ ملك للغاب

وبينما أنا بهذا الشعور , جاءت الأسود ترتج أرض الخيمة من مشيها

وهي مابين زمجرة وحشرجة , تكاد تخرج عضلاتها من شدة

الوطء , حتى ادخلت في القفص الكبير في وسط الخيمة.

كلنا درس معنى كلمة سياسة وهي من ساس يسوس سوسا وجاءت من سوس الدواب !!

فالموضوع سياسة فقط , لم يكن هناك تخدير ولاحتى عقاب مؤذي أذا لم يمتثل الاسد للأوامر.

وما إن أخذت الأسود مكانها من القفص حتى أطفئت الأنوار ونفخ بعض الدخان استعدادا لدخول

السائس , ودخل مع صوت موسيقى مدوي , يرتدي بزة ذات ذات ذيل وربطة عنق " الوردة "

هزيل البنية ليس بالطويل.

هنا بدت بي الدهشة والانبهار من الاسود التي فجعتني بهروبها وتجمعها في احد زوايا القفص

لدرجة ان كل اسد يحاول ان لايكون في جهة السائس " المعصلك "

ويتدافع الأسود فيما بينهم هربا منه!!

لست مبالغ عندما أقول أن ذراع أحد هذه الأسود هي بحجم السائس واقفآ !!

لكن " وأسفاه يابوغضنفر ".

وبعد أنتهاء التصفيق سل سوطه وضرب ضربة في الأرض قفزت منها الأسود

كـ " القرود " الى عتبات خصصت لتقف عليها وما إن وقفت حتى ضرب الضربة

الأخرى مع صوت موسيقى عالي فإذا بالاسود تتراقص !!

ياللانبهار الذي شعرتبه تلك اللحظة , نعم تتراقص , ومن لايؤدي أوامر هذا السائس من الاسود

هو بنظر السائس " متمرد " لأنه وبكل بساطة يقوم بتخسير السيرك !!

السيرك الذي يعلفه ويعالجه و و وإلخ ..

بؤسا لحال تلك الاسود وبؤسا لمن في مثل حالها ,,, كان يجب على أسلافها

من كانوا أحرار في الأدغال الموت قبل أن يصطادهم الصيادون ويصيروا

إلى هذا الحال , من ملك غابة الى مهرج!!

ويجب عليها الآن كسر القفص بكفوفها الضخمة لإستنشاق الحرية ولو للحظات!!

اترك لكم قياس صدمتي الأدبية على ماتشاؤون.

بـ قلمي / طلاس