آخر المشاركات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 21

العرض المتطور

  1. #1
    مهندس الكلمة

    salah غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    527

    مقدمة في نشوء الشعر العربي الحديث

    تحيّات طيّبات عليكم اخواتي اخواني في المنتدى
    سأحاول ان اتحدّث في اجزاء متسلسلة عن الشعر العربي المعاصر بمختلف تياراته واساليبه وأبنيته ورموزه ، واقصد بالشعر الحديث هو الشعر الذي انتفض على البحور الخليلية واوزان الشعر العربي الموروثة والتي قام الخليل بن احمد الفراهيدي بأستنباطها وحصرها مع تلميذه الأخفش النحوي في ستة عشر بحرا كالطويل والمديد والرجز والبسيط والوافر والكامل والمتقارب والخبب و المتدارك ....,

    يُؤرخ عادة للشعر الحديث مع اول قصيدة للشاعر العراقي بدر شاكر السياب في عام 1946 وهو في العشرين من عمره , وكان في حينها يدرس الأدب الأنكليزي في دار المعلمين العالية ببغداد ، وتجدر الأشارة الى انّ هناك شاعرة تنازعت مع السياب ريادة الشعر وكتابة اول قصيدة لا تخضع للبحور الخليلية واسمها ( نازك الملائكة ) , و مازال النزاع قائما بين النقاد بعد موت السياب في عام 1964 وهو في اوج شبابه وامتناع نازك عن الحديث منذ زمن طويل حول الرائد الأول للشعر العربي الحديث ،
    ولابدّ من انكم لاحظتم ان التحوّل حدث بعد عام واحد من الحرب العالمية الثانية والتي انتهت في عام 1945 , فالحرب كان لها تأثيرها الكبير ليس على اوربا وحسب ، بل وعلى العالم برمّته لأنه خضع الى نظم حكم مختلفة افرزتها النزاعات بين دول الأستعمار القديم والأستعمار الجديد .

    فجأة احسّ العالم بالفوضى تعصف بكلّ شيء وفقدت اوربا اكثر من خمسين مليونا من شبابها
    وانقسمت على نفسها في معسكرين متنازعين , وكان نصيب الثقافة من هذه الفوضى والألم الروحي وافرا , اذ لم ينجو جزء كبير من مثقّفيها بالأنخراط قسرا او طواعية في الحروب , فتركت بذلك الحرب تأثيرا كبيرا على الأدب المكتوب اثناءها وبعدها , وانسحبت هذه التاثيرات على الأدب والفكر العربيين من خلال طائفة واسعة من الترجمات التي حاولت ان تلمس الواقع المرّ وابعاد التجربة الأنسانية , لأن الثقافة واحدة في جوهرها وان تعدّدت اوطانها .
    في هذه الأثناء تعرّف مجموعة من مثقّفي العراق على نماذج متنوعة من الشعر الأنجليزي واساليبه وابنيته وخصوصا في شعر توماس اليوت صاحب اشهر قصيدة تناولت الخواء الروحي الذي استشرى في الغرب بعد الحرب العالمية الأولى وهي قصيدة ( الأرض الخراب ) والشاعر جيل اودن والشاعرة اديث ستويل والشاعر الأمريكي روبرت فروست وكذلك والت ويتمان صاحب اهم مجموعة في تاريخ الشعر الأمريكي وهي ( اوراق العشب ) .
    تركت هذه النماذج الشعرية تأثيرا عميقا في نفوس الشعراء الشباب وجعلتهم ينفتحون على افق فني ورهان شكلي لم يعهدوه او يتعرّفوا عليه من قبل , ساعدها في التبلور الوضع المأزوم الذي كان يعيشه الشارع العربي ومحاولة انتمائه الى البيئة التي خرج منها اولا والى الشعرية العالمية ثانيا , لأن الشعراء وان تحدّروا من ثقافات مختلفة فهم ينتمون بالضرورة الى قبيلة واحدة ، الا وهي قبيلة الشعر .
    وهكذا كتب الشاعر العراقي بدر شاكر السياب او الشاعرة العراقية نازك الملائكة اول قصيدة حرة في تاريخ الشعر العربي خالية من الأوزان والقوالب الشعرية الموروثة ، ومن ثمّ كتب زميلهم في دار المعلمين العالية عبد الوهاب البياتي قصيدة حرّة جديدة .
    وبعدها انتقل هذا النموذج الشعري الجديد من العراق بأتجاه مصر فكتب به مجموعة من الشعراء المصريين كالشاعر صلاح عبد الصبور والشاعر احمد عبد المعطي حجازي ، وبعد سنوات قليلة انتقلت القصيدة الحرّة لتصل الى اغلب بلدان الوطن العربي وصارت كتابتها امرا مألوفا بين شعرائها ولم تعد تجد اعداء لها بعد ان كانت قد كابدت في بداية ظهورها هجومات لاذعة ومحاولات كثيرة للأقصاء والتهميش .

    اخواتي واخواني اكتفي بهذا القدر من سرد السيرة التاريخية للقصيدة الحرّة ، لكي يكون للمهتمين والمعنيين منكم فرصة التعرّف على هذا النموذج الشعري الجديد ، وسأحاول في المرّة القادمة ان ابيّن لكم معنى مصطلح ( القصيدة الحرّة ) ثمّ اكتب لكم مختارات شعرية لأهم رموزها

    مع خالص مودّتي لكم جميعا

  2. #2
    الصورة الرمزية رفحاوي

    كاتب مؤسس


    رفحاوي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    الدولة
    بفضاء سيرة ابي (رحمه الله) العطرة
    المشاركات
    20,263
    اخي / صلاح

    مشكور على السرد التاريخي ... ولكن لا افرق حقيقة بين الشعر الحديث والشعر الحداثي هل هما نفس الشي ... ثانيا اتمنى منك تحليل مذهب الشعراء امثال السياب ونازك وقيامهم بتقليد الغرب وامل ان يكون التحليل بمنظور اسلامي.

    دمت لاخيك رفحاوي

  3. #3
    مهندس الكلمة

    salah غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    527
    اخي الطيّب رفحاوي ..مودّة صافية
    اشكرك على وقوفك لمطالعة المادة وتعقيبك عليها
    .. لا فرق بين مصطلحي ( حديث و حداثي ) فكلاهما من ذات الجذر اللغوي ( حدث ) وهو اوّل النشأة , كما في قولنا ( كتب المتنبي قصائد جمة وهو ما زال بعد حدثا ) اي صغير السنّ .

    والحديث يختلف عن الجديد , لأنّ الجديد لا يمكث في جدّته , فأن كان جديدا اليوم فهو ليس كذلك في الغد , اما الحديث فهو الذي يمتلك شرط الحداثة ابدا , فيومه مثل غده ,

    اما فيما يتعلّق بتأثير شعراء الغرب على شاعرينا , فأنت تعرف ان الثقافة امر تشترك فيه كل الحضارات وتأخذ من بعضها البعض , وكما لا يخفى على احد ان جزءا كبيرا من علوم ومعارف الغرب التي كانت وراء نهضته في العصور الوسطى انما جاءت بعد ان تمّ لهم التعرّف على الأرث الأسلامي والأستفادة منه على نحو عظيم .
    الم يكن ابن الهيثم رائد البصريات والمساقط..
    الم يكن الخوارزمي رائد الجبر والمقابلة ..
    الم يكن ابن شاكر وابناءه والأيجي والبيروني رواد علم الفلك ..
    الم يكن ابن ماجد ( اسد البحار ) اول من اكتشف رأس الرجاء الصالح ..
    الم يكن العرب اول من حفظ تراث الأغريق القدامى في شروح ايقظت العقل الغربي من سباته الذي استمرّ قرونا طويلة ..
    والقائمة تّتسع مع مؤلفات ابن سينا وابن ابي اصيبعة وابن حيان وسواهم من العلماء الأعلام والتي تركت تأثيرا طاغيا في الغرب ..

    هذا هو الأمر مع البعد الثقافي في التراث الأنساني , وها نحن ايضا نستخدم الكمبيوتر ونركب السيارة ونستخدم شتى الأجهزة .. من الهاتف والتلفاز الى الثلاجة والسخان , وهي مكتسبات حضارية شأنها شأن اللقاحات المضادة للأمراض والأدوية التي من ترفع حيف الألم عن الأنسانية ..

    فكل هذه الأشياء هي ارث مشترك لا يمكن لأحد ان ينسبه لنفسه لأنه جاء نتيجة للتراكم الحضاري والمعرفي لمختلف اقوام البسيطة ,,
    وبالنسبة للسياب ونازك فأن القوالب التي كتبا عليها نصوصهما الشعرية , هي ذات القوالب الخليلية الموروثة منذ مايقرب من العشرين قرنا , هي عمر الشعر العربي منذ نشأته الأولى ,
    واللغة التي استخدماها هي لغة عربية خالصة بأبنيتها المختلفة , من استعارات وتشبيهات ومحسنات لغوية وبلاغية ,
    ولأبأس في معرفة مايكتب شعراء اللغات والثقافات الأخرى اذا كان من شأن هذا ان يرتفع بخيالهم وطريقة استخدامهم للغة الشعرية ,

    مع خالص مودّتي

    صلاح

  4. #4
    مشرف

    همّام غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    المشاركات
    8,012
    استاذنا صلاح
    لك الشكر على هذه المواضيع المفيدة
    ونتمنى تثبيتها في هذا المنتدى من الأخوة المشرفين فيه

  5. #5
    الصورة الرمزية الحلوه أم قصه
    عضو متميز جدا

    الحلوه أم قصه غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2002
    الدولة
    حبيبة قلبي الدمام
    المشاركات
    1,483

    Thumbs up السلام

    يا هلا فيك أخوي صلاح
    مشكور على المقدمه المفيده هذي وانا اطمع بالمزيد من المعلومات
    تحياتي لك

    الحلوه أم قصه

  6. #6
    مهندس الكلمة

    salah غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    527
    اخي العزيز الأستاذ همام
    شكرا لك على تعقيبك وحرصك الجميل ,
    واشكرك ايضا وايضا على طلب تثبيتها
    .. وتأكد يا اخي الطيب من انني لن اتردّد في بذل ما اقدر عليه من جهد لما فيه النفع والفائدة لأخوتي في المنتدى

    دمت لأخيك صلاح

  7. #7
    مهندس الكلمة

    salah غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    527
    اهلا بك يا اختي العزيزة الحلوة ام قصّة
    منذ زمن ليس بالقليل وانت متغيّبة عن المنتدى
    اتمنى ان تكوني واسرتك على خير ما يرام
    .. سأفعل ما بوسعي يا اختي الغالية , وكما نقول في العراق ( بيك خير وتدللي )
    سأنشر بعد قليل بحثا حول الفروقات الجوهرية بين النموذجين الشعريين ( العمودي والحر ) واتمنى ان تجدي فيه بعض الفائدة , ولا تتردّدي في السؤال عن اي من المعلومات التي تجدين صعوبة سواء في طرحها او فهمها

    مودّة اخيك الكبير صلاح

  8. #8
    الصورة الرمزية رفحاوي

    كاتب مؤسس


    رفحاوي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    الدولة
    بفضاء سيرة ابي (رحمه الله) العطرة
    المشاركات
    20,263
    الاخ / صلاح مودة خالصة لك

    مشكور على التحليل الطويل لكن لم تجاوب على طلبي وهو التحليل بمنظور اسلامي !!!

    دمت لاخيك رفحاوي

  9. #9
    مهندس الكلمة

    salah غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    527

    مقدمة حول الشعر العربي الحديث 2

    تحيّات طيّبات عليكم جميعا اخواتي واخواني في المنتدى
    ابدأ بتدوين قسم آخر اتناول فيه معنى مصطلح الشعر الحر ومتى نشأ وما هي البدائل التي اقترحها النقاد من اجل رفع اللّبس المفاهيمي الذي رافق المصطلح ..
    الشعر الحر .. مصطلح اطلقته للمرّة الأولى الشاعرة نازك الملائكة في مقدّمة كتابها ( شظايا و رماد ) الذي صدر في عام 1949 ، وفي الحقيقة فأن شاعرتنا لم تكن مستقرّة على التسمية ، اذ انها كانت تكتب احيانا ( الشعر المعاصر ) للدلالة عليه .
    اما السياب الذي سبقها في كتابة اول قصيدة لا تخضع في بنائها الشكلي والفني للنظام العروضي الموروث ، فأنه لم يكن يميل الى التنظير واطلاق التسميات على الأشكال الشعرية الجديدة .

    ما تقصده نازك الملائكة بمفهوم الشعر الحر هو انطلاقه من مبدأ اعتبار الشطر الواحد بيتا شعريا مكتملا وقائما بنفسه دون ان يحتاج الى شطر ثان لنتمكّن من تسميته ( بيتا ) كما هو الحال مع الشعر العمودي ، فالبيت في الشعر العمودي يكتسب تسميته من اشتماله على صدر وعجز ، تكون تفعيلاتهما متساوية .. مثلا لو اخذنا بيتا للمتنبي وقمنا بتقطيعه عروضيّا :

    احبّك يا شمس الزمان وبدره ............ وانْ لامني فيك السّها والفراقد

    هذا البيت من بحر الطويل وتفعيلاته متساوية في كلا الشطرين وهي :

    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ............ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

    ( وبوسعي ان أشرح لمن يجد صعوبة في فهم علم العروض ، وعملية تقطيع الأبيات لأرجاعها الى بحورها ).. ما اعنيه ان في الشعر الحر يمكننا ان نعتبر الشطر الذي يشتمل على تفعيلة واحدة او بعض تفعيلة بيتا كاملا يوازي البيت العمودي المتكوّن من شطرين بتفعيلات كاملة .. فمثلا من ابيات في قصيدة ( الأسلحة والأطفال ) للسياب نجد ان هناك اختلافا واضحا في عدد التفعيلات :

    عصافيرُ ام صبية تمرح
    فعولن فعولن فعولن فعل

    ام الماء من صخرة ينضح
    فعولن فعولن فعولن فعل

    فيخضلّ عشب وتندى زهور
    فعولن فعولن فعولن فعولن

    زهور ونور
    فعولن فعولن
    وتفاحة مزهرة
    فعولن فعولن فعل

    (مجموعة انشودة المطر الموجودة ضمنا في المجموعة الكاملة الصادرة عن دار العودة / ص 567 ) .. هنا سنجد ان عدد التفعيلات تختلف من بيت الى آخر دون ان نسمّي هذا الأمر خطأ عروضيا .

    هذا هو الأختلاف الجوهري بين النموذجين الشعريين ، وكما ان الشعر العمودي ذاته خضع للتطوير واستحداث بحور جديدة وآفاق اوسع في البنى الفنيّة للقصيدة كالموشّح والدوبيت والكان كان والقوما و المنوليا.. وهذه كلّها لم تكن موجودة على ايام الفراهيدي وانما استُحدثت لتكون قادرة على مواكبة واقع المجتمعات العربية في تغيّرها وتبدّلها واتّساعها وانفتاحها على ثقافات جديدة وافدة ،
    حدث ذات الأمر مع الشعر الحر ففي البدء كانت القصيدة الحرّة تُنظم على البحور ذات التفعيلات المتشابهة كالمتقارب والرجز والكامل والمتدارك والخبب .. اخذ الشعراء لاحقا ينظمون قصائدهم على البحور ذات التفعيلات والوحدات الوزنية المختلفة كالطويل والبسيط ,
    كما في قصيدة لمحمود درويش :
    اكلّما
    خمشت عصفورة افقا
    مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن

    فهذا الوزن هو للبحر البسيط , اي ذات الوزن الذي نظم عليه المتنبي قصيدته الخالدة في سيف الدولة :

    الخيل والليل والبيداء تعرفني ............. والسيف والرمح والقرطاس والقلم
    مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن ............. مستفعلن فعلن مستفعـــــلن فعلن

    وبعد حوالي عقدين من الزمن على نشوء الشعر الحر تمّ احداث واضافة اول توسعة جوهرية في شكله الفني الا وهي ( التدوير ) من خلال شاعر عراقي شاب اسمه ( حسب الشيخ جعفر ) وذلك في النصف الثاني من عقد الستينات .. حوالي عام 1968 .
    والتدوير هو ان نقوم بتدوير التفعيلات بحيث نلغي فكرة البيت الشعري المتكون من تفعيلة واحدة او اثنتين او اكثر لترتفع فكرة القصيدة الشاملة التامة على حساب البيت الشعري التام , فالقصيدة المدوّرة تتكوّن من تفعيلات متصلة لا تنقطع من اولها الى آخرها , ومثالا على ذلك قصيدة للشاعر عبد الوهاب البياتي الذي توفي في عام 1999 في دمشق وهو يحلم بمتر مربع واحد في عراقه ليضمّ جسده بعد موته :

    ارسم صورتها فوق الثلج , فيشتعل اللون الأخضر في عينيها
    والعسلي الداكن , يدنو فمها الكرزيّ الدافـــــيء من وجـــــهي
    تلتحـــــم الأيــــــدي بعنـــاق ابدي ، لكنّ يدا تمتــــــدّ فتمسح
    صورتها , تاركة فوق اللون المقتول بصيصا من نور لنـــهار
    مات...

    كان هذا النصّ منظوما على بحر الخبب وتفعيلته هي ( فعلن ) , ولكننا رأينا معا ان الشاعر لاينتهي من الكتابة حتى تكتمل الفكرة , ويقوم لأجل ذلك بتدويرها على امتداد النص ..

    سأكتفي بهذا القدر تاركا الحديث في المرة القادمة عن الرهانات الفنية التي فتحت الباب على تجريب فضاء شكليّ جديد في الشعرية العربية المعاصرة وهو قصيدة النثر ,,

    مع خالص مودّتي للجميع

  10. #10
    عضو متميز جدا

    الأصيله غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    المشاركات
    509
    مشكور استاذ صلاح

    ونحن نستفيد كثير من كتاباتك لدرجه اني محتفظه بملف خاص للمواضيع المفيده التي تطرحها هنا

  11. #11
    الصورة الرمزية رفحاوي

    كاتب مؤسس


    رفحاوي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    الدولة
    بفضاء سيرة ابي (رحمه الله) العطرة
    المشاركات
    20,263
    يا صلاح يا ليت تتكرم وتتجاوب على سؤالي ... واسمح لي اطلب منك طلب وهو انك تكتب بلغة سهلة كي نستفيد من مواضيعك .

  12. #12
    مهندس الكلمة

    salah غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    527
    اختي العزيزة الأصيلة سلام عليك طبت ...
    اهلا بعودتك الميمونة .. منذ مدّة ونحن نفتقد الى مشاركاتك الجميلة , اشكرك كثيرا يا اختي الطيبة على تعقيبك وتقريظك , وكم اشعر بالأمتنان لكلماتك العذبة , يشرّفني ان ما اكتبه يقع موقعا حسنا في نفسك ..
    دمت لأخيك صلاح
    التعديل الأخير تم بواسطة salah ; 29 Apr 2003 الساعة 01:10 PM

  13. #13
    مهندس الكلمة

    salah غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    527
    اهلا بك ثانية يا اخي العزيز رفحاوي
    اظنّني قد اجبتك على سوألك في المرة السابقة ,,
    فلقد اجبتك عن الفرق بين الحديث والحداثي , وكذلك حاولت الأبانة عن مذاهب شعراء التفعيلة او ما يسمّى بالشعر الحر , وعملية التأثير والتأثر واكّدت لك ان الحضارات تأخذ من بعضها البعض ولتأكيد هذا الأمر حاولت ان اسرد بعجالة شديدة مدى تأثير الحضارة العربية والأسلامية على الغرب خلال فترة القرون الوسطى وكيف انها كانت دافعا لنهضة الغرب , وبالنسبة للشعر ابنتُ لك ان الشكل لم يكن غربيّا خالصا وان مرجعياته اللغوية تتحرّك في فضاء اللغة العربية الشريفة وآدابها , وسؤالك عن تعليل هذه الظاهرة , فهي مما يختلف فيه النقاد بين محافظين ومجددين , واما رأيي الخاص فقلت لك لابأس من محاولة الأستفادة من بعض القوالب الفنية التي تأتي من حضارات اخرى اذا كان من شأنها ان ترتقي وترتفع بخيال الشاعر لأن الشعر اذا خلا من الخيال سقط افخر مافيه على رأي ابن طباطبا العباسي في كتابه معيار الشعر ,
    فها انت يا اخي رفحاوي تستعمل الكمبيوتر كما يستعمله الغربي وتركب السيارة كما يركبها وربما انت وهو تستعملان ذات الماركة , فما تعدّ هذا من منظور اسلامي ؟؟
    انا اخبرتك في المرة السابقة انّ كل المكتسبات الحضارية الأنسانية هي ارث مشترك بين الجميع لأنها في جوهرها كانت نتيجة لتراكمات معرفية وعلمية افرزها العقل الأنساني على مدى قرون من الجهود المشتركة ..
    اما ما تجده من صعوبة في لغتي , فربما انت تعني الجزء الثاني من البحث لأنه كان في في صلب علم العروض وهو من العلوم الصعبة التي تحتاج الى جهد كبير ليُسْلس قياده الى الدارسين .
    اما اذا كنت تعني ان لغتي صعبة في كل ما اكتب , فهذا ما لا استطيع تغييره بين ليلة وضحاها , فلقد اعتدت على هذا الأسلوب منذ ما يربو على العشرين عاما , لذا اعتذر اليك اعتذارا يليق بالجهد الذي تبذله اثناء مطالعتك لما اكتب من مواد ..
    ثانية احيّيك يا اخي الكريم
    اخوك صلاح

  14. #14
    مهندس الكلمة

    salah غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    527
    تحيات طيّبات عليكم جميعا
    .. سألني احد الشعراء والمهتمين اسئلة كانت في جوهر العملية الشعرية ولقد اجبته عليها ,
    وسأثبت لكم سؤاله الجميل وجوابي عليه , عسى ان يجد من يواصل النقاش بصدده .

    (
    عرضك شيق يدل على مرجعية كبيرة في الأدب العربي

    أستاذي الفاضل :

    دعني أقول مداخلتي قبل أن تنتهي من طرحك علَّ و عسى أن أجعلك تكتب أكثر ! و في هذا الفائدة المرجوة من وجودِ أمثالكَ هنا ..

    في البدء ..
    لمن الريادة ؟
    السياب أم الملائكة ؟

    سواءً هل كتبت " هل كان حباً " للسياب أم " الكوليرا" للملائكة قبل بعضهما !

    سيدي ..
    هناك معلومة محيرة

    كتب المسرحي علي أحمد با كثير عام 1921 م مسرحية " اخناتون و نفرتيتي " و كتبها على طريقة شعر التفعيلة !
    أي قبل (التجارب العراقية) بما يقارب 25 عام ! بالرغم أن في حينها كان يسمى هذا الشعر .. بالشعر المرسل !


    حسناً هذه واحدة !

    في ديوان نزار قباني " قالت لي السمراء " عام 1944م كانت هناك قصيدة مكتوبة على طريقة التفعيلة .. أعتقد أن اسمها " المحال " أو ربما غير ذلك .. فالألوان بدأت تبهت في الذاكرة !


    إذن لمن الريادة ؟

    مداخلة أخرى :
    قلتَ في عرضكَ التأريخي .. أن نازك و السياب خرجا عن الشكل الخليلي !
    ربما هذه فكرة عامة .. لكني أرى _ و لستُ خير راءٍ _ أنهما ما خرجا من البحور الخليلية إنما قاموا بدمجها و تكرار تفعيلة البيت الواحد حتى أصبح " شعر التفعيلة " .. أي أن مسألة الوزن ما زالت عالقة بذاكرة الشاعر العربي ! إلى حينٍ قريب !!!!


    شكراً لكَ سيدي ..
    جميلٌ هو طرحك .. )

    ..................................

    فكان جوابي :

    اخي العزيز
    كلّما حاولت الردّ , وجدت ما يشغلني عنه , بيد اني توفّرت الآن على الوقت..
    اشكرك على اضافتك الرائعة , والتي كانت بلا ادنى ريب توسيع للموضوع وتغليظ لخطوطه , واظنّك من بعض هذا الهمّ الشعري ..

    فيما يتعلّق بالريادة , فهي مما كثُر الحديث عنه دون ان يقفوا على الرائد الأول , وليس في وسعنا اعتبار علي احمد باكثير رائدا لهذا الشكل الشعري , رغم انه كتب النصّ بتشطير فعولي قصير في مطلع الأربعينات لا العشرينات كما قرأت ذات مرّة , ونازعه على ذلك لويس عوض الذي كتب هو الأخر نصّا يمكننا اعتباره سلفا لقصيدة التفعيلة الحالية .

    اما الشعر المرسل فلقد اطلقه للمرة الأولى الشاعر العراقي ( الزهاوي ) في محاضرة القاها سنة 1922 ونُشرت في ديوانه ( الأوشال ) الذي طُبع في القاهرة عام 1924 , ولتأكيد دعواه نشر قصيدة من 26 بيتا وقال في صددها ( على الشاعر ان يحافظ في قصيدته على البحر سواء اكان من بحور الشعر القديمة ام الجديدة وان ينتقل بعد كل بضعة ابيات الى روي جديد , فأن القصيدة لا تخلو من مطالب مختلفة مع مناسبة بعضها ) وسأثبت لك ولأخواني بعضا من الأبيات المرسلة للزهاوي , وهي منظومة على بحر واحد وهو بحر الطويل , ولكنها بقواف مختلفة :

    لموت الفتى خير له من معيشة ......... يكون بها عبئا على الناس

    يعيش رخيّ العيش عشْر من الورى ...... وتسعة اعشار الأنام مناكيد

    وهذه هي المرّة الأولى التي تُطلق تسمية الشعر المرسل على الشكل الذي يتبنّى مقاييس العروض الموروثة ولكنّه يتخلّى في شرط بنائه عن القافية , ولقد اجابه رفائيل بطي والرصافي وآخرين في محور شهير بمجلة الحرية البغدادية في عام 1923 ,

    لا يمكن لأحد ان يعتبر علي احمد باكثير او لويس عوض من روّاد شعر التفعيلة لأسباب عديدة , لعلّ من اهمّها :

    1 ـ عدم تبنّيهما الشكل الجديد في كتابات لاحقة
    2 ـ عدم دخولهما مجال التنظير النقدي لتفعيله
    3 ـ فشلهما في تكريسه في الذائقة العامة

    واظنّك تعلم انّ ابا العلاء المعري , كتب في ( الفصول والغايات ) ابياتا ينتقل فيها من بحر الى آخر وبتشطير فعولي قصير مع محافظته على القافية التي تأتي كتصريع للأبيات :

    ما فعل ابنا قيلة
    وبنو بقيلة
    والرائحة والعازبة
    وكسرى والمرازبة

    وهنا ايضا لايمكننا اعتباره رائدا لمعرفتنا بولع ابي العلاء بالغريب من الألفاظ او التجريب الشكلي الذي قاده لاحقا الى ان يكتب ( لزوم ما لا يلزم )

    واما نزار قباني , فلم يشر بنفسه الى ذلك ابدا ولا حتى في محور مجلة الآداب حول الشعر العربي المعاصر وآفاقه المستقبلية عام 1953 , ولا حتى الدكتور منير العجلاني الذي كتب مقدمة مجموعة قالت لي السمراء في عام 1944 , بسبب انّ القصيدة عمودية في بنائها , ولكنّها حديثة في طريقة تقطيعها وتدوينها ,

    وفيما يتعلّق بالسياب ونازك وايّهما سبق صاحبه الى الريادة ,
    فأعتقد ان حظوظ السياب اوفر في ذلك لأن نازكا كتبت قصيدتها الكوليرا ( حسب روايتها ) في يوم 27 _ 10 _ 1947 , وارسلتها الى بيروت ونشرتها مجلة العروبة في اوّل كانون الأول من عام 1947 وبعد اسبوعين من هذا التاريخ صدر في بغداد ديوان بدر شاكر السياب ( ازهار ذابلة ) واشتمل على قصيدة ( هل كان حبا ) ولقد علّق السياب على القصيدة في الحاشية بقوله ( انها من الشعر المختلف الأوزان والقوافي ) , ومن الجدير بالذكر ان السياب كان قد ارّخ القصيدة في 29 _ 11 _ 1946, وان الديوان مكث اشهرا عديدة في القاهرة بأنتظار ان يُطبع , وهناك من اكّد هذا الأمر ,
    ومن هنا يكون السياب اسبق من نازك بحوالي العام في نظم اوّل قصيدة لا تخضع للتشطير الخليلي الموروث ..

    وكما نعرف جميعا , ان ما فعله السياب او نازك , انهما دافعا عن هذا النموذج دفاعا مريرا ضد محاولات اقصائه من الذاكرة , فأستحقّا بذلك لقد ( روّاد شعر التفعيلة )

    ثانية احيّيك , واعتذر عن الأطالة , لأن الأسئلة كانت في جوهر العملية الشعرية
    ولقد حاولت ما وسعني الجهد للأجابة بأيجاز ..

  15. #15
    اخي صلاح..

    أحب ان اشكرك على هذه السيرة الذاتيه للشعر الحديث أو الحداثي او الحر..
    مجهودا ًرائع بذلته اخي صلاح..



    مواطـــن

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك