التربية أولا ..

[ثاني التومي]

تحلقوا حول النار.. ففي برودة الجو تزدان جلسة النار
ومن خلفهم ذلك الجبل الرملي الشامخ الهائل كأنه يقف حارسا على رؤوسهم
كانت جلستهم كجلسة أي طلاب مدرسة
حديثهم معهود ومعروف : الأساتذة وما أدراك مالأساتذة
يتكلمون عنهم معلم معلم من أول ابتدائي وحتى لحظتهم الحالية ثالث ثانوي
حتى تظن أنهم في محكمة ويريدون أن يصدروا حكما ..

كان محمد هو أصغرنا وكان واقفا يناولنا الحليب
الجميع سكت في هذه اللحظة ينتظرون الحليب
وعندما مد محمد آخر كوب قال
والأستاذ ( سين ) مارأيكم فيه ..!!؟

الأول : أوييييييييييييييلي ..رجل متكبر
الثاني : ههههههههههههههه يموت بقلم الرصاص
وبدؤوا يكيلون له التهم والشتائم
كأنهم علموا كل خفاياه وكل شؤونة
صدقوني لو أن امرأته سمعت الكلام لربما طلبت الطلاق منه ..

كان سعيد صامتا على غير العادة
فقد كان قبل أن ينطقوا باسم المعلم يبدأ بالجزر والتقطيع
فلايجعل شاردة ولا واردة في معلم حتى يحظرها
وإن لم يجد لم يتورع عن إحضار ماليس صحيحا


قلت : سعيد ماسر هذا السكوت ..!!؟
قال : إن للأستاذ ( سين ) معي قصة
عجيبة لو قلتها لكم لم تتوقعوها تصدر منه أبدا
اسمعوا اسمعوا وحتما سيتغير رأيكم ...

شرب قليلا من الحليب ثم سعل وقال :
في يوم من الأيام خرجت إلى المدرسة وقد ارتديت شماغي
وكانت بعض خيوط الشماغ مقطوعة ولم أنتبه لها
أو انتبهت لها لكن لم أعطيها اهتمام لأنه هو الشماغ الوحيد الذي أملكه
دخلت المدرسة وقرع الجرس واصطففنا في الطابور الصباحي
كما يصطف العساكر
وكان المعلم ( سين ) يدور على الطلاب من وسط الطوابير
يتخللهم كما يتتخلل الضابط الجنود
فرأى شماغي ورأى الخيوط المنقطعة ..
سين : مااسمك ..؟
سعيد : سعيد الــ
سين : أين أبوك ..؟
سعيد : والدي متوفي
الأستاذ : رحمه الله , في أي فصل أنت ..؟
سعيد : ثاني متوسط أ
ثم انصرف من عندي من دون أي كلام
وقد أخذني العجب من هذا المعلم وماذا يريد..؟
ولماذا اختارني أنا وحدي من بين الطلاب ..؟
خصوصا وأنه لا يدرسني..؟
لكني لم أبالي كثيرا فيه بل نسيته منذ أن اختفى عن نظري

ذهبنا إلى الفصل
وفي الحصة الثانية قـُـرع الباب فدخل المعلم ( سين )
وقال لأستاذنا : أريد سعيد ..
زاد التسائل في داخلي وهاج
والعجب طرح علي أجنحته
ماذا يريد مني ..!!؟
وأخذت أتبعه لا أعلم إلى أين يذهب
تبعته حتى خرج من المدرسة فترددت هل أخرج أم لا ..؟
ربما هذا الملعم يريد بي شرا ..
ولكن أنا ..!!!؟ مستحيل لم يدرسني ولم أتلفظ عليه أبدا
ترددت هل أخرج ..؟
ثم جائني هاجس الشجاعة يقول أنت رجل هيا اخرج لاتتردد..
فلما قدمت رجلي للخروج سحبتها بسرعة
وترددت مرة أخرى فالتفت إلى باب المدير ثم تسائلت هل أذهب إليه وأخبره ..؟
وسلك بي الظن السيء كل الطرق حتى الطرق المكسرة
فسمعت المعلم يناديني فخرجت بسرعة وقلبي يكاد يكسر ضلوعي
تبعت الأستاذ حتى وصلنا سيارته ففتح بابها
ثم أخرج كيسا أبيض لايرى مافي داخله ..

ثم مد سعيد كوبه إلى محمد : اسكب لي قليلا من الحليب نصف الكوب فقط
وعدّل من جلسته وغطى مابدا من جسمه جيدا ببطانية كانت على ظهره
ثم أكمل : ناولني الأستاذ الكيس
وقال : خذ هذا الشماغ وألبسه بدلا من شماغك
واعتبرني مثل أبيك إن أردت شيئا فلاتتردد..

وبعد هذا ياسادة تريدونني أن أتكلم فيه ..!!؟

قلنا : لا والله هذا هو المعلم المربي حقا ...

[ريانه]

لاجديد .. ابن الغابه قرين الابداع والمتعه


ويامساء الخيرر

[نوء المرزم]

بغض النظر عن كونها غيبة ___________ حسيت اني بجيب العيد

اقول كل اناء بما فيه ينضح وللاسف الشديد عندما يتكلم هؤلاء فهم يجدون من يسمعون لهم
لكن فعلا هناك اختلاف بين مدرس اليوم ومدرس الامس من ناحية الاخلاص والمبادئ والاخلاقيات وشي من التضحية لكن الاختلاف هذا والشهادة لله لا تجده عند اخواتنا المدرسات فهن يعطين اكثر مما يأخذن ولن يصدق كلامي هذا الا من كانت اخته او زوجته مدرسة

دعهم يابن الغابة فهو كلام ليل يمحوه النهار وهموم يطحنونها على رأسك
بار الله فيك ونفع بك

[بعيد المسافات]

بجد مبدع اتمنى لك المزيد من التوفيق لا يختلف اثنان ان المعلم له دور مهم جدآ في التربية بدليل (ان وزارة المعارف تم استبدالها بمسمى وزارة التربية والتعليم فضلوا التربية قبل التعليم )
شكرآ لك ولك مني اجمل التحايا

[عروووبة]

اكثر مايدخل الناس الجنة
حسن الخلق

وابتسامتك قد تأسر الغير
فكيف بكرم الاخلاق
.
.
أبداعك لايختلف عليه اثنان
ربي يبارك فيك ويوفقك

[ابومحمدالزوبعي]

مبدع أخي ابن الغابة كعادتك هناك خطأ شائع بين المربين وهو التربية بالعنف أحيناً المدرسين يتمازحون ويضحكون واذا دخل عليهم أحد الطلاب أخفوا ابتساماتهم وانقلبوا وكأنهم في مجلس عزاء !!!!!!!!!!!
لماذا لايجربون التربية بالحب والعطف كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم

[ثاني التومي]

ريانة

شكرا لك ولإطرائك الذي لا أستحقه

موبايلي (بالإنجليزي )

بارك الله فيهن فعلا يجتهدن اجتهاد طيب
شكرا لك سيدي

بعيد المسافات

شكرا لك وكلام رائع جدا
ونتمنى التطبيق مع التغيير

عروبة

إنما الأمم الأخلاق مابقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
شكرا لك

أبومحد الزوبعي

دائما العنف لايفيد أو بالأصح غالبا
عندما تقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تتعجب من
حلمه وصبره وتربيته بدون عنف
شكرا لك

[اسباني]

اشكرك على هذا المقال الرائع او الموضوع الجميل وننتظر ابداع قلمك لاحقاً

[همّام]

موضوع جميل من شخص تعودنا منه الابداع
.
.
هناك أشخاص نظن بهم السوء
ولكن في دواخلهم رحمه وعطف وكرم لا نتوقعه منهم
ولا يعرف حقيقتهم إلا قليل
وللأسف أصبح ما نسميه بالهياط سمه في بعض المجتمعات
كلها بسبب أننا نبخس الرجل الصامت حقه ونريد أن يظهر لنا بعض أعماله وكأننا مسؤولون عن تقييمه
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من تصدق بصدقه فلا تعلم شماله ما أنفقت يمينه

أيضا لا نبخس سعيد حقه
فقد أحسن لمن أحسن إليه
وهذه من المروءة