بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
من سامي بن صالح الواكد إلى أخي السائل عما يسمى بالنكت و خاصة إذا كانت مشتلمة على كلام بذيء؟
الجواب:
النكت عند أهل العلم تطلق على الفوائد المهمة.... فالنكتة هي الفائدة ومنها كتاب الحافظ ابن حجر النكت على مقدمة أبي عمرو بن الصلاح الشهرزوري في مصطلح الحديث....وهذه المقدمة من أفضل ما ألف في مصطلح الحديث .. وكتاب النكت لابن حجر من أفضل ما ألف في التعليق عليها....
أما الناس اليوم فيطلقون النكت على الطرائف جمع طرفة وهو اﻷمر الذي يستدعي الضحك من قول أو تصرف أو فعل.... وتسمية الطرائف نكت هذا من الخطأ وتسمية اﻷشياء بغير اسمها...كمن يقول عن شرب الدخان الخبيث أعمر...وحقيقة اﻷمر أنه يحرق جسده وماله...
أما حكم هذه الطرائف شرعا فهي تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول:
طرائف حق واقعة لشخص فيرويها أو تروى عنه من دون أن يترتب عليها باطل من غيبة أو نميمة أو غيرهما .....
فهذه لا بأس بها ولا حرج فيها ... لقول النبي صلى الله عليه وسلم إني ﻷمزح ولا أقول إلا حقا...
ومقصوده أنه يمزح ولا يحرم المزح ولكن مزحه حق لا كذب ولا باطل فيه بأي وجه من الوجوه...
فإن كان مزحك أيها المسلم من هذا الباب فلا ضير عليك ﻷنك متأس بنبي الهدى صلى الله عليه وسلم....
القسم الثاني:
طرائف مكذوبة ومختلقة...أو طرائف صحيحة واقعة ولكن فيها فحش وبذاءة وخدش للحياء ووصف للعورات... أو طرائف فيها الوضع والحط من قبيلة معينة أو من شخص معين معروف أو فيها غيبة أو نميمة أو فحش ... أو طرائف فيها كذب للوضع من قدر صنف من المسلمين...
أو أي طرائف اشتملت على منكر من القول أو زور ....
فحكمها حرام ولغو يأثم قائله وناقله وناشره...
ودونك بعض الأدلة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم ويل لمن كذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له....
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي يعذب فيشرشر شدقه إلى قفاه في القبر أنه الرجل الذي يكذب الكذبة تبلغ اﻵفاق...
وقال تعالى(وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه)
وقال تعالى(والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما)..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم رب كلمة يقولها الرجل لا يلقي لها بالا تهوي به في جهنم أبعد مما بين المشرق والمغرب...
أسأل الله أن يهدينا وإخواننا المسلمين لقول الحق والبعد عن اللغو والباطل ... إنه ولي ذلك والقادر عليه...
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين....
كتبه:
سامي بن صالح الواكد...
في 1434/4/1