إنني أكتب المواضيع التي تنصف أمريكا و الغرب ليس دفاعاً عنهم فلديهم من القوة الإعلامية ما يكفيهم فليسو بحاجة لأمثالي للدفاع عنهم و لكنني أقوم بذلك خدمةً للإسلام و إظهاراً للوجه المضيء الناصع له و حرصاً على بلاد المسلمين و الإنسانية جمعاء.
حيث أرى أن موقف المسلمين من أمريكا باعتبارها العدو الأول لهم من أهم أسباب انتشار ظاهرة التطرف و الإرهاب التي أدت إلى دمار أفغانستان و الصومال و العراق و ليبيا و سوريا و ليبيا و اليمن و يخشى انتقال النيران إلى بقية الدول الإسلامية .
و أكثر من يعزف على هذا الوتر و أخطرهم النظام الايراني الثوري التوسعي الصفوي الفارسي المتطرف و من يتعاون معه من الشيعة مثل النظام الاسدي و حزب الله و الحوثيون و من أهل السنة الاخوان و حماس و الجهاد الاسلامي و القاعدة و داعش و سؤالي لأهل السنة هل أنتم معجبون و تثقون بنهج النظام الايراني حتى تسيروا على نهجه ؟؟؟
و هذه النظرة السلبية العدائية من أهم أسباب تخلف أمتنا و انتشار الظلم و الاستبداد و التضييق على الحريات و حرية ممارسة الشعائر الدينية و استعباد الشعوب لأن بداية الطريق الصحيح نحو النهوض أن تعرف عدوك من صديقك حتى يدلك و يعينك على النهوض.
و خير شاهد على ذلك الواقع المشاهد الملموس لأن الكلام النظري يحتمل الخطأ و الصواب أما الواقع فيصعب دحضه و تكذيبه
فالدول التي تحالفت مع أمريكا و الغرب تقدمت و تطورت و أصبح مستوى معيشة الإنسان فيها و حقوقه و حريته و كرامته و حرية ممارسة الشعائر الدينية و الحفاظ على الهوية أفضل بأضعاف المرات من الدول التي تحالفت مع المعسكر الشرقي.
و كمثال على الدول التي تحالفت مع المعسكر الغربي : اليابان و كوريا الجنوبية و ألمانيا و ماليزيا و تركيا و دول الخليج
و الدول التي تحالفت مع المعسكر الشرقي الثوري الاستبدادي : كوريا الشمالية و كوبا و إيران و العراق و سوريا و ليبيا و الجزائر
و كل من يفكر بالهجرة من العرب و المسلمين يفكر بالهجرة إلى الغرب و ليس إلى دول المعسكر الشرقي
و معظم من يفكر بالسياحة من العرب و المسلمين يفكر بالسياحة في دول الغرب و ليس دول المعسكر الشرقي
أحسب لو أن أمريكا و الغرب فتحوا بلدانهم للدخول إليها دون تأشيرة لرأيتم الشعوب العربية و الاسلامية يتركون بلدانهم لأنظمتهم القمعية و يهاجرون إليهم ليعيشوا و يتنعموا في ظل الاحتلال الصليبي عدوهم الأول تناقض مقزز .
فأطالب هؤلاء بأن يكون كلامهم و تصرفاتهم فيها انسجام و تناسق و توازن و غير متناقضة حتى تكون شخصيتهم متوازنة و غير مضطربة فأي تناقض صارخ هذا فمن عدوهم الاول إلى حلمهم و وجهتهم الاولى .
و هذا الموقف السلبي العدائي من أمريكا و الغرب انتقل إلى الشعوب العربية و الاسلامية من أيام الحرب الباردة عبر الانظمة الثورية الاستبدادية العربية و الاسلامية و على رأسها النظام الناصري التي تبنت الفكر الثوري الاستبدادي الروسي و الذي من أهم أركانه إثارة الأحقاد على الاغنياء و الأنظمة الملكية.
وهذه الأيام يدفع الثمن غاليا ًالشعب السوري و العراقي و الليبي و اليمني ثمن عقدة المؤامرة التي غرستها الأنظمة الثورية الاستبدادية القمعية فيهم لتبرير فشلها .
و هذه النظرة تبناها الإسلاميون الثوريون و على رأسهم الإخوان أو ما يسمى بالإسلام السياسي إما لأنهم تربوا في ظل الانظمة الاستبدادية و تشبعوا بهذه الافكار أو لأنها تتناسب مع عقليتهم الاستبدادية و تضمن لهم التشبث بالسلطة و هي أبعد ما تكون عن ثقافتنا الاسلامية و تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف الذي يدعو إلى نبذ الأحقاد و الضغائن و إلى السلام و التعايش و حرية المعتقد و حقن الدماء .
فإلى متى يبقى عقلاء الأمة صامتون يخشون من المجاهرة بالحق خوفاً من رأي عامة الناس السلطان الجائر في زماننا و الذي يصنعه أصحاب الأهواء و الشعارات الرنانة و المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة ؟؟؟
و إلى متى يسمح للأنظمة و التنظيمات الثورية الشعاراتية سواء كانت علمانية أو إسلامية ممارسة الوصاية على الأمة فكل من خالفهم الرأي و قرأ الواقع و حلله بشكل مختلف عن قراءتهم و تحليلاتهم يرمونه بالخيانة و الصهينة و الكفر و النفاق و محاربة الإسلام ؟؟؟
آن الأوان لنسف و إزالة الخطوط الحمراء التي رسموها للأمة و كأنها من المسلمات و الثوابت و البديهيات
فالانتفاضة الحقة و الربيع العربي الحق هو التحرر من أفكار تلك الانظمة و التنظيمات الاستبدادية سواء كانت علمانية أو كهنوتية و نسف الحواجز و الخطوط الحمراء التي رسموها في عقول الأمة.
و من جملتها إنصاف و ذكر إيجابيات أمريكا و الغرب و دول الخليج و الدفاع عنهم و رفض رمي التهم جزافاً بحقهم و رفض تحميلهم مسؤولية كل ما يحل بالأمة من مصائب و أزمات ظلماً و علواً و استكباراً و مكر السيئ فيصورنهم و كأنهم إلهاً من دون الله بدلا من الاعتراف بالخطأ و إعادة النظر بأفكارهم و تحليلاتهم و رؤيتهم و سلوكهم المنحرف و أحكامهم الظالمة الجائرة المتطرفة بناء على الظنون و النوايا المرفوضة شرعاً و عقلاً .
فهل يريد عقلاء الأمة أن تذهب جميع بلاد المسلمين إلى المجهول و بعد ذلك يخرجون عن صمتهم فيلقون باللوم على المؤامرة ليبرروا فشلهم و يريحون ضمائرهم و يخلدون ثانية إلى النوم و الكسل بدلاً من عناء العمل و بذل الجهد .
و هل يريد الدعاة أن يخرج الناس من دين الله أفواجاً بسبب استبداد الاسلاميين الثوريين بعد أن عادوا إليه بسبب ظلم و استبداد العلمانيين؟؟
و إلى متى يبقى العلماء صامتون و الإسلام تشوه صورته بأسوأ الصور من قبل المتطرفين باسم الجهاد و إقامة الخلافة ؟؟؟
ألا يخشون من عتب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه رضوان الله عليهم الذين بذلوا الغالي و النفيس حتى أوصلوا الإسلام إلى شتى بقاع المعمورة ؟؟؟
ألا يخشون من وقوف غير المسلمين و خاصة نصارى أمريكا و الغرب أمام الله يشكون علماء المسلمين بسبب عدم قيامهم بواجبهم تجاه تشويه صورة الإسلام بشكل فظيع من قبل المتطرفين و الإرهابيين ؟؟؟
فالأمر خطير و غاية في الأهمية و يستحق إعطاءه الوقت و الجهد و الشجاعة الكافية .
علماً بأن إنصاف غير المسلمين و الخصوم و الإحسان إليهم من صلب ديننا الإسلامي الحنيف
قال الله تعالى ( و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )
بهذه الأخلاق و المواقف وصل الإسلام إلى شتى بقاع المعمورة و بالتعصب المقيت عاد غريباً و طوبى للغرباء .
و بهذه الأخلاق نهض العرب و المسلمون و أصبحوا اليد العليا في الحضارة و الرقي و المدنية .

الكاتب :عبدالحق صادق
المصدر : http://abdulhaksadek.blogspot.com/20...g-post_24.html
الشواهد :
خذلان الغرب و امريكا للانتفاضة السورية
http://abdulhaksadek.blogspot.com/20...g-post_45.html
لماذا لا تتدخل امريكا و تدعم المعارضة السورية بالسلاح النوعي ؟؟؟
http://abdulhaksadek.blogspot.com/20...g-post_51.html
هونا ما في الحقد على أمريكا !!!
http://abdulhaksadek.blogspot.com/20...og-post_9.html
الموقف المتوازن من الغرب و أمريكا (3)
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2013/12/3.html
هل المستفيد من الوضع الراهن أمريكا أم إيران ؟؟؟
http://abdulhaksadek.blogspot.com/20...g-post_97.html