......
....
..
.


هناك
من تلك الشرفة البعيدة القريبة
القيت نظره حنين
يغرد طائر الذكريات في شرفتي من حولي
طائر اتعبه السفر
اتعبه الحنين
يحملني معه
الى هنا
...
حاملاً ذكرياتي قبس
ينير تلك الزوايا المعتمة
تلك الأركان الضائعة في ظلمات الوحدة
...
التفت الي تلك النوافذ
وقد انسدلت عليها ستائر تطرزت بالرمادي
وتدلت بإنكسار
...
تلك المنضدة و ذالك الكرسي يهتز بالحنين لمن سكنوا هنا
و على المنضدة قلم قد اقفل غطاءه ينتظر الروح ان تسري فيه
لكن روحه قاربت على الجفاف و الاندثار
اتعبه الانتظار
...
امتلأت الاماكن بعطر الوحدة
وانتشرت الحان الفقد
لا حروف جديدة تعزف الالحان
ولا ريشة تنشر الالوان
ولا ارواح كانت هنا تنشر ابتهالات الفرح
وترانيم السعادة
سوى اشباح لأرواح تمر بين لحظات طويلة من الانتظار
...
وفي طغيان لحظات المرارة
و كئابة حد الافراط
سمعت صوت ينادي اتعبه الارتجاف
...
من صاحب الصوت ؟ من أنت
...
انا بقايا روح تناثرت هنا
وكل ما حاولي رفات
روح وحيدة
رحلت عنها ارواح تسقيها الحياة
وتوغلت في عروق الرحيل
...
انا من حاصرني وجع الغياب
وأتعبتني مسافات الصبر
...
انا روح اتعبتها الغربة و الاشتياق
لا اناشيد صباحات تنساب في حناياي
و لا تراتيل أُنس في مسائاتي
...
انا من اشتاق لرائحة قهوتهم
و اصوات صخبهم
وضحكات فرحهم
انا من حاصرني غيابهم
حتى ارتشفت رحيق بقايا ذكرياتهم
...
اشتاق لليالي قديمة
و احلام عتيقة
...
كيف اقوى على كل هذا ؟!
...
لكن... شكراً لك
يا من دغدغ زواياي
وكان في سمائي سحابة تهطل برذاذ الفرح بعد طول الوحدة
شكرا يا من اعدت لي طيف ذكراهم
لتتفتح زهرة امل في يباس خريفي
...
واحمل لهم رسالتي
...
انا المطوقة بالشوق اليهم
بالحنين لحكاياتهم
بالانتظار لأرواحهم
...
قل لهم
اني لازلت أحلم بلقياهم
وحين اصحوا من حلمي اغرق في حزني
واشتاق لحلم في الليلة الماضية
...
قل لهم
لازلت ارغب ان اقاسمهم قهوة الصباح و ضحكات المساء
واشتاق لعطر حروفهم
...
قل لهم
ان يرسموا حكايات الفرح بداخلي
...
قل لهم
ان يكونوا لي الشمس و القمر
وخيوط النور التي تسري في قلبي
...
قل لهم
لازلت انتظر ان ازرعهم فيني زهراً
لأنثرهم عطراً في جناباتي
...
قل لهم
اني لازلت ارفع يداي بصلواتي
ليعودا الي
ويحلقوا فراشات نور ملونة تضيء ظلماتي
ليغردوا بلابل بالحان فرح تمسح اهاتي
...
قل لهم
ان احلامي شاردة على رصيف انتظارهم
...
قل لهم
لكم من الشوق قبلاتي



...
.