الحاج عبدالله فيلبي 1885-1960م
هاري سانت جون فيلبي






بقلم/فهيد لزام




مولده :
ولد فيلبي عام 1885م- 1302هـ من أسرة إنجليزية محافظة ، وكان مولده في سيلان حيث كان يعمل والده بتجارة القهوة ، بعد عودته إلى إنجلترا التحق فيلبي بمدرسة وستمنستر وهناك بدت علامات نبوغه ، ثم التحق بعدها بكلية ترينتى بجامعة كمبردج وتخرج فيها عام 1907م بدرجة امتياز ، ثم درس فيلبي سنة أخرى في جامعة كمبردج اللغتين الفارسية والهندوستانية وذلك عقب التحاقه بقائمة الخدمة المدنية لدى حكومة الهند البريطانية ، أمضى بعدها سبع سنوات في الهند وقد درس خلالها اللغة البنجابية والأوردية وبدأ يتعلم القرآن الكريم واللغة العربية ، مما خوله فيما بعد ليكون ضمن البعثة المتجهة إلى البصرة في عام 1915م ، ثم كانت بعدها أول بعثة له إلى الجزيرة العربية وكان ذلك عام 1917م- 1336هـ ، ثم توالت بعدها بعثاته ورحلاته وزياراته إلى الجزيرة العربية وتوطدت علاقته بالملك عبدالعزيز ، وقد ساعدت رحلاته الكثيرة على تكوين كم هائل من المعلومات الجغرافية والأثرية والتاريخية عن الجزيرة العربية والتي دونها جميعها فيما بعد في كتبه.اسلامه : أعلن فيلبي اسلامه في عام 1930هـ .بعد أن أسلم فيلبي أطلق على نفسه اسم (عبدالله فيلبي) وكتب كتاباً عن هارون الرشيد نشرته دار بيكر ديفز لميتد في عام 1933م ، كما كتب كتاباً آخر بعنون الحاج فيلبي وكتاباً أيضاً بعنوان الجزيرة العربية في ظل الحكم الوهابي.كان فيلبي مستشرقاً مستعرباً بارزاً ، سافر إلى الشرق الأوسط في أثناء الحرب العالمية الأولى وسرعان ما ذاع اسمه وصيته ، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها أمضى بضع سنوات في استكشاف السعودية ، ووضع مجموعة من الكتب هي التي فتحت شبه الجزيرة العربية المجهول أمام القراء في كل أنحاء الدنيا.كتبه ومؤلفاته :حاج في الجزيرة العربية : الطبعة الأولى 2001م ، الناشر مكتبة العبيكان.
قلب الجزيرة العربية : الذي نشره فيلبي عام 1924م.
جنوبي نجد : الذي طبع منه في القاهرة مائة نسخة في عام 1919م.
الربع الخالي : الذي طبع في لندن في عام 1932م.
بعثة إلى نجد : وكانت في 1917-1918م.
وفيلبي مستكشف ومؤلف بريطاني وقد أوفد في مهمة خاصة إلى الجزيرة العربية على رأس بعثة نجد التي تشكلت مؤخراً للمشاركة في المناقشات المهمة مع حاكم نجد والأحساء عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، الذي يعرفه العرب باسم ابن سعود ، كان هدف البعثة الرئيسي هو مناقشة ابن سعود في الرياض في إمكانية تجريد حملة عسكرية على حائل التي كانت حليفاً لتركيا في ذلك الوقت ، ومناقشة بعض المسائل الخاصة بكسر الحصار الذي كان مفروضاً على الكويت من قبل البريطانيين لوقف استيراد البضائع من الخليج ومنع وصولها إلى الأتراك وحلفائهم ، وكان من بين أهداف تلك المناقشات البحث عن وسائل لتهدئة العلاقات بين ابن سعود والشريف حسين في مكة استهدافاً لضمان اشتراك الشريف حسين في الثورة العربية على الأتراك وعد انسلاخه عنها.وعلى الرغم من نجاح فيلبي في اقناع ابن سعود (وذلك على العكس مما ينصح به شعبه) في تجريد حملة على حائل فإن السياسة البريطانية الرسمية طويلة الأمد لم تكن تتفق أو تتطابق دوماً مع سياسة ابن سعود ، إذ كانت بريطانيا تود للحاكم السعودي هو والشريف حسين في مكة أن يعيشا في سلام ووفاق ووئام.كانت بريطانيا قد أنعمت على الشريف حسين بلقب “ملك الحجاز” الأمر الذي أثار حمية ابن سعود وأغاظه وهنا حاولت بريطانيا اللعب على حبل التوتر بين الشريف حسين وابن سعود استهدافاً لتحقيق الهدف الرئيسي والمؤسف أن الحكام المحليين لم يدركوا ذلك أو يفطنوا إليه ، ولذلك استطاعت بريطانيا توظيف جهود الشريف حسين لتحقيق مآربها ثم لعبت على حبل الخلاف بين الشريف حسين وابن سعود مما أسفر عن هزيمة الثاني للأول بتحريض من بريطانيا.واصل ابن سعود في عشرينات القرن العشرين الميلادي ضم الحجاز وبعض المناطق الأخرى ليكوَن دولة موحدة هي السعودية ، وكانت بريطانيا تود أن تقتصر مطامع ابن سعود الإقليمية على الشمال وتأمين استقلال دولة شرق الأردن الجديدة (الأردن حالياً) وبذلك تكون تلك السياسة هي أنجح السياسات ، ومع ذلك أحس فيلبي بالصدمة والاستياء عندما نقض البريطانيون وعودهم ورفضوا إمداد ابن سعود بالسلاح والمال ، وكان السبب في ذلك أن الحملة المزمع قيام ابن سعود بها على حائل أصبحت غير ذات بال بعد استيلاء البريطانيين على كل من القدس ودمشق ، وبالرغم من ذلك تواصلت علاقة الاحترام المتبادل والصداقة بين ابن سعود وفيلبي سنوات طويلة بعد ذلك ، وبذلك اصبح فيلبي أول أوربي يزور المناطق الجنوبية من نجد والغريب في الأمر أن ذلك الرجل عمل طوال ما يقرب من ثلاثين عاماً مستشاراً لابن سعود ملك السعودية.
وفاته :
توفي فيلبي بمدينة بيروت في لبنان عام 1960م ، عن عمر يناهز الخامسة والسبعين.


منقول من موقع شبكة رفحاء الإخبارية على الرابط الالكتروني الآتي :-

http://www.rafha.news/?p=8706