لقد بين لنا القرآن الكريم والسنة النبوية مهمّة الرسل ووظائفهم ، وسنحاول أن نبين ذلك فيما يأتي:-

1- البلاغ المبين: الرسل سفراء الله إلى عباده ، وحملة وحيه ، ومهمتهم الأولى هي إبلاغ هذه الأمانة التي تحملوها إلى عباد الله : ( يا أيَّها الرَّسول بلغ ما أنزل إليك من رَّبك وإن لَّم تفعل فما بلَّغت رسالته ) [ المائدة : 67 ] ، والبلاغ يحتاج إلى الشجاعة وعدم خشية الناس ، وهو يبلغهم ما يخالف معتقداتهم ، ويأمرهم بما يستنكرونه ، وينهاهم عمّا ألفوه ، ( الَّذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلاَّ الله ) [ الأحزاب : 39 ] .
والبلاغ يكون بتلاوة النصوص التي أوحاها الله من غير نقصان ولا زيادة ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب ) [ العنكبوت : 45 ] ، ( كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياتنا ) [البقرة : 151 ] ، فإذا كان الموحى به ليس نصاً يتلى ، فيكون البلاغ ببيان الأوامر والنواهي والمعاني والعلوم التي أوحاها الله من غير تبديل ولا تغيير .
ومن البلاغ أن يوضح الرسول الوحي الذي أنزله الله لعباده ، لأنّه أقدر من غيره على التعرف على معانيه ومراميه ، وأعرف من غيره بمراد الله من وحيه ، وفي ذلك يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم :(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للنَّاس ما نزل إليهم ولعلَّهم يتفكَّرون) [ النحل : 44 ] .
والبيان من الرسول للوحي الإلهي قد يكون بالقول ، فقد بين الرسول e أموراً كثيرة استشكلها أصحابه ، كما بين المراد من الظلم في قوله تعالى : ( الَّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مُّهتدون ) [ الأنعام : 82 ] ، فقد بين الرسول e أن المراد به الشرك ، لا ظلم النفس بالذنوب .
وكما بيّن الرسول e الآيات المجملة في الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك بقوله .
وكما يكون البيان بالقول يكون بالفعل ، فقد كانت أفعال الرسول e في الصلاة والصدقة والحج وغير ذلك بياناً لكثير من النصوص القرآنية.
وعندما يتولى الناس ، ويعرضون عن دعوة الرسل ، فإن الرسل لا يملكون غير البلاغ ( وَّإن تولَّوا فإنَّما عليك البلاغ ) [ آل عمران : 20 ] .


2- الدّعوة إلى الله: لا تقف مهمّة الرسل عند حدّ بيان الحقِّ وإبلاغه ، بل عليهم دعوة الناس إلى الأخذ بدعوتهم ، والاستجابة لها ، وتحقيقها في أنفسهم اعتقاداً وقولاً وعملاً ، وهم في ذلك ينطلقون من منطلق واحد ، فهم يقولون للناس : أنتم عباد الله ، والله ربكم وإلهكم ، والله أرسلنا لنعرفكم كيف تعبدونه ، ولأننا رسل الله مبعوثون من عنده ، فيجب عليكم أن تطيعونا وتتبعونا ، ( ولقد بعثنا في كل أمَّةٍ رَّسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطَّاغوت ) [ النحل : 36 ] . ( وما أرسلنا من قبلك من رَّسولٍ إلاَّ نوحي إليه أنَّه لا إله إلاَّ أنا فاعبدون ) [ الأنبياء : 25 ] . وكل رسول قال لقومه : ( فاتَّقوا الله وأطيعون ) [ الشعراء : 108 ، 126 ، 144 ، 150 ، 163 ، 179 ] .
وقد بذل الرسل في سبيل دعوة الناس إلى الله جهوداً عظيمة ، وحسبك في هذا أن تقرأ سورة نوح لترى الجهد الذي بذله على مدار تسعمائة وخمسين عاماً ، فقد دعاهم ليلاً ونهاراً ، سراً وعلانية ، واستعمل أساليب الترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد ، وحاول أن يفتح عقولهم ، وأن يوجهها إلى ما في الكون من آيات ، ولكنهم أعرضوا ، ( قال نوحٌ رَّب إنَّهم عصوني واتَّبعوا من لَّم يزده ماله وولده إلاَّ خساراً ) [ نوح : 21 ] .

3- التبشير والإنذار: دعوة الرسل إلى الله تقترن دائماً بالتبشير والإنذار ، ولأنَّ ارتباط الدعوة إلى الله بالتبشير والإنذار وثيق جداً فقد قصر القرآن مهمة الرسل عليهما في بعض آياته ( وما نرسل المرسلين إلاَّ مبشرين ومنذرين ) [ الكهف : 56 ] ، وقد ضرب الرسول – صلى الله عليه وسلم – لنفسه مثلاً في هذا ، فقال : " إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به ، كمثل رجل أتى قوماً ، فقال : يا قوم ، إني رأيت الجيش بعينيَّ ، وإني أنا النذير العُريان ، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه ، فأدلجوا ، فانطلقوا على مهلهم ، فنجوا ، وكذَّبته طائفة منهم ، فأصبحوا مكانهم ، فصبحهم الجيش ، فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني ، فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذّب بما جئت به من الحق " .
وتبشير الرسل وإنذارهم دنيوي وأخروي ، فهم في الدنيا يبشرون الطائعين بالحياة الطيبة ، (من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينَّهُ حياةً طيبةً) [ النحل : 97 ] . ( فمن اتَّبع هداي فلا يضلُّ ولا يشقى ) [ طه : 123 ] ، ويعدونهم بالعزّ والتمكين والأمن ( وعد الله الَّذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنَّهم في الأرض كما استخلف الَّذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الَّذي ارتضى لهم وليبدلنَّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) [ النور : 55 ] .
ويخوِّفون العصاة بالشقاء الدنيوي ( ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشةً ضنكاً ) [ طه : 124 ] ويحذرونهم العذاب والهلاك الدنيوي ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود ) [ فصلت : 13 ] ، وفي الآخرة يبشرون الطائعين بالجنة ونعيمها ( ومن يطع الله ورسوله يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ) [ النساء : 13 ]
ويخوفون المجرمين والعصاة عذاب الله في الآخرة ، ( ومن يعص الله ورسوله ويتعدَّ حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذابٌ مُّهينٌ ) [ النساء : 14 ] .
ومن يطالع دعوات الرسل يجد أنّ دعوتهم قد اصطبغت بالتبشير والإنذار ، ويبدو أنّ التبشير والإنذار على النحو الذي جاءت به الرسل هو مفتاح النفس الإنسانية ، فالنفس الإنسانية مطبوعة على طلب الخير لذاتها ، ودفع الشر عنها ، فإذا بصّر الرسل النفوس بالخير العظيم الذي يحصِّلونه من وراء الإيمان والأعمال الصالحة فإن النفوس تشتاق إلى تحصيل ذلك الخير ، وعندما تُبيَّن لها الأضرار العظيمة التي تصيب الإنسان من وراء الكفر والضلال فإنّ النفوس تهرب من هذه الأعمال ، ونعيم الله المبشر به نعيم يستعذبه القلب ، وتلذُّه النفس ، ويهيم به الخيال ، اسمع إلى قوله تعالى يصف نعيم المؤمنين في جنات النعيم: ( على سررٍ مَّوضونةٍ – مُّتَّكئين عليها متقابلين – يطوف عليهم ولدانٌ مُّخلدون – بأكوابٍ وأباريق وكأسٍ من مَّعينٍ – لا يصدَّعون عنها ولا ينزفون – وفاكهةٍ ممَّا يتخيَّرون – ولحم طيرٍ ممَّا يشتهون – وحور عينٌ – كأمثال اللؤلؤ المكنون – جزاء بما كانوا يعملون – لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً – إلاَّ قيلاً سلاماً سلاماً – وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين – في سدرٍ مَّخضودٍ – وطلحٍ منضودٍ – وظلٍ مَّمدودٍ – وماءٍ مَّسكوبٍ – وفاكهةٍ كثيرةٍ – لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ – وفرشٍ مَّرفوعةٍ – إنَّا أنشأناهن إنشاءً – فجعلناهنَّ أبكاراً – عرباً أتراباً – لأصحاب اليمين ) [ الواقعة : 15-38 ] .
وانظر إلى عذاب الكفرة في دار الشقاء (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال، في سمومٍ وحميمٍ، وظلٍ من يحمومٍ، لا باردٍ ولا كريمٍ، إنَّهم كانوا قبل ذلك مترفين) [الواقعة: 41-45] (ثمَّ إنَّكم أيُّها الضَّالُّون المكذبون، لآكلون من شجرٍ من زقُّومٍ، فمالؤون منها البطون، فشاربون عليه من الحميم، فشاربون شرب الهيم، هذا نزلهم يوم الدين) [الواقعة : 51-56 ]
إن بعض الذين لم يفقهوا دعوة الإسلام يعيبون على دعاة الإسلام أخذهم بالإنذار والتبشير ، ويقولون : فلان واعظ ، ويعيبون عليهم عدم فلسفتهم للأمور التي يدعون إليها، ويطالبون الدعاة بالكف عن طريقة الوعظ وتخويف النّاس وترغيبهم ، وهؤلاء بحاجة إلى أن يراجعوا أنفسهم ، وينظروا في موقفهم هذا ، في ضوء نصوص القرآن وأحاديث الرسول التي تبين أسلوب الدعوة ، وتوضيح مهمة الرسل الكرام .

4- إصلاح النفوس وتزكيتها: الله رحيم بعباده ، ومن رحمته أن يحي نفوسهم بوحيه ، وينيرها بنوره ، ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نَّهدي به من نَّشاء من عبادنا ) [ الشورى : 52 ] .
والله يخرج الناس بهذا الوحي الإلهي من الظلمات إلى النور ، ظلمات الكفر والشرك والجهل إلى نور الإسلام والحق : ( الله وليُّ الَّذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النُّور ) [ البقرة : 257] ، وقد أرسل اللهُ رسله بهديه ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النُّور ) [ إبراهيم : 5] ، وبدون هذا النور تعمى القلوب ( فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الَّتي في الصُّدور ) [ الحج : 46 ] ، وعماها ضلالها عن الحق ، وتركها لما ينفعها وإقبالها على ما يضرها ( ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرُّهم ) [ الفرقان : 55 ] .
وإخراج الرسل الناس من الظلمات إلى النور لا يتحقق إلاّ بتعليمهم تعاليم ربهم وتزكية نفوسهم بتعريفهم بربهم وأسمائه وصفاته ، وتعريفهم بملائكته وكتبه ورسله ، وتعريفهم ما ينفعهم وما يضرهم ، ودلالتهم على السبيل التي توصلهم إلى محبته ، وتعريفهم بعبادته ( هو الَّذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مُّبينٍ ) [ الجمعة : 2 ] ( رَّبنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ) [ البقرة : 129 ] .

5- تقويم الفكر المنحرف والعقائد الزائفة: كان الناس في أول الخلق على الفطرة السليمة ، يعبدون الله وحده ، ولا يشركون به أحداً ، فلمّا تفرقوا واختلفوا أرسل الله الرسل ليعيدوا الناس إلى جادة الصواب ، وينتشلوهم من الضلال ، ( كان النَّاس أمَّةً واحدةً فبعث الله النَّبِيِّينَ مبشرين ومنذرين ) [البقرة : 213] . أي : كان الناس أمّة واحدة على التوحيد والإيمان وعبادة الله فاختلفوا فأرسل الله النبيين مبشرين ومنذرين .
وقد كان كلُّ رسول يدعو قومه إلى الصراط المستقيم ، ويبينه لهم ويهديهم إليه ، وهذا أمر متفق عليه بين الرسل جميعاً ، ثم كُلُّ رسول يقوِّم الانحراف الحادث في عصره ومصره ، فالانحراف عن الصراط المستقيم لا يحصره ضابط وهو يتمثل في أشكال مختلفة ، وكلُّ رسول يُعنى بتقويم الانحراف الموجود في عصره ، فنوح أنكر على قومه عبادة الأصنام ، وكذلك إبراهيم ، وهود أنكر على قومه الاستعلاء في الأرض والتجبّر فيها ، وصالح أنكر عليهم الإفساد في الأرض واتباع المفسدين ، ولوط حارب جريمة اللواط التي استشرت في قومه ، وشعيب قاوم في قومه جريمة التطفيف في الميكال والميزان ، وهكذا ، فكل هذه الجرائم وغيرها التي ارتكبتها الأمم خروج عن الصراط المستقيم وانحراف عنه ، والرّسل يبينون هذا الصراط ويحاربون الخروج عليه بأيّ شكل من الأشكال كان .


6- إقامة الحجّة: لا أحد أحبّ إليه العذر من الله تعالى ، فالله جلّ وعلا أرسل الرسل وأنزل الكتب كي لا يبقى للناس حجّة في يوم القيامة ، ( رُّسلاً مُّبشرين ومنذرين لئلاَّ يكون للنَّاس على الله حجَّة بعد الرُّسل ) [ النساء : 165 ] ، ولو لم يرسل الله إلى الناس لجاؤوا يوم القيامة يخاصمون الله – جل وعلا – ويقولون : كيف تعذبنا وتدخلنا النار ، وأنت لم ترسل إلينا من يبلغنا مرادك منّا ، كما قال تعالى : ( ولو أنَّا أهلكناهم بعذابٍ من قبله لقالوا ربَّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبَّع آياتك من قبل أن نَّذلَّ ونخزى ) [ طه : 134 ] ، أي : لو أهلكهم الله بعذاب جزاء كفرهم قبل أن يرسل إليهم رسولاً لقالوا : هلا أرسلت إلينا رسولا كي نعرف مرادك ، ونتبع آياتك ، ونسير على النهج الذي تريد ؟
وفي يوم القيامة عندما يجمع الله الأولين والآخرين يأتي الله لكل أمة برسولها ليشهد عليها بأنّه بلغها رسالة ربه ، وأقام عليها الحجّة ( فكيف إذا جئنا من كل أمَّة بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً – يومئذٍ يودُّ الَّذين كفروا وعصوا الرَّسول لو تُسوَّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً ) [ النساء : 41-42 ] .
وقال في آية أخرى : ( ويوم نبعث في كل أمَّةٍ شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء ) [ النحل : 89 ] .
ولذلك فإن الذين يرفضون اتبّاع الرسل ، ويعرضون عن هديهم – لا يملكون إلاّ الاعتراف بظلمهم إذا وقع بهم العذاب في الدنيا ( وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمةً وأنشأنا بعدها قوماً آخرين – فلمَّا أحسُّوا بأسنا إذا هم منها يركضون – لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلَّكم تسألون – قالوا يا ويلنا إنَّا كنَّا ظالمين – فما زالت تلك دعواهم حتَّى جعلناهم حصيداً خامدين ) [ الأنبياء : 11-15 ] .
وفي يوم القيامة عندما يساقون إلى المصير الرهيب ، وقبل أن يلقوا في الجحيم يسألون عن ذنبهم فيعترفون ( تكاد تميَّز من الغيظ كلَّما ألقى فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ – قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذَّبنا وقلنا ما نزَّل الله من شيءٍ إن أنتم إلاَّ في ضلالٍ كبيرٍ – وقالوا لو كنَّا نسمع أو نعقل ما كنَّا في أصحاب السَّعير – فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السَّعير ) [ الملك : 8-11 ] .


7- سياسة الأمة: الذين يستجيبون للرسل يُكونّون جماعة وأمة ، وهؤلاء يحتاجون إلى من يسوسهم ويقودهم ويدبر أمورهم ، والرُّسل يقومون بهذه المهمة في حال حياتهم ، فهم يحكمون بين الناس بحكم الله (فاحكم بينهم بما أنزل الله ) [ المائدة : 48 ] .
ونادى ربُّ العزة داود قائلاً : ( يا داوود إنَّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين النَّاس بالحق ) [ ص : 26 ] ، وأنبياء بني إسرائيل كانوا يسوسون أمتهم بالتوراة ، وفي الحديث "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلّما هلك نبيٌّ خلفه نبيٌّ " وقال الله عن التوراة : ( يحكم بها النَّبيُّون الَّذين أسلموا للَّذين هادوا ) [ المائدة : 44 ] .
فالرسل وأتباعهم من بعدهم يحكمون بين الناس ، ويقودون الأمة في السلم والحرب، ويلون شؤون القضاء ، ويقومون على رعاية مصالح الناس ، وهم في كلّ ذلك عاملون بطاعة الله ، وطاعتهم في ذلك كلّه طاعة لله ( مَّن يطع الرَّسول فقد أطاع الله ) [ النساء : 80 ] .
ولن يصل العبد إلى نيل رضوان الله ومحبته إلا بهذه الطاعة ( قل إن كنتم تحبُّون الله فاتَّبعوني يحببكم الله ) [ آل عمران : 31 ] .
ولذا فإنّ شعار المسلم الذي يعلنه دائماً هو السمع والطاعة ( إنَّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) [ النور : 51 ] .