المعري 00 والألحاد في شعره
من منا لايعرف المعري الشاعر المعروف ، ذو المكانة الشعرية الكبيرة في ميزان البلاغة والبيان والجمال والخيال، يقول في أحد أبياته الجميلة:
مررنا ماء دجلة خير ماء== وزرنا أجمل الشجر النخيلا
لكن هذا الشاعر خاب وخسر وتبت يده في ميزان الشريعة؛ لأنه تطاول على الواحد الأحد الفرد الصمد ، واستهزأ بالدين لأنه مخذول ومخبول، يقول هذا الخائب مخاطبا الجبار القوي العزيز:
أنهيت عن قتل النفوس تعمدا؟ ** وبعثت أنت لقبضها ملكين !
وزعمت أن لها معادا ثانيــــــــا ** ماكان أغناها عن الحـالين
انظر - بارك الله فيك - الى تطاوله في هذه الأبيات على الله وتأمل قوله:
(وبعثت أنت ) كأنه يخاطب أصغر أولاده . وانظر الى قوله:
( وزعمت ).....
( كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون الا كذبا)
وكانت تطرح له خيمة في السوق، فقال لأصحابه في أحد الأيام:
ماهي آخر أخبار فقهائكم- يستهزئ-0
قالوا: يقول الفقهاء أن اليد تقطع في ربع دينار0
قال: هاه..... اليد تقطع اذا سرقت ربع دينار ، وديتها خمسمائة دينار!!!
ثم قال هذا المخذول:
يد بخمس مئين عسجد وديت*** مابالها قطعت في ربع دينار
تناقض مالنا الا السجود لــــــه*** ونستعيذ بمولانا من النـــــار
فقال العالم الجليل عبد الوهاب المالكي :
تستعيذ بعد ماذا ؟؟!ثم قال -رحمه الله -:
قل للمعري عار أيما عـــــــــار *** جهل الفتى وهو عن ثوب التّقى عاري
لاتنتقص بنود الشرع عن شبه*** عقائـــد الديــــن ماتـنـقــض بــأشعــار
ويقول هذا المخذول عن المذاهب:
اذا رجع الحكيم الى حجاه*** تهاون بالمذاهب وازدراها
ويقول أيضا- عليه من الله مايستحق-يحتقر القرآن والكتب السماوية :
عقول تستخف بها سطــور *** فلا يدري العقول لمن الثّبور
كتاب محمد وكتاب موسى ***وانجــيل ابن مريم والزبـــــور
وله أبيات أقذر من هذه ، وقيل أنه تاب لكن بن كثير -رحمه الله - أثبت أن المعري مات ميتة خسيسة، وهو الأن في قبره وأفضى الى ماقدم، وسيجد أبياته أمامه ، وسيسأل عنها ، فماذا سيقول ؟؟ والله المستعان.
فعلينا أيها الأخوة أن نتقي الله في ألسنتنا وما كتبت أيدينا، فأنه سيأتي يوم يسأل الأنسان عنها ،فاكتب خيرا تلقى خيرا ، واكتب شرا تلقى مثله،
جنة أونار ، نعيم وعذاب : ( مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)
اللهم وفقنا لما تحب وترضى....
وصلى الله على الحبيب وسلّم000