السلام عليكم ورحمة الله
هنالك سؤال طرحته سابقاً وأعيد طرحه اليوم
السؤال : هل أمتنا تسير بإتجاه الأفضل أم تسير بإتجاه الأسوأ ؟
وذكرنا معادلة تونبي التي تقول " أن الإستجابة لتحدي التخلف تكمن في أربع مراحل
الصحوة ثم اليقظة ثم النهضة ثم الحضارة "
فإن قلنا بأنها تسير بإتجاه الأفضل فهذا ما نرجوه وإن قلنا غير ذلك فهذه مشكلة تحتاج
إلى إعادة التفكير في كل ما يطرح ؟
أقول لكم " وجهة نظري " هي وجهة نظر ورأي قد يتغير فلا تحملوه أكثر مما يحتمل .
شخصياً أعتقد بأننا نسير بإذن الله نحو " الأفضل " ونحن نعيش في زمن اليقظة .
ومن المهم أن يعرف الأنسان أن يقف حتى يعرف كيف يتحرك
كنت أعتقد وما زلت كذلك أن مشكلة الأمة هي مشكلة فكرية ، ودعونا نأخذ مثال :
" فتوى العبيكان الأرضاع " و " فتوى الكلباني الغناء " أكثر الناس لم يفكر بالمسألة
إلا من ناحية واحدة وهو " الفتن والآراء الشاذة ..." وقلة هم من نظر إليها بمنظار
" أن الناس يعيدون التفكير ويصححون لكثير من المفاهيم " ومن يعيد التفكير ليس
شرطاً بأن يقتنع أن الغناء حلال ، ركزوا ومن يعيد التفكير ليس
شرطاً بأن يقتنع أن الغناء حلال ، بل ربما سيزيد اعتقاده بحرمة الغناء وسيترك
الاستماع إليه عبادة وليس رياءً وهنا سيكون الأساس متين ليش بهشاً يتعرض للفتن
والقلاقل .
أمر آخر : كانت هنالك ردة فعل عنيفة عنوانها " إذا لم تكن معي فأنت ضد الله " !
وهذه وللأسف ظهرت في الأنكار على الكلباني ، حقيقة كانت هنالك محك أهم من وجهة
نظري من حكم الغناء وهي التعامل مع المخالف ، لقد ظهرت صفات غير حميده من
الأستهزاء بالأنسان ، والسخرية منه ، والفجور في الخصومة ، والمعاندة ! صدقوني
كل من يفعل ذلك إنما هو ينطلق من منطلق ذاتي فقط
سأقول لكم شيئاً : في السابق كنت أميل داخل نفسي إلى أن الغناء حلال مع أني لا استمع
له ولله الحمد ، وقد اطلعت على بعض الأدلة في حينها ، فتكونت عندي تلك الصورة ،
بعد فتوى الكلباني رجعت مرة أخرى لقراءة الأدلة والتمعن بها ، فقرأت رأي الشيخ
القرضاوي في كتاب الحلال والحرام ، وبالمقابل قرأت رد الشيخ صالح الفوزان
" الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام "
حقيقة تغيرت عندي تلك الصورة إلى شبه القناعة بأن الغناء حرام ، وهي ملزمة لي
وحدي وليس لغيري ، وقد يأتي يوم يظهر لي ما لم يظهر فأغير رأيي " فلا ينبغي أن
نعطي الموضوع أكبر مما يستحق وأن نبني عليه إسلام وكفر وعدائات وفتن وملاحم !
أما " فتوى العبيكان " فأني أظن أن العبيكان أخطأ نعم ولكن لعل له ثواب أن يعرف
الناس ما هو مهم وما هو غير نافع لهم في حياتهم ، أن يميزوا بين الغث والسمين ،
وأن يعرفوا أين يجب أن تتجه اهتمامات الأمة .
وبالتالي الفكرة نعم هنالك " قضية " ولكن وراء القضية أشياء كثيرة فلا تغمضوا
أعينكم عنها ، المسألة ليست مجرد نظرة سطحية يا شباب .
أعتقد بأن الأمة تعيش حالة من اليقظة ، وهذه حالة طيبة بأن تميز بين الأشياء ، بأن
تفكر ، بأن تستخدم عقلها .
قضية أخرى وهي " العلمانية أو الليبرالية " تكونت لدي قناعة جديدة بهذا الإتجاه
" لا تظنوا سوئاً " سأقول لها في موضوع قادم إن شاء الله .
والسلام عليكم ورحمة الله