عبدالرحمن الملحم
كنت على موعد للعشاء مع الدكتور فؤاد أحد أكبر أخصائيين الأنف والإذن والحنجرة، وله سمعته المشهورة بين مرضاه، وعندما وصلت على باب العيادة كانت سيارة تقف عند الباب مباشرة وهي سيارة من نوع بي أم دبليوا موديل (2007) اللون أزرق سماوي بدون ذكر رقم اللوحة .
دقائق وتحركت السيارة وخرج الدكتور فؤاد مسرعا وركب بجانبي وهو يصفق بيديه قائلا: لا حول ولا قوة إلا بالله، فظننت أن أحد من أصدقائنا أو معارفنا قد توفى لا سمح الله ولكن نظرة الدكتور على وهو مبتسم وبقوة أزالت هذه الشك، فقلت له ما بك فقال، منذ ساعتين حضرت على العيادة صاحبة السيارة التي رأيتها قبل قليل وقابلت إحدى الموظفات العاملات على تسجيل المعلومات والصندوق وطلبت الكشف عليها ودفعت قيمة الكشف وقالت لموظفة إذا ممكن أدخل بسرعة علشان أنا تعبانه .
فقالت لها الموظفة، تفضلي حيث لم يكن أحد موجودا في الوقت نفسه بعد دخولها، وكان في معيتها خادمة آسيوية تحمل حقيبة اليد وجهازا موبايل في يدها الأخرى، لذلك ظننت أنها سيدة أعمال أو من سيدات المجتمع الراقي، المهم أنها مريضة وسألتها عما تشكو منه مبتدئة بشرح آلامها وأنها تشكو من آلام في الحنجرة شديدة وقد أخافها أحد الأطباء بأنها قد تكون الحبال الصوتية قد تمزقت ، وهي في حالة من الذعر.
فقمت بالكشف عليها وأخذ صور وعينات وبعد ساعتين من الكشف الدقيق تبين أنها تشكو من التهاب فقط بسبب شدة ارتفاع الصوت مما سبب تيبس للحبال الصوتية، وقد وضعت لها العلاج وأذاب ها تبتسم وتفرح وتدعو لي إلخ، فقلت لها الأخت تعمل معلمة فأجابت لا، بل فنانة وسألتها ما معنى فنانة حيث إنني أجهل هذا الموضوع وسنوات عمري كلها بين المستشفيات والمرضى، فقالت أغني في الأفراح فقلت لها وأنا لا أقصد الإساءة بل خرجت هذه الكلمة دون قصد يعني من المغنيات والطقاقات، فقالت أنا لست طقاقة بل مغنية والطقاقات بصحبتي فقلت لها فهمت، وهل لها مدخول جيد، فقالت منذ ليليتين كنت أحيي حفل زفاف، فكانت حصيلة الحفل مع العقد المبرم مع أصحاب العرس والنقوط يساوي ثلاثمائة ألف ريال، تصورا في ليلة واحدة، فقلت لها وأنا ابلع ريقي الله يعطيكم العافية وهمت بالخروج وعندما وصلت إلى الموظفة التي استلمت منها نقود الكشف قالت لها أنت خليجية، أجابت خلود نعم فقالت خذي هذا المبلغ وزعيه على الموجودين على سلامتي والحمد لله وهو مبلغ خمسة آلاف ريال وذهبت فأتت الموظفة وقالت لي ماذا أفعل بهذه الفلوس فقلت لها وزعيها على العمالة، فسألت وماذا تكون فقلت لها (طقاقة) فقالت خلود ليت صوتي حلو وأعرف أني كنت اشتغلت طقاقة، بدلا من الجامعة والانتظار سنتين وآخرها وظيفة كاتبة براتب ألفي ريال في الشهر يادكتور.
بعدها قال لي الدكتور فؤاد، وهو يبتسم وكأنه يبكي وأنا حتى الآن لم أستطع أن ابني منزلا فما رأيكم.
قلت له (توكل على الله وأشتغل؟؟؟) وبلا طب وخرابيط .
(مع أعتذاري لجميع الطقاقات )
مواقع النشر (المفضلة)