اكفلني

[ثاني التومي]

كاتبا يروق لي كثيرا أمتص الأدب من خلال كتاباته كما تمتص النحلة الرحيق
إلا أنه يغلب على كتاباته الحزن وكأن الحزن لم يوجد إلا له ..
حياته كلها حزينه فلا أعلم من أين يأتي بالدموع لكي يبكي
يقول عن نفسه : لو أن الدموع تبنت الشجر لأصبحت خدودي منتجعا سياحيا ...

جلست أنا وهو يوم من الأيام على إنفراد
فسألته عن سر ذلك الحزن وتلك تعاسة التي تراوده عن نفسه ولايستعصم ..

تنفس تنفيسة شعرت من خلالها وكأن هواء الدنيا دخل جوفه ثم خرج منه
قال : للألم والحزن طعم رائع لايشعر به إلا نحن معشر " الأيتام " ربما لأنا اعتدنا عليه..

علمت من كلامه هذا أني طعنته في مكان مطعون فيه سابقا
استحييت وتمنيت أني لم أوجد لأني أوسعت جرحه وأعمقته

ثم أكمل

هل تسمع بمقولة القائل يوم لك ويوم عليك ..؟
هذه مقولة غير صادقه في حقنا نحن الأيتام أبدا
فكل يوم هو يوم علينا
عندما يأتي أب ينادي ابنه نحزن لأنا ليس لدينا آباء
عندما يقول ابن يابابا .. نبكي لأنها الكلمة التي لانستطيع أن ننطقها
هي الكلمة المحرمة في شرعنا معشر الأيتام ..
في الشارع أحزان وفي البيت آلام وفي المدرسة هموم
صدقني حتى لحظات الفرح عندنا ترح وحزن ...

رفعت رأسي مستغربا من هذه الجملة الأخيرة

فأكمل : دعني أحدثك عن قصة واحدة جرت لي لأثبت لك صدقي

ثم اتكأ وأسند ظهره على الوسادة وأغمض عينيه وسكت قليلا كأنه يستدعي
المآسي أو كأنه من كثرة تلك الصدمات والأحزان يحاول أن يختار لي واحدة
من دفتر ذكرياته الأسود ..

أكمل : كنت أكبر أبناء أمي
وكنت طالبا متوفقا في المدرسة مؤدبا خلوقا أحرص على الصلاة
وعندما كنت في الصف الرابع (أعتقد أنه الرابع لأني نسيت ماذا قال لي)
خرجت من البيت إلى المدرسة لآخذ شهادتي
انطلقت وأمي خلفي تودعني بالدعاء والرجاء لعلي آتي بأرقى الدرجات وأعلاها
لم يكن طموحي النجاح بل التفوق
خرجت أركض وتركت أخواتي وأمي التي تنتظر الخبر السعيد بمقدمي
ونجاحي فهي تؤمل بي الآمال أن أكون ظابطا أو طبيبا أو مهندسا
فأكفل أخواتي اليتيمات وأعيل أمي ..

انطلقت أركض وأركض حتى دخلت المدرسة فبارك لي المعلم وأعطاني الورقة
مبروك أخذت الرابع بعد توقيع ولي أمرك أرجع الشهادة
فرحت فرحه غير طبيعية كفرحة عقيم بشروه بولد بعد عشرين سنة
... فرحة ..صدقني أخاف إن وصفتها أقلل من
شأن هذه الفرحة
رجعت لأمي فبشرتها فطار قلبها من الفرح
فأخذت تضمني وتقبلني : عفية ولدي .
شعرت أن الكون يستسلم ويرفع رأيته البيضاء لأنه لايستطيع
أن يحتوي هذ الفرح الذي يبدو على محيأ أمي

قلت : يمه يقولون لازم توقيع ولي أمرك ...
سكتت قليلا أمي فهي لاتعلم من سيوقع لي
هي لاتعرف الكتابة ولاحتى الخرابيش
وعمي بعيدا لايدري عني ....
وانقلب الموقف كله حزن ...

و...
وأصبح الدمع سيد الموقف

وخرج من عندي ..

همسة :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة "

ولا أعتقد أن 80 ريال كاستقطاع شهري كثيرة لكي نمسح دمعة..


بريشة
ابن الغابة

[إحسـاس]

مع الم الموقف الا اني مؤمنة ان الفقر والحرمان مصنع للرجال ..
شكراَ على جميل طرحك ابن الغابة

[الحارس الذكي]

موضووووووع راااااائع

اندمجت معه كثيرا

يحمل من المعاني بقدر ما يحمل من الآلام

شكرا ابن الغابة لاتحرمنا من ابداعاتك

[ابومحمدالزوبعي]

من أفضل الأعمال كفالة اليتيم ولكن البعض هاده الله قد اتخذ اليتيم سلماً للصعود على أكتافة بفتح بعض الجمعيات الوهمية التي لم تفتح لوجه الله !

شكراً لك أخي المبدع أبن الغابة

[ريانه]

خير البشر عاش يتيم الابوين


ابن الغابة ..اسلوبك يـُـبهرني لايشبهة الا ابن الغابة


دمت بسعادة

[أرطبون العرب]

..ريشة رائعة ..

[عروووبة]

عندى احساس .. ان اليتيم رغم انه حرم من اعز شيء على القلب

لكن احس انه اشد الناس حنان ورقة .... على كثر ماننظر لهم بعين الرحمه
هم اكثر الناس رحمة واحساس
.
.
لم اتمنى بحياتى شيء كثر ماتمنيت
ان اعمل بدار ايتام
تقول اختى عندما تسمع هاالامنية
اعلم والله انكي ستشيبين قبل يومك
قد تكون من رحمة ربي بي انه لم يلبي لى هذه الامنيه

ابن الغابة
البسك الله لباس العفو والعافية
ويعطيك حتى يرضيك

كم انت رااائع ايها الفتى

[شمـــاليه]

ريشه رائعه
يعطيك العافيه ولاهنت

[بصمة مبدع]

رفع الله قدرك وأعلى شأنك ابن الغابه

[شامي الدهيمان]

اسعد الله مسائك بكل خير

اليوم كنت اذكرك بخير مع احد اصحابي وكنت اتمنى ان اقراء احد دررك

لا شلت يمينك

كلام رائع ولكن للاسف الثقة انعدمة في جميعياتنا الخيرية .. افضل شي ابحث انت عن يتيم واكفله

تقبل فائق الاحترام

[مرضي بن مشوح]

كلام راااائع جداً، وليست غريبة على كتاباتك..

الأفضل إن الشخص يبحث عن شخص يكفله دون اللجوء إلى الجمعيات،

ثانياً: أخي الكريمـ النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا وكفل اليتيم...

المقصود بالكفالة إنه يكون مثل أولادك تتابعه مثل ماتتابع أولادك وتنفق عليه مثل ماتنفق على أولادك هذا معنى الكفالة المقصود بالحديث، أما دفع 80 ريال صحيح إنه شيء طيب لكن ما ينطبق عليه الحديث..

أخي الكاتب القدير: أنا لو اعطيتك ولد وقلت لك تراه بكفالتك، هل تتوقع إنك إذا اعطيته في عصرنا 80 ريال فقط وأرسلتها مع شخص آخر، هل ينطبق عليك إنك كفلته بصدق...

[الصرح]

كتبت فأبدعت ... ماأروع أسلوبك أيها المبدع

لدي قناعة وهي أن يتيم الأم أكثر ألما وضرراً من يتيم الأب .. لاأعلم لماذا؟؟
قد يكون يتيم الأب الجميع يعرف بذلك فيشعروا به الجميع ..
أما يتيم الأم لايعلم به الكثير فيعاني لوحده...

جزاك الله خير.... والى الأمام ياملك الغابة

[ثاني التومي]

إحساس

كلام سليم وأعننا الله
وشكرا لك

الحارس الذكي

شرف لنا وجودك هنا
شكرا لك

أبومحمد الزوبعي

أن نقول لم تفتح لوجه الله أمر خطير ولكن بشكل عام إن كنا لانثق بالجمعيات
فلايعني أن لا نفعل شيئا بل نعطي اليتيم نحن بأنفسنا ..
شكرا لك سيدي وتشرفنا بك

ريانة

اللهم صل على محمد فقد قال لي أحدهم : يكفي اليتم شرفا أن النبي صلى الله عليه وسلم يتيم ..
شكرا لك ولثنائك الذي لا أستحقه ..

أرطبون العرب

مرورك أروع ..

عروبة

نفس الإحساس
وحقق الله لك أمنيتك ووفقك ..
شكرا لك

شمالية

عافاك الله

بصمة مبدع

تشرفنا بك ياعزيزي وشكرا لك

السلهومي

شكرا لك وتشرفنا بمرورك

مرضي مشوح

كلام سليم سيدي وأنا أقصد عندما تدفع 80 وأنا 80 وهو 80 وهي 80 نكون ساهمنا في كفالة يتيم
وشكرا لك سيدي وتشرفت بوجودك

الصرح

نفس القناعة ياسيدي
وشكرا لك ولمرورك

[الكاشف]

شكرا ابن الغابة على هذا التذكير الذي يغفل عنه الكثير جزآك الله خير وجعل ذلك في موازين حسناتك
مع قناعتي أن اليتم لا يمكن أن يبقى حاجزا للنجاح والتفوق أو الإحباط بل بالعكس يزيد من الهمة والطموح .

اسمح لي أهديك هذه الأبيات من قصائد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

ليس البليّة ُ فيأيامنا عجباً بل السلامة فيها أعجب العجب
لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍتُزَيِّنُنَا إن الجمال جمال العلم والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده إِنَّاليَتيمَ يَتيمُ العِلْمِ والأَدَب

تقبل تحيتي

[عبدالله الجبل]

ما شاء الله تبارك الله ...
رائع إبني إبن الغابة لا حرمك الله أجر هذا الموضوع الذي يُذكرنا بفئة غالية علينا ...
أعجبتني كثيراً الهمسة الراقية والنهاية الجميلة للموضوع ...
تصاعد مستمر في كتابات الكاتب المميز (إبن الغابة) ...
تجاوباً مع الموضوع أُعلن تبرعي لأيتام رفحاء بألف ريال وأتمنى ممن يعرف رقم حسابهم ذكره هنا ...
شكراً جزيلاً لك ...
وأنتظر مواضيعك القادمة إن شاء الله ...