تحيات طيبات عليكم جميعا اخواتي واخواني في رفحاء ومنتداها
اعود اليكم بموضوع عن مفردة كوثى التي هي اسم من اسماء مكة المكرّمة ، وماهي اصولها
اتناولها سريعا كما جاءت عند البلدانيين من عرب وغيرهم
ومن ثم انتقل الى الطريقة التي وردت فيها في النصوص الجزيرية القديمة
يرد في معاجمنا ان كوثى من اسماء مكة ، كما اورده ابن منظور في مادة كوث الثلاثية ، وجرى التمييز بينها وبين كوثى العراق التي هي سرّة السواد ، وفيها مولد النبي ابراهيم عليه السلام ، وارتبطت في كتب الجغرافيين بنبط السواد ، والنبط مفردة ترد في معاجمنا ومصادرنا المختلفة للدلالة على سكان العراق الأصليين من الآراميين والسريان والكلدان قبل الفتح حتى أُطلق على سكانها بالكوثانيين نسبة الى نبطها وكلدانييها ، وليس الكوثابيون كما ذكر ابن صاعد في كتابه طبقات الأمم ، والكلدانيون من الأقوام الجزيرية ( نسبة الى الجزيرة العربية ) الذين نزحوا خلال الألف الثاني قبل الميلاد من سواحل الخليج بأتجاه الأقسام الجنوبية من العراق كما يرى جمهرة واسعة من علماء التاريخ ،
وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: سأَل رجلٌ عليّاً، عليه السلام، فقال: أَخبرني، يا أَمير المؤْمنين، عن أَصلكم، معاشرَ قُرَيْشٍ، فقال: نحن قومٌ من كُوثى. واختلف الناسُ في قوله: نحن قوم من كُوثى، فقالت طائفة: أَراد كُوثى العِراق، وهي سُرَّةُ السَّوادِ التي ولد بها إِبراهيم، عليه السلام؛
ولقد ذكر (كوثى ) الطبري في تاريخه في7 مواضع
وابن الجوزي في 6
وابن الأثير والمسعودي في موضعين
والحموي في 3
والبلاذري والأصفهاني والزمخشري في موضع واحد
ومصادر اخرى عديدة
ولقد تنقّلت المفردة بين ان تكون مدينة مطلة على النهر او هي النهر ذاته كما عند المسعودي في مروج الذهب وتاريخ الطبري الذي ذكر ان ام النبي ابراهيم عليه السلام خرجت منها وان اباها هو من احتفر النهر ( نهر كوثى ).
ولقد اورد علماء اللغة بعض معان لها منها : الكوثى القصير ، وكوّث الزرع تكويثا اذا صار اربع او خمس ورقات .
واتفق بعض العلماء على ان المفردة ليست من العربية ، وكانوا يعنون كوثى الدالة على النهر او المدينة .
وفي الحقيقة فأن مفردة كوثى الدالة على النبات دخلت مع الكثير من الفاظ الزراعة الى معجمنا اثناء مرحلة التدوين مع المفردات الآرامية ( الجزيرية ) الآخرى بأتفاق العلماء .
اذ ان الفاظ الحضارة والزراعة هي مما جرى تعريبها او دخولها بهيئتها ولفظها الى معجمنا لخلو حياة البداوة منها .
اما هنا فسريعا سأتحدث عن كوثى كما ذكرها علماء التاريخ والساميات من خلال حفرياتهم الآثارية . فلقد اكّدوا على انها من من مدن اكد السامية القديمة وتُعرف اطلالها اليوم بأسم ( تل ابراهيم ) ، وتقع على الجهة اليسرى من موضع نهر الفرات قبل تحوّل مجراه على بعد نحو اربعين كيلو مترا من شمال شرقي بابل . وهي من المدن الدينية المقدسة ، ولطالما ذكرتها المصادر القديمة مع بابل وبورسيبا .
ولقد وردت المدينة في التوراة كأحدى مدن العاصمة بابل الكبيرة ، ومنها نقل الملك الآشوري سرجون الثاني قوما ليستوطنوا شمال الهلال الخصيب حسب بعض العلماء .
كما عثر على لبنة في موضعها الحالي تحمل اسمها تعود الى عصر نبو خذصر .
كونوا جميعا بمودة صافية
صلاح
مواقع النشر (المفضلة)