[align=center]أشلاء الثقافة

في عتمة ليلٍ بهيم ، أقمت حداد العقل على عتبة الفكر ، بأثواب لونها ليليٌ قاتم ، وبشموع لم تضأ .
رغم أن ضباب اليتم المعرفي ألقى بثقله على رصيف الهراء ،
إلا أن القابع في صومعته يعلم أن الجرْي في دهاليز أروقته من المحال ،
وأن البعيد عن النشوز أصبح إيماض شوق في ليل التذكر .
لم أشأ أن أعود بمثل هذا الكلام ، بيد أني مغرمة بتمجيد قلمٍ سيال ،
قد تجنت عليه ثقافة عصر مريض .
لقد انتظرت طويلاً ، أبعدت القلم ، واستأنست ببريقه على طاولة العزاء ،
فأيقنت أن المراحل مطوية ، والعهود منسية ، والصباحة مأتية .
تمنعت ثم تمعنت فأيقنت أن القلم يجب أن يكسر ، والفكر يجب أن ينحر ،
والكلام يجب أن ينكر .
لا فرق بين كاتب فكر وكاتب عهر ، فالأول لا يزال موقوفاً بتهمة الخيانة ،
والآخر موقوفٌ بتهمة الوفاء .
تمزقت الحقائق فلم يبق منها سوى اسمها ، وباتت ظنون الحسد تقتات من سويداء قلب سليم .
غريب أمرنا ونحن تلتفت إلى أمامٍ مظلم ، وننسى أن وراءنا عهد منير .
تقطعت السبل في طريق الضياء فلم يبق لنا من ثقافتنا إلا أشلاء منتنة ،
وروائح مؤذية .

في عرفي :
كاتب الضباب لا يستحق أن يكون صاحب قلم ، ولا ناشر فكر ؛
فإن مكانه بين الوحول ، وليست بين الفحول .



وأخيراً :
بلا أسى أصنع المستحيل
[/align]