آخر المشاركات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 20
  1. #1
    Registered User

    حماد الرويان غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الدولة
    رفحاء الحبيبه
    المشاركات
    546

    كاتبة من رفحاء .. حصة الجربوع ..

    [align=center][align=center]
    الموضوع رقم ( 1)
    [/align]
    [/align]

    [align=center] تحت عنوان (( الكتابة على صفحة الماء.. ))[/align]
    [align=center][/align]
    [align=center]الكاتبة .. حصة إبراهيم الجربوع – رفحاء[/align]

    [align=center]لماذا.. يظل بعض الكتّاب - خاصة - أصحاب الأعمدة والزوايا منذ اشتغاله بالكتابة حتى اعتزاله يمرر وأحيانا - يوضح - بشكل لافت،
    أنه لم يكتب وينشر إلا بتأثير من الهم الاجتماعي والحس الوطني؟!
    وكأن القارئ لا يعلم ذلك.. الأمر..
    الذي يجعل أفكاره ورؤاه لكثير من الأمور تبدو مموهة ومشوهة
    حيث يحاول خلال المساحة المتاحة له اثبات ذلك، ولولا الحياء لأقسم على ذلك بعد كل سطر يكتبه.
    وعندما يتأكد ويحس - طبعاً - بينه وبين نفسه -
    أنه أوصل للقراء غيرته وحرصه على المصلحة العامة يبدأ في كتابة فكرته وبلورة موضوعه
    ولكن أين الفكرة؟؟ ضاعت الفكرة!!

    (وبلش) بالموضوع.. وامتلأ العمود..
    ويظهر الأمر بصورة جلية في مقالات الكاتب غير المتفرغ للكتابة (الموظف)
    حينما يتصدى للكتابة في موضوع ما يمس جهة عمله إدارة..
    كانت.. أم وزارة..!!
    يصبح بين خيارين كلاهما - مر - إما كتابة أو لا كتابة!!!
    ولكن كيف لا يكتب!!!
    وهو ما فتئ يمرر للقراء إنه - [align=center]مواطن.. كاتب.. صالح!!.[/align]
    إذا يكتب وعليه أن يذكر القراء وغير القراء؟؟
    أنه إنما يكتب للمصلحة العامة وإن - غضب مرؤوسوه -
    ويسوق الأدلة والبراهين والمسوغات اللازمة ثم ينتهي الأمر به
    كمن كتب ولم يكتب شارك في الطرح
    ولم يشارك واكب الحدث ولم يواكبه وانتهى وهو لم يرض أحدا والأهم من ذلك لم يغضب أحد؟

    مثل هذا الكاتب لا يستطيع السيطرة على فكرة مقاله لذا تكثر في زاويته العبارات المستعارة
    والجمل القصيرة
    ويكثر من الاستناد إلى الرسائل - الايميلات -
    حتى أنك تجد عموده اليوم وغداً وبعد بعد الغد عبارة عن (إيميل) من قارئ،
    وشكوى من مواطن
    وكأن الأبواب أغلقت إلا باب عموده!!
    ثم ينشر ردود الأفعال حول الشكاوى - وقد - تكون من أعلى المستويات!
    فيصبح لزاويته صدى ولقلمه مدى،
    في الوقت الذي لم يضف قيمة أو يشكل وجداناً للقارئ،
    كما لم يؤصل لفكر أو منهج. وأنا هنا لا أنكر عليه مقدرته على التفكير والابداع،
    إنما يتفلت منه الابداع وتتملص من بين يديه الأفكار، مثله كمثل من يكتب على صفحة الماء.

    وأجزم أنه لم يمنح فرصة الكتابة إلا بعد أن أثبت مهارة وقدرة على الكتابة

    لكن مع مرور الوقت وبفعل الضغوطات الوظيفية (والملامات) الاجتماعية وتراجع الخلفية الثقافية!!

    يحاول جاهدا أن يمسك القلم من النص
    وحينما يمسك الكاتب القلم من النص تصبح الحروف باهتة والنقاط غير واضحة!.

    بالتالي يكف القارئ عن المتابعة!!
    أو ينظر لعموده أو زاويته انها جزء من جغرافية (المكان)
    الجريدة شأنها شأن الثوابت في أي جريدة كالاعلانات المتفرقة،
    التي لا يمكن أن تقرأ إلا من المعلن أو من أصحاب الاهتمامات الغربية!!
    كما تفتقد ويلاحظ غيابها!!.

    ولأن القارئ في الأساس يبحث عمن يضع له النقاط على الحروف
    فلا وقت لديه في هذا الزمن المتسارع..!
    لقراءة الفكرة الواضحة المباشرة!! فضلا عن التي بلا نقاط.

    إن تعاطي الكتابة بهذا الشكل والاستمرار عليها لا تمكن الكاتب من تطوير ذاته كما تساهم في تراجع خلفيته الثقافية،
    لأنه استمرأ الكتابة بهذه الطريقة المريحة،
    لذا من المستحيل أن تجد له كتاباً بمقومات الكتاب المعروفة
    أو قصة أو مجموعة قصصية أقصى ما يمكن أن نرى له كتاباً يجمع بين دفتيه شتات مقالاته التي قد تكون متناثرة في أكثر من صحيفة.!

    ولا يمكن أن يدخل به التاريخ وإن بقي في الجغرافيا..!!
    وأكثر ما أعجب له حينما يصنف نفسه ضمن الطبقات الثقافية العليا!!
    لذا تراه يزاحم المثقفين في كل مكان فتألف وجوده في المشهد الثقافي،
    ومن عاشر القوم صار منهم!!!

    بالله عليكم؟

    مع من يصنف هذا الكاتب..؟
    [/align]


    [align=center][/align]
    [align=center] كان النشر في يوم الأحد 8 جمادى الأولى 1427 هـ في جريدة الجزيرة صفحة الرأي [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة حماد الرويان ; 09 Jun 2006 الساعة 10:16 PM
    [align=center][/align]
    [glow=FFFF66][align=center]

    شكر خاص لرجال أمننا البواسل
    الذين جعلوا من أنفسهم درعا لنا
    وراصدا أمنيا لحياتنا
    شكرا لكل من جعل روحه فداء لهذا الوطن ومواطنيه
    وشكرا لمن فقدها في سبيل ذلك.
    [/align]
    [/glow]
    [glow=FFCC66][align=center]
    مع تحيات
    [/align]
    [/glow]

    [glow=FF0099][glow=FFFF33][align=center]اخوكم .. ابو فيصل [/align][/glow][/glow]

  2. #2
    Registered User

    حماد الرويان غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الدولة
    رفحاء الحبيبه
    المشاركات
    546
    [align=center]الموضوع ( 2) [/align]
    [align=center][align=center]تحت عنوان (( رحيلٌ بلا وداع ))[/align][/align]

    [align=center][align=center]إلى.. الفقيدة الغالية..
    إلى موضي وحصة و.. و.. وإلى نفسي؟؟ شيء من حرفي يعبر عن صادق حزني ومواساتي
    أذان يرتفع ويملأ الكون أماناً وجلالاً وهيبة
    الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله..
    قرآن يُتلَى..
    (والفجر وليال عشر)..
    .. {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}..
    وقعٌ أقدام تتسارع وأنفاسٌ ملهوفة..
    تزداد سرعتها إلى أن تصل آخر الممر..
    تخف السرعة.. وتمشي الهوينا.. لكن الأنفاس لا تزال ملهوفة
    يا.. إلهي لِمَ توقفت الأنفاس.. لقد
    فُتح الباب..
    وما زال القرآن يُتْلَى.. الآية الكريمة تملأ المكان.. يقيناً.. إيماناً
    {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}
    رحلتَ.. يارب إليك..
    ولكن؟؟ حتى موعد الرحيل..
    كان الزمن قصيراً..
    بقيت تفاصيل كثيرة.. لم نقمْ بها..معاً!!
    ريوف.. أُخيتي..
    رحلتِ.. بلا.. وداع؟؟
    هلا عذرتيني..
    هلا عذرتيني.. في الدعاء وفي البكاء؟؟
    سأبكيكِ!!
    ما.. بقي في المحاجر من دموع..
    سأبكي.. ويبكي معي.. الكون.. أطياف ونوع..
    .. سأدعو
    سأدعو.. ما سجدت لله في خشوع..
    يارب.. رحماك.. فأنت.. الملاذ..
    إذا ضاق الملاذ؟؟ بلا.. اتساع..
    رحماك ربي.. إذا اتشح.. المقام.. بالسواد.. بالظلام
    فأضيء إلهي المآل بنور عفوك.. وأودعه السكينة والسلام
    كيما يطيب - لأخيتي - يارب في الدار.. المقام
    يارب..
    مَنْ للمقيم.. خلاكَ؟
    مَنْ للسقيم.. عداكَ..؟
    مَنْ للمضطر إذا.. دعاكَ..
    يارب.. سواكَ..؟
    يارب كما ألهمتني.. صبراً.. ارزقني..
    يارب.. احتسابا..
    [/align]
    [/align]

    [align=center]نشر هذا المقال في يوم الجمعة الموافق ( 14 ) ربيع الثاني من عام 1427 هـ في جريدة الجزيرة صفحة الرأي .. [/align]
    [align=center][/align]
    [glow=FFFF66][align=center]

    شكر خاص لرجال أمننا البواسل
    الذين جعلوا من أنفسهم درعا لنا
    وراصدا أمنيا لحياتنا
    شكرا لكل من جعل روحه فداء لهذا الوطن ومواطنيه
    وشكرا لمن فقدها في سبيل ذلك.
    [/align]
    [/glow]
    [glow=FFCC66][align=center]
    مع تحيات
    [/align]
    [/glow]

    [glow=FF0099][glow=FFFF33][align=center]اخوكم .. ابو فيصل [/align][/glow][/glow]

  3. #3
    Registered User

    حماد الرويان غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الدولة
    رفحاء الحبيبه
    المشاركات
    546
    [align=center]الموضوع رقم ( 3 ) [/align]
    [align=center]تحت عنوان ((( رفحاء.. ومدن الملح ... ))[/align]

    [align=center]ترى هل ظن الكاتب الراحل (عبدالرحمن منيف) يوماً أن تتنازع عليه مدن وقرى نجد إلى أيها ينتمي؟
    أم أنه ظن أن تتنازعه بغداد وبيروت ودمشق وهي التي أغوته عن نجد.. التي بادلته بالجفاء والوفاء.
    لقد رحل محروماً من نجد مفوتاً فرصة المجد بنجد!! فالمجد بنجد طعم آخر؟
    فنجد هي القلب وما عداها الأطراف..

    [align=center]واليوم مدينتي الصغيرة رفحاء تنازعه عنوان روايته (مدن الملح)!![/align]

    ذلك أنها إحدى مدن الملح و(الملح) هنا ليس ملح (الطعام) أو ملح البحر وإنما من الملح والملاحة والمليح وهو عكس القبيح.
    وكل زائر لها لابد أن يصفها بالمليحة أو (المملوحة) وهو وصف اعتاد الناس أن يطلقونه على من أوتي شطراً من الجمال وكثيراً من الجاذبية..
    هذه المدينة الرائعة التي أحيت الصحراء من حولها لها من الجاذبية والسحر الحلال ما يجعل القاطنين فيها يتغزولون بها - بل - كثير من المارين عليها استلطفوها!! وآخرون صارت لهم المقر الدائم.
    لقد تناغمت مع التطور..
    فلم تسبقه فتشيخ! ولم تتركه لتتخلف..!!
    لذا لا غرابة أن تراها حاضرة في ذاكرة المحبين لها على مدار العام.
    فليالي الصيف فيها كأنما هي في سمر مع ليالي أبها!!
    وشتاؤها هبة الله تعالى للصحراء القاحلة التي تعرف أن للمطر طعما آخر مختلف؟
    لذا تتمخض عنه فياض من العشق والعشب..
    أزاهير وألوان من الروعة تتناثر على الروابي والجبال باتساق رباني بديع..!!
    يخالها الناظر ضرباً من الوهم لا (درب من - العشق - العشب).
    لقد صاغت نفسها كأنما واسطة العقد في قلب الصحراء..
    وإذا لم تتوارد في الذاكرة الجمعية كثيراً فهذا لا يعيبها..
    فقد مرت من هنا زبيدة.. وبارك هارون الرشيد.. دربها.. ومرت قوافل الحجاج..
    تترى.. تتفيأ ظلاً.. وتشرب قراحا.
    لقد التفت إليها التاريخ.. وطبع الملح على جبينها.. وحاصرها العشق من كل جانب..
    وأمسكت بتلابيب التقدم.. تتجمل كل يوم.. كعروس في غاية الروعة والجمال..
    وأهلها ينتظروا الخطاب.. من يسبق من.. يا رجال المال والأعمال.
    [/align]


    [align=center]كان النشر في يوم الجمعة الموافق 13 جمادى الأولى 1427 هـ في صفحة الرأي [/align]
    [align=center][/align]
    [glow=FFFF66][align=center]

    شكر خاص لرجال أمننا البواسل
    الذين جعلوا من أنفسهم درعا لنا
    وراصدا أمنيا لحياتنا
    شكرا لكل من جعل روحه فداء لهذا الوطن ومواطنيه
    وشكرا لمن فقدها في سبيل ذلك.
    [/align]
    [/glow]
    [glow=FFCC66][align=center]
    مع تحيات
    [/align]
    [/glow]

    [glow=FF0099][glow=FFFF33][align=center]اخوكم .. ابو فيصل [/align][/glow][/glow]

  4. #4
    الصورة الرمزية الوتر الحساس
    عضو متميز جدا

    الوتر الحساس غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,178
    مقالات رائعة

    وقد أعجبني الموضوع الثاني
    تحت عنوان (( رحيلٌ بلا وداع ))




    ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

    >> شاردة << رفحاء.. ارتقي العلياء

    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    [align=center][/align]

    [align=center][/align]

    [blink][align=center]جاري صناعة توقيع[/align][/blink][align=center] [/align]

  5. #5
    عضو متميز جدا

    ليث غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    المشاركات
    10,687
    اشكرك ابا فيصل... والشكر موصول للاخت حصه


    مقالات راااااااائعه
    ramekoo@hotmail.com



  6. #6
    عضو جديد

    STAR2006 غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    32

  7. #7
    الصورة الرمزية الدب الداشر
    عضو متميز جدا

    الدب الداشر غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2002
    الدولة
    مـ ــوطـ ــنـ خـ ــطـ ـايـ
    المشاركات
    24,704
    [align=center]

    .

    .

    .

    حصة الجربوع صديقة لوالدتي الله يحفظها بس الوالدة إتهت للرواية وحصة للكتابة .. قريباً والدتي ستصدر رواية - يومياتنا في محو الأمية ؟-


    بالنسبة المشرفة للأستاذة حصة الجربوع -لكي لا يحصل لبس خطير جداً- ..

    أقول بأنها كاتبة رائعة .. وأعتقد بأن هناك كاتبة أخرى لوفـُـتح لها المجال .. لأصبح مقالها مرادف لمقاد الدكتورة نورة السعد ..

    الكاتبة التي أعني هي الأستاذة الفاضلة صاحبة الدين والخلق الرفيع / مزنة الفريح ..

    دُرر رفحاوية ..


    شكرا حجي حماد [/align]

  8. #8
    عضو متميز جدا

    الجبل الأخضر غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    1,832
    مواضيع قوية
    وفي الصميم
    برأيي المتواضع اذا استمرت بهذا النهج نحن امام كاتبة الشمال
    والله الموفق
    الأنترنت وسيلة بناء لاوسيلة هدم
    سنعض اصابع الندم اذا فقدت هذه الوسيلة مصداقيتها
    قال حكيم : يابني ان لكل قوم كلب فلاتكن كلب قومك

  9. #9
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21
    وهناك ايضاً مقالات لم تذكروها هذه احداها

    مسألة العقوق.. اعرفْ نفسك
    حصة إبراهيم الجربوع /رفحاء



    تظل مسألة عقوق الوالدين تُثار بين الحين والآخر رغم أن الموضوع محسوم من الناحية الشرعية حيث قرن الله عز وجل في كتابه الكريم بر الوالدين بعبادته كما أن سنة الرسول الكريم أوضحت أنه من أوجب الواجبات وأن البر بالوالدين سبيل إلى كل خير..
    وبلا شك نجد مَنْ الناس من يتهاون في أمر ربه وبالتالي يتهاون في واجباته ومنها بر الوالدين وبالتالي فأمر العقوق ليس مستغرباً على هؤلاء ولكن المستغرب على أولئك الذين يلتزمون بأمر دينهم صلاةً وصياماً وزكاةً وأصبحوا آباء وأمهات ولا يزالون في العقوق ماضين..!!!
    إن منْ يتأمل حال أولئك لا يجد لديهم نقصاً في العلم أو التجربة بل قد تجده أكثر الناس نجاحاً وأيسرهم حالاً، ينعم بأهنى عيشة، تُفتح له الأبواب، يأتمر الكثيرون بأمره ولكن عندما تلقي نظرة على والديه تجدهما أشد الناس بؤساً!!! إذا مر عليهما في السنة كان جلوسه لحظة وسؤاله كلمة، ينظر إلى المكان باشمئزاز وهو الذي تربى فيه!!! يتلثم بغطاء رأسه تأففاً من رائحة المكان!!!
    لماذا هذا العقوق..؟ لِمَ؟؟؟
    هل كما يقولون (فتش) عن المرأة..
    لِمَ لا يكون (فتش) عن العقل فهو من أجّل النعم التي فضل الله بها الإنسان على كثير ممن خلق!! وقد وقفت على (23) آية في القرآن الكريم يتعجب الله جل شأنه من تغييب الإنسان لعقله في مواطن كثيرة.. {.. أَفَلَا يَعْقِلُونَ} (يس آية 9).
    لِمَ يغيب أو يُغيب عقل الرجل في هذه المسألة تحديداً أليس في العقل ميزان تُقاس به الأمور ويوزن به الصواب والخطأ؟.. لقد كانت المرأة ومازالت ناقصة عقل ودين فكيف تتحكم في عقل الرجل؟.. ذلك سر لا تعرفه غير تلك النسوة المتجبرّات اللاتي لم يجعلن الله عليهن رقيباً!!!
    وسر لا يعرفه إلا الرجال الذين سلموا عقولهم لنساء وصفهن الله عز وجل في كتابه الكريم بأن كيدهن عظيم.
    إنني في هذا المقال - وأنا المرأة - حينما أتحدث عن عقوق الرجال لا أعول على النساء كثيراً - وإن كان لهن أثر كبير في برّ كثير من الرجال بوالديهم - ولكن أعول على عقل الرجل ومستوى تفكيره.. وأتعجب لِمَ لا يسأل الرجل نفسه - وإن لم يكن - عاقاً - فكيف بالعاق يسأل للمعرفة (اعرف نفسك) وللعلم؟!.
    والإنسان بحاجة إلى السؤال الذي تفضي إجابته إلى الحقيقة وبالتالي إلى الحق
    اسأل.. لِمَ تسأل.. اسألوا:
    كيف بعدت الشقة بيني وبين والديّ؟
    لِمَ لا أرى أهلي في بيتي وأراهم في بيت أخي؟
    هل أزور أهلي كما تزور زوجتي أهلها؟
    هل تستقبل زوجتي أهلي في بيتي كما تستقبل أهلها في بيتي؟
    هل تحبني زوجتي؟
    هل تتمنى زوجتي لي الخير؟
    لماذا لم تذكرينني وتدفعينني إلى بر والديّ؟
    لماذا لم تفعل ذلك وأنا الذي لم أمنعها يوماً من أهلها؟
    لِمَ هي تبرّ بأهلها وأنا أبرّ بأهلها؟
    أليس والدي أحق بالبر؟
    استمر في الأسئلة وجاوب الإجابة الصحيحة فأنت في امتحان رباني سيعرض عند رب العرش العظيم وعلى الخلائق أجمعين واحرصْ على أن تكون الإجابة صحيحة كما تحرص أن تكون إجابتك على اختبارات الدنيا!!!
    هل أقضي الأعياد والعطلات مع أهلي؟،
    هل أنفقت على والديّ يوماً؟
    هل أشعر والديّ عندما أسافر؟
    كم مرة أخذت رأي والدي؟
    كم مرة أهديت والديّ هدية؟
    هل اتصل بهم يومياً؟
    ثم يحاكم نفسه قبل أن يُحاكم بأن يتجرد من نوازع الشر من فتن النساء والمال ومن الغيبة والنميمة ويستحضر نوازع الخير التي فطر الله الإنسان عليها ولا غضاضة في أن يتمثل المحاكمة كمدعٍ ومُدعَى عليه وليسأل نفسه
    يا نفس.. يا نفس.. يا نفس..
    هل تحسين بالتقصير اتجاه والديك؟،
    هل تستطيعين التعايش مع هذا التقصير؟،
    هل ترين أن الناس يتعاملون مع والديهم كما تفعلين؟،
    هل ترين نماذج من بر الوالدين وتتمنين أن تكوني مثلها؟،
    ما الذي يمنعك من ذلك؟.
    في حالة مرض والديك هل يقض ذلك مضجعك؟،
    هل ندمت يوماً على أمر فعلته لوالديك؟،
    هل تلاشى الندم سريعاً أم بطيئاً؟،
    هل فعلت أمراً آخر بعد ذلك وندمت عليه؟،
    هل تلاشى الندم بصورة أسرع هذه المرة؟،
    هل لاحظت أن لا ندم تشعرين به تجاه والديك مهما فعلت مع توالي الأيام والسنوات؟،
    هل والداك جديران بالحب؟،
    هل يجب أن يكون الوالدان جديرين بالحب حتى تحبيهما يا نفس؟،
    إذن: هل تحبين والديك؟؛
    هل ما تقومين به يا نفس فعل المحبين؟...
    فإذا انتهى من محاكمة نفسه ولم يبكِ ويتأوه ويتحسر على عمره الذي مضى في العقوق.. فلا خير فيه
    وبطن الأرض خير له من ظهرها.. فلا بكته الأعين ولا حزنت عليه القلوب.
    أما ما يتعلق بعقوق النساء فعلى النقيض من ذلك فأنا أعول على قلوبهن لا على عقولهن هذه المضغة الصغيرة التي قال عنها الرسول الكريم: (إذا صَلُحَتْ صَلُحَ الجسد كله...)، البرّ ينبع منها كما هو الحب والشفقة، فإن نقصان عقل المرأة هو كمال في عاطفتها فكيف ينقص بر المرأة بوالديها ولا يزيد؟! ؛ ويل لقلوب الأمهات التي مُلئت حباً للزوج والأبناء وعجزت عن حب الوالدين والبر بهما.
    وهل في عقوق المرأة أيضاً (فتش) عن الرجل؟،
    نعم فالرجل قادر على أن يمنع المرأة من بر والديها وقادر على أن يدفعها إلى برهما ولكن أين قلب المرأة في التعامل مع الرجل؟، لِمَ لا يكون لها دور في التذكير بحق والديها؟، لِمَ تستسلم؟، لم لا تبحث عن مكامن الخير في زوجها لدفعه إلى مساعدتها في بر والديها؟.
    تزيد من برها بأهله، تكرم أصحابه، تزور أقرباءه وتعينه على الصلة، فإن لذلك أثراً في تلمس الرجل حاجات المرأة إلى الصلة بأهلها وأقربائها.
    ولا ريب أن عقوق النساء أشد وأمضى على الوالدين، حيث تظل المرأة مصدراً للحب والعطف والحنان وأقدر من الرجل على البر ولعمري هذه مطالب الوالدين عند الكبر.
    أما ما تفعله المرأة العاقة فهو بلا شك ينزع عنها كل صفات الأمومة وإن كانت أماً وينزع عنها الحب ولو كانت نهراً جارياً.. أنَّى لها الحب وهي لم تحب أبويها!!
    على أن عقوق النساء يظهر بشكل لافت حينما تتزوج المرأة من الرجل الأعلى مستوىً منها، فالحياة المنعمة والارتفاع إلى طبقة أعلى يجعلها تنظر إلى والديها بالعين التي تتبرأ لا العين التي تبر فيتبع ذلك قلة في الزيارات ومن ثم انقطاع فعقوق.. وصدق الباري حينما قال {فَإنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}(الحج آية 46).
    على ذلك لا يمكن تعميمه فعقوق النساء موجود على المستويات والشرائح كافة وبالتالي على المرأة كما الرجل أن تحاسب نفسها وتحاكمها.. قبل يوم الحساب..
    لكن ما هي النقطة التي يبدأ الرجل والمرأة العاقان بداية العود إلى البرّ.. وفي ظني ليس هناك أفضل من اللحظة التي يحتضن الرجل أو المرأة طفلهما ويشتَّما تلك الرائحة التي لا تكون إلا في ابنهما وكيف تتغلغل في نسيج قلبه وتعطيه إحساساً لا يمكن أن يصفه بشر أو يخطه قلم..
    تلك غريزة الأمومة والأبوة التي جُبلت عليها الخلائق ونشعر بها ولا يمكن أن تتغير أو تتبدل أو تُلغى بل تزيد وتتوقد عاماً بعد عام وهي ما يشعر بها آباؤنا وأمهاتنا منذ ولادتنا وإلى أن يحط الشيب في رحالنا
    فيا إلهي وخالقي كما منحتنا إياها لا تحرم والدينا منها بعقوقنا وتحجّر قلوبنا وصلف عقولنا..!!!! آمين.


    فعلاُ مقاله رائعه..

  10. #10
    الصورة الرمزية فلسطينى وافتخر
    عضو فعّـال

    فلسطينى وافتخر غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    216
    مشكورررررررررررر

    مقالات فعلا يعجز عندها القلم

    عن التعبير والرد عليها

    سلمت يداك

  11. #11
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21
    سأعود لدفتري وسبورتي
    حصة الجربوع



    دخلت المكتب منهكةً وأغلقت الباب.. ومن فرط ما تعاني أطفأت الأنوار! كأني بها تريد أن لا يراها أحد! رمت بثقلها على الكرسي، وما لبثت أن قامت «آه.. لقد نسيت أطفأت الأنوار، عفوًا عفوًا.. أريد فقط أن أغلق الباب». قلت لها: «لا عليك.. اهدئي واجلسي.. تنفسي بعمق». جلست ونظرت إليّ بتمعن.. كانت تلك النظرة كافية لأن أعرف ما تريد قوله. وقبل أن تتكلم بادرتها:
    - لقد مللت.. لاتريدين البقاء.. العمل لا يناسبك.. فقدت الحيوية والنشاط.. وهذا الهدوء الذي يسود يبعث في نفسك السأم والملل!
    رفعت بصرها بتثاقل قائلة: تمامًا، هذا ما أشعر به، وأكثر من ذلك طبيعة هذا العمل تربكني. عليّ أن أتجول في جميع المدارس صباح كل يوم متأبطة اختباراتي للإشراف. لك أن تتخيلي أول يوم زاولت فيه عملي الجديد، قمت بزيارة ميدانية لإحدى المدارس، وكان مهمتي تقتضي أن أتابع أداء معلمات مادتي في المدرسة. وأي معلمات هن؟! فهذه سبق أن علمتني في المرحلة الابتدائية، وهذه زاملتني في المرحلة الثانوية، وتلك ابنة الجيران... والأدهى والأمر أن إحداهن زوجة أخي التي ترغب في الخروج من بيت العائلة إلى بيت مستقل! كيف لي أن أتواصل معهن وأعطيهن التوجيهات اللازمة وهن يكدن أن يفترسنني بنظراتهن؟! أكاد أسمع همهمات صدورهن: «متى صارت مشرفة؟!.. الله يعين على طلباتها.. من زمان وأنا أعرفها.. طالعة فيها شوي.. لا تتعبن أنفسكن ترى ما يعجبها العجب...» هذا أول يوم لي في الوظيفة ولمست ذلك، كيف إذا توالت الأيام وتعاقبت الزيارات؟! إنني متفاجئة جدًا من طبيعة هذا العمل. لم يكن كما تصورت!
    قاطعتني: ولم أنتظر؟! أنتظر حتى أرى ما تقوله الزميلات يتجسد أمامي وأتحول مع مرور الوقت إلى كومة من اللحم على مكتب يمضي يومي كأمسي وغدي كيومي؟! أما سمعت ما تتناقله الزميلات في مكتب الإشراف عن حالهن؟!
    أجبتها: وأنت، ألا تعرفين ثرثرة النساء؟! إنه لا يعدو كلامًا تحاول من خلاله الزميلات ضمك إلى «حزب المتقاعسات».
    ألم يقلن لك: إن هذا العمل «روتيني» وإن عليك أن تلبسي عباءتك ثم تركضين نحو الباص بيدك فنجان قهوة تضعينه عند باب بيتك قبل الخروج، ثم تحشرين نفسك في الحافلة، حيث لا تجدين لك موطئ قدم.. وعليك النزول عند كل محطة وقوف لإفساح المجال لرفيقات طريقك بالنزول... وغيرك من الموظفات يشربن القهوة و«يحلين» معها بأصناف الحلويات؟ ألم يخبرنك بأن دورة حياتك ستنقضي بين البيت والمدرسة؟
    ألم يقصصن عليك حكاياتهن مع المديرات واستقبالهن عند زيارة المدارس.. هذه مديرة مرحة، وهذا حانقة، وأخرى متكبرة، وتلك ترى المدرسة إحدى ممتلكاتها الخاصة؟ بالتأكيد حدثنك عمن رأين من المعلمات (أيضًا)، بل أظن أنهن شرحنهنّ كلهنّ بمشارط ألسنتهن، وأطلقن عليهن من الأوصاف ما الله به عليم! ووصل الأمر بهن أن أطلقن عليهن من الأحكام التي لا يمكن نقضها ولا حتى بـ«محكمة العدل الدولية» وأجبرنك على قبول هذه الأحكام، وكأن لا رأي لك ولا بصيرة!
    طيب.. أستاذتي، ما دمت تعرفين كل هذا فقد أصبحت مهمتي سهلة.. ولا تستغربي إذا طلبت منك الإعفاء من مهامي الوظيفية في الإشراف التربوي. مالي ولهذه الوظيفة؟! إنها وظيفة بلا نتائج يمكنني رؤيتها ومتابعتها! وأنا في طبيعتي أحب العمل وأبغض «الروتين».. أحب أن أرى نتيجة عملي كل ساعة في عيون طالباتي... أراه اعتزازًا بوطن، وعشقًا لتاريخ أمة، وتطلعًا لمستقبل مشرق.. كيف لي أن أحقق ذاتي مع معلمات يرفضن الجديد والتجديد؟! وكيف لي أن أتناغم مع «حزب المتقاعسات» هنا وأنا التي تكره الركون إلى الركود؟! «إن لي نفسًا تواقة» إلى العمل المثمر، ترى كل عمل تقوم به قليلاً مقابل ما تأخذ!
    إن عملي كمعلمة ليلبي حاجة نفسي إلى العطاء.. عفوًا أستاذتي، أعلم أنك ستحدثيني عن «حزب المتفانيات» الذي تريدينني نواة له لتثني من عزمي على طلب الإعفاء.. عفوًا لا أستطيع فرؤية المتقاعسة عن العمل تورث الكسل والخمول. سأعود لدفتري وسبورتي، حيث باب فصلي موصد عن الملل، ونوافذه مشرعة لأشعة الشمس التي تنير الزوايا المظلمة في حياة طالباتي.




    هذه المقاله كتبت في مجلة المعرفه لكن لااتذكر تاريخ نشرها

  12. #12
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21
    إمرأة وصلت إلى مشارف "القوامة"!
    حصة إبراهيم الجربوع




    وكان ياما كان في سالف العصر والأوان ......
    كان فيه بنت لديها من الطموح والرغبة في العمل لتحقيق ذاتها ما يفوق الوصف وقدر لها أن تلتحق بالكلية وتتخرج معلمة.
    وعلى طريقة جدتي، الزبدة، سارت بها الحياة لتجد نفسها في مواقع وظيفية متعددة تحملت أعباءها بكل أمانة ومسؤولية حينًا، وبكل أمانة وبشيء من التذمر أحياناً أخرى، كما تحملت أوزارها بالصبر والاحتساب. ولما تشعبت بها ظروف الحياة وجدت نفسها كما هي مسؤولة عن وظيفة تتطلب منها الكثير، وأسرة ترقب دخولها وخروجها، وتأمل أن تقتنص من الوقت ما يكفي لتمنح هذه الأسرة ذلك الدفء الذي لطالما حدثت به نفسها أن تمنحه لها لو قدر أن تكون لها أسرة ... وكانت الأسرة.
    وعلى نهج جدتي في سرد القصة.
    كان للبنت صديقة لها الأحلام والطموحات نفسها، وحصلت على المؤهل نفسه لكن تعيينها في إحدى المدن الكبيرة لم يتح لها التدرج في الوظائف، وبقيت قانعة دون بديل أن تبقى معلمة بالمرحلة الابتدائية.
    وذات يوم حدث في أسرة البنت ما جعلها تعيد التفكير في كثير من الأمور!
    فحدثت نفسها وأثقلت!
    لم عليّ أن أبقى في عملي متأخرة عن زميلاتي بأكثر من ساعة ونصف الساعة ؟ لم علىّ أن أكون آخر من يبقى في العمل وأول من يباشر وصديقتي أول من تتمتع بالإجازة وآخر من يباشر! ما الفرق؟
    هي تعمل أقل، تتعرض لضغوط أقل، تسعد بها أسرتها أكثر، وتعطي أسرتها من اهتمامها بقدر أكبر! هي مستقرة من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى البيت! وأنا يتعين علىّ أن أكون كل يوم في مكان، مع ما تمثله بعض الأماكن من خطورة الطريق ومشاكل التأخر، وكلنا في ميزان واحد!!
    يا إلهي لماذا أفكر بهذه الطريقة؟ ما كنت يومًا أشغل نفسي بالمقارنات، وما كنت يومًا أحسد أحدًا على ما فيه من الخير، إنها الوساوس!!
    أعوذ بالله من الوسواس الخناس ، لا إنها الغبطة، بالتأكيد إنها الغبطة، ولا غيرها لم لا أكون مثلها؟ يوم أن شج رأس ابنتي كان علىّ أن أوقظها من نومها كل ساعتين، كما أمر الطبيب، وكان علىّ الذهاب إلى عملي، ذهبت وتركتها في رعاية الخادمة.
    وكانت صديقتي ومثلها الكثير تنعم بالوجود في بيتها تحتضن أطفالها في ذلك الوقت، كيف أعتذر لصغيرتي وهذا اختياري؟! وكيف أوضح لها أني لو كنت في مكان آخر لكنت بجوارها وما كنت أدعها تزدرد العبرات، وكنت قد تعذبت بتلك النظرات التي تتوسلني وما استطعت!!
    وبين الاستقالة، والحاجة، وبين الطموح وحب العمل، والعودة إلى البداية، ثم بين الأمومة، والوظيفة!
    كنت !!!
    ككل النساء امرأة تنوء بأعباء كثيرة وصلت بها إلى مشارف القوامة، لو صحت!!
    وبلا شك كنت ولا مناص، المرأة العاملة المظلومة!! أو المرأة العاملة في المكان الخاطئ .
    هكذا قالت ـ وهكذا هي الحقيقة ـ ولكن من يفتح النوافذ لتدخل الشمس إلى الزوايا المظلمة في حياتنا.
    قامت وكأني أرقبها تفتح النافذة، وتنظر إلى الأفق البعيد، وفي نفسها شيء من حتى.



    هذه أيضاً كتبت في مجلة المعرفة

  13. #13
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21
    عندما.. يتساوى الحزن والفرح
    حصة إبراهيم الجربوع / رفحاء



    عندما تنوء ظهورنا بأعباء الحياة وأخطائنا.. ويتساوى الفرح والحزن، تختفي مباهج الحياة تصبح الروح كالهشيم تذروها الرياح.. بل تعصف بها إلى حيث تريد بلا مقاومة أو رغبة ولو في التشبث بخيوط آمال أتعبت الأجساد من ملاحقتها أزماناً وبات الاستسلام خيارها الوحيد والاستسلام والهزيمة وجهان للحظ العاثر وإذا حط أي منهما في نفوسنا حل الشقاء وبات الحديث عن المعاناة حديث لا يمل.. نجتر الحزن والألم ونتلذذ بالعذاب وكأنما للحياة وجه واحد حزين كئيب.
    في هذه الحالة ليس لك إلا مكان واحد يعيد إلى نفسك معنى وجودها ويعطيك الفرصة لتكون أنت كما تريد أنت.. كائن بشري سعيد وحر يعرف أن للحزن طعماً واحداً وأن للسعادة ألف طعم.. هذا المكان بمجرد دخولك إليه يعيد إليك صياغة نفسك من جديد!!! ففيه لحظات ميلاد جديدة وأنفاس من الإيمان تملأ الصدور اطمئناناً وسكينة لو احتضنك الكون كله لن تجد الطمأنينة كما في هذا المكان أنه حرم الله الآمن يا لهذا المكان العظيم!! أنه بيت الله.
    بالتأكيد كلنا نعرف ذلك ولكن هل كلنا نستشعر ذلك؟ تخيل ذلك وقل في نفسك أنا في جوار بيت الله.. انظر إلى الكعبة الشريفة مجرد حجر أسود لكن تكتسيه هيبة وشرف تعجز أن تكتسيها قصور العالم؟ بيت الله العتيق يدعونا إليه ربنا بلا شروط أو قيود أو حجز أو موعد، يقبلنا فيه بهمومنا وأحزاننا بأفراحنا بذنبوبنا وخطايانا.. فيه يتبدل الخوف أمناً والشقاء سعادة.
    فيه تصغر الهموم وتكبر الهمم ويصبح للحياة معنى وللوجود غاية.. والله لو عرف العالم ما فيه من الخير لأتوه حبواً.. فإلى متى لندن وباريس حيث يتساوى الفرح والحزن وتبقى الحياة قبلهما وبعدهما عبئاً كبيراً والموت عبئاً أكبر.. إلى متى؟.
    هي... والدموع
    لا أراها إلا باكية لدرجة إنني بت على يقين إنها لم تستخدم عينيها كما استخدمتهما في البكاء كانت الدموع تنساب من عينيها وتتناثر كحبات المطر بزخمها وتسارعها وحجمها.. قلت لما البكاء والاستمرار عليه.. ألا يكفي البكاء.. ألم تذهب الأحزان؟؟ ألم تتعودي الألم؟؟ ألم يجدِ الصبر.؟؟ ألم.. ألم..؟؟
    قالت إني صابرة ولكني لا أملك إلا أن أبكي؟؟ سأبكي حزني وأسفي على نفسي حتى تبيض عيني سكت ولم أعقب وتركتها والآية الكريمة تصدح في أذني {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (84) سورة يوسف.
    تغريبة الشرق والغرب
    عندما يسافر الشرق إلى الغرب نقول تغريبة وهذا صحيح فهي غربة ويا غريب كن أديباً؟.. ولكن عندما يسافر الغرب إلى الشرق هل نقول تشريقة - ولو مجازاً - نعم فقد يشرق بالإسلام وقد يشرق بدماء الأبرياء..؟؟.




    نشرت المقاله في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 03 رجب 1427 هـ 28 يوليو 2006 م العدد 12356
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن زيدون ; 28 Jul 2006 الساعة 01:39 PM

  14. #14
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21


    يا وزارة الخدمة المدنية.. تحجّر اللبن في صدور الأمهات

    حصة إبراهيم الجربوع ـ رفحاء




    شدني مقال في العدد (130) بعنوان «يا وزارة التربية.. اعتبرونا بشرًا» للأخت فاطمة السهيمي هذه الرائعة التي ما فتئت تنعش ذائقتنا بكتاباتها الجميلة. الأمر الذي دعاني إلى الكتابة حول الموضوع نفسه.
    حينما أصدرت الخدمة المدنية لائحة الإجازات الجديدة حددت إجازة الوضع أربعين يومًا، وقد تمتد إلى تسعين يومًا (بعد موافقة الطبيب) إذا احتاجت الأم أو الطفل، ثم يحق للموظفة الحصول على ما يسمى بـ«رعاية المولود» بحد أدنى ثلاث سنوات بربع الراتب.
    التساؤل: من الذي أصدر هذه اللائحة وقرر الأربعين يومًا هل هم رجال أم نساء؟ ذلك ما يدور حوله النقاش بين الموظفات، لدرجة أن إحداهن قالت: «يا ناس ماذا أفعل وقد خلقني الله امرأة؟! حتى أمر حملي وولادتي ونفاسي ورعاية مولودي يتحكم فيها ويقررها الرجال؟!».
    إن الغضب والعتب يكاد يصيبنا بالإحباط. إنه يقتلنا. كيف أعمل وكيف أعطي وقد وهبني الله عامين وسلبني إياهما الرجل؟! هكذا ببساطة!
    إننا حينما ننادي بحقوق المرأة لا تنحصر مطالبنا في قيادة السيارة أو استخراج بطاقة.. تلك أمور هامشية لا نراها ضمن سلم الأولويات، وإنما نطالب أن يكون شأن المرأة للمرأة.
    هل هذا من الصعوبة بحيث لا تستطيع المرأة تحقيقه؟! ثم من الذي يقرر صلاحية المرأة بالتصدي لسن اللوائح والأنظمة التي تخصها؟ نعود ونقول: «الرجل» وإلى متى؟!
    أين الرجال الذين أصدروا هذه اللائحة من قول الصادق الأمين ـ بأبي وأمي هو ـ عليه الصلاة والسلام واصفًا حق الأم :«ولو بطلقة واحدة». إنها عبارة اختزلت كل الكلمات وجميع العبارات التي من الممكن أن تصف ذلك النصب الذي تحسه المرأة عند الولادة وما يترتب عليها.
    لقد تعاملت اللائحة مع إجازة الوضع كما تعاملت مع بقية الإجازات، فقد طالها مقص الرقيب!
    وكأنما إجازة الوضع رحلة استجمام للأم يجب ضبطها والحد منها. فإذا ما أرادت الأم أن تطول هذه الإجازة فهي وشطارتها!
    ثم إن اللائحة حاولت أن تحمل المرأة المسؤولية وكأنها تقول: «والله أنا لا دخل لي إذا خائفة على نفسك أو طفلك فأحضري تقريرًا طبيًا من هنا أو هناك ومددي إجازتك إلى تسعين يومًا براتب كامل... وإذا كنت تحبين طفلك وحريصة عليه أكثر فمددي الإجازة إلى ثلاث سنوات بربع الراتب»! يا له من تملص غريب.. حتى من استشعار المسؤولية!
    لكن اللائحة لم تخبر الموظفات اللاتي يتحملن مسؤولية الإنفاق على عوائلهن كيف يمكنهن الوفاء بمتطلبات هذه العوائل بربع الراتب؟! هل علينا أن نقول ما لا نريد قوله حتى يقتنع واضعو اللائحة ومقرروها أننا بحاجة على الأقل إلى شهرين حتى نعود تدريجيًا للعمل كما ينبغي؟! لما لا تتحمل وزارة التربية والتعليم مسؤولياتها في هذا الموضوع وتقوم باستطلاع آراء الموظفات حول اللائحة؟! كيف ترتضي الظلم الواقع على منسوباتها؟! من يعالج النفسيات المتعبة جراء هذا الغبن؟!
    ثم لماذا يحرم أطفالنا من الرضاعة الطبيعية على إثر تعميم وزارة التربية والتعليم؟!
    بعد كل هذا لا تسألوا عن هشاشة عظام الأطفال وتسوس أسنانهم فلقد تحجر اللبن في صدور الأمهات ومعه تحجرت القلوب!




    كتبت في مجلة المعرفة

  15. #15
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21


    أبي .. مضت بك الحياة
    حصة إبراهيم الجربوع


    أبي ....
    الآن
    وقد تعبت؟
    مضت بك الحياة...
    إلى دروب لا تبغيها... ومتاهات من الآهات
    لم تألفها....!!
    كنت... تمسك جاهداً بتلابيب العزم..
    متوكلاً..... جازماً.. أن تكون... القوي..
    كم؟؟؟ تمقت الركون إلى الدعة..
    لم أرك يوماً...
    متأبّطاً عباءتك...
    جالساً في (المشراق)
    مع أصدقائك... الذين مضت بهم
    الأيام... والآلام...
    ينتظرون الظهر..... حتى يأتي...
    ثم ينتظرون
    العصر...
    ثم ينتظرون ...
    الليل!!!
    وإذا جاء الليل.. لم يناموا!!
    انتظاراً للنهار؟؟
    كان يومك... عملاً..
    وغدك...أملا....
    وليلك... استغفاراً...
    اليوم.. وقد تعبت..
    وترجّلت..
    كفارس... أضناه التعب...
    لا تحزن...
    لا تيأس....
    فمثلك...
    أبي.....
    جدير أن يفخر..... يصبر... يحتسب
    ولو لم تفعل شيئاً في الدنيا...
    لكفاك بياض قلبك..... وعفّة لسانك
    أما وقد تعبت... وصبرت..
    بقي.... أمر.... نظرتك
    أرجوك.. أبي...
    لا ترمقني بتلك النظرة المثقلة..
    بالعتاب.. والعبارات!!!!
    فما من سبيل...
    رحل.. بلا وداع..
    وأخذ معه....
    الأمل....
    وأبقى....
    الغصة؟
    والذكريات.....
    اعتبره ... يا... أبي
    يوماً جميلاً..
    ومضى... ك كل الأيام الجميلة التي رحلت؟
    اعتبره حلماً
    راودك... ك كل الحالمين...
    و..... تلاشى...
    أرجوك أبي.....
    آه .... يا أبي إنّ نظرتك... قالت ما يخفي قلبك الطيب....
    وما.. عجز أن يقوله لسانك....
    أبي.... أبي..
    لا تنظر للخلف...
    تذكّر... {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (46)سورة الكهف




    نشرت في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 24 صفر 1427 هـ 24 مارس 2006 م العدد 12230

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك