بســـــــم الله الرحمــــــــن الرحيـــــــم
أحبتي الأعضاء والمشرفين . . .
إخواني الزوار . . .
سأروي لكم قصتي التي آلمتني مع صديقي ::::::
_ بدأت صداقتي معه منذ طفولتنا في الحي الذي نسكن فيه وكان بيته يبعد عن منزلي تقريبا
عشرين مترا , كنا غالبا مانخرج ونلعب مع الأطفال تارة نلعب معهم وتارة نتشاكس معهم
كان هو أكبر مني بعدة شهور , وأذكر أننا نذهب في الصباح معاً للمدرسة ونخرج منها
لبيوتنا معاً "" حتى صار أخي الذي لم تلده أمي "" ,,,
وأذكر موقفا لاأنساه ماحييت (( خططنا أنا وهو أن نذهب إلى البقالة التي في الحي
لكي نسرق منه <كيك الكاتكات> هذه الحلوى كانت حلمنا بأن تكون بين أيدينا لأنها
غالية الثمن <بريالين> دخلت عليه وحاولت أن أستدرجه في الكلام والسؤال لكي يدخل صديقي
ويسرق مانريد دون أن يشعر صاحب البقالة ولكن هيهات هيهات ؟؟
لقد كشفنا وأردنا الفرار ,,
صديقي يمتاز بأنه أسرع مني في الجري ففرّ مسرعا كالصاروخ وأنا خلفه أجري ولكن
ببطء وصاحب البقالة خلفي فأمسكني فأصبحت الضحية في هذه المؤامرة ولكمني لكمة
في وجهي عانيت من وجعها ساعات طوال .. لأن الذي لكمني <باكستاني> )) ..
_ انتهت مرحلة الإبتدائية وكانت ذكريات لاتُنسى حتى أنها رسخت في ذاكرتي إلى هذا اليوم.
_ دخلنا المتوسطة ونحن في اشتياق لها ولاأخفيكم بأنه كان أفضل مني بالحفظ والمذاكرة
أثناء دراستنا في المتوسطة قرأنا إعلاناَ عند مقصف المدرسة
(( بدأ التسجيل في التوعية الإسلامية عند الأستاذ . . . . . ))
فأشار صديقي أن نسجل فيها وكان متحمسا جدا بيد أني متردد فيها ,
ذهبنا إلى الأستاذ وتم تسجيلنا < وكانت هذه أول خطوة في السعادة الحقيقة بالنسبة لنا>
أخذنا فيها فترة وصديقي يزداد تحمسا وتعرفنا على أصدقاء صالحين في التوعية
ونصحونا بأن ندخل الحلقة التي في الحين وفعلا دخلنا في حلقة الجامع
وبدأنا نحفظ القرآن الكريم وبفضل الله ثم مدرسنا وأصدقائنا الصالحين أستقمنا ..
عُرضت علينا رحلة إلى مكة المكرمة لآداء العمرة تفاجئنا وكادت الآرض تضيق علينا من شدة
فرحتنا لأنها أول مرّة نسافر خارج مدينتا وخاصة لآداء مناسك العمرة ,
اعتمرنا وكنا في أسعد لحظات حياتنا في هذا الجو الإيماني ..
رجعنا ونحن مقصرين الثياب ومحافظين على الصلوات الخمس ,,
_ دخلنا مرحلة الثانوية كنا نحفظ المتون ولكن كانت همّته عالية جدا وكان أسرع من في
الحفظ والمراجعة ,, كان النور يسطع في وجهه ورائحته الزكية ولبسه النظيف ,
لم أنسى اللحظة التي خطت فيها شعيرات في وجهي وكان صديقي قد غبطني عليها وقال:
" ليت لي لحية كلحية الشيخ فلان" ولم تنتهي مرحلة الثانوية إلا وقد كثت لحيته وزان منظره
حتى أني كنت أحسبه من السلف الصالح والله حسيبه من قيام في الليل ودبّ في العلم
فلله درّه , تلك الأيام ماأحلاها وماأشهى ذكراها ...
_ تخرجنا وساقتنا الدنيا إلى صرحيين علميين مختلفين وكان فراقه صعبة على النفس ,
لم تنقطع في السنة الأولى الأتصالات والتوصيات , حتى تعرف على رفقة ساقوه إلى غير
ذاك الدرب , , ,
أتصل عليه ولايرد وإن رد كانت مكالمة باردة كأنه لم يعرفني وكأن لم نعش معاً,
استغفرت الله وقلت لعلها من صعوبات الدراسة ...
ثم جاء ذلك اليوم الذي لم يكن يطرأ على بالي ؟؟؟
تبدل ذلك النور بظلمة المعصية , وتلك اللحية المحمدية إلى شعيرات ...
وغطّى ساقاه التي لازمها نور الوضوء ثوب أسبله إلى مابعد كعبيه . . .
أتــرى هل ملّ من الدين والتمسك بسنة خير المرسلين ؟؟
أتــرى زهد في الأجور العاليات والمنازل الرفيعة من الجنة ؟؟
أتــراه أبصر درباً آخراً ظنّ فيه أنسه فيما يظـن ؟؟
لمــــاذا ... لمــــاذا الحــــــور بعـــد الكــــــور ..
ألم نك ندعوا سويا باللهم يامثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك . .
أتــراهــا خطوات الشيطان التي قال الله عزوجل فيها ((ياأيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات
الشيطان ..)) .
_ أخيّ . . . إن باب التوبة مفتوح . . . وكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون . .
فإن الأمة بحاجة إليك . . . عـد فلن أنســاك بدعــاء الأسحار فإن التائب كمن لاذنب له .
________ أرجـــــــوا أن تكـــــــون الرسالــــة وصلـــــــــت __________
آســف علــى الإطــالة ولكـن بــوح الشجن فاض فســيّر القلــم والعيــون .
مواقع النشر (المفضلة)