اجاد تركي الدخيل بمقاله اليوم لإيضاح الوهم الإعلامي بأن المرأة الغربية تأخذ حقوقها كاملة بعكس المرأة عندنا ... طبعاً مع تحفظي على الكاتب بشكل عام


تركي الدخيل

قارورة الرئاسة الفرنسية
قال أبو عبدالله: ومن نوادر الفرنسيين أنهم أقاموا مناظرة بين المرشحين للرئاسة المرشحة الاشتراكية سيجولين رويال ومرشح اليمين نيكولا ساركوزي. وبرغم أن الغرب يحاول أن ينتصر للمرأة في الطالعة والنازلة، وهذا من حقه، ولا تثريب عليه فيه، إلا أن السطوة الذكورية تعم المجتمعات الغربية بعامة، فتجربة الحكم النسائية لم تطبق في الولايات المتحدة في تاريخها كاملاً، وكذا في فرنسا.
وبرغم أن أداء المرشحة سيجولين رويال كان جيداً في المناظرة، إلا أن فوزها بمقعد الرئاسة يبدو أصعب من ذي قبل، هذا مع ملاحظة أنها اتهمت نيكولا ساركوزي بأنه بذل التي والتيا (التيا يبدو أنها أم التي والله أعلم) لمنع إجراء المناظرة، ولكن الله سلّم.
قال أبو عبدالله: هنا يكمن الفرق بيننا في الشرق، وبين الغرب، فنحن إذا جزمنا على إعطاء المرأة حقوقها، فعلنا ذلك بلا تردد، ولا تباطؤ، ولا استناد إلى اقتراع الشارع، بل واعتبرنا أصوات الشارع (شوارعية)، وأراء العامة (رأي الدهماء)، ونتيجة الاقتراع (صوت الرعاع)، أما الغرب فهو يؤيد الغوغائية والديماغوجية.
قيل لأبي عبدالله: قد علمنا ما هي الغوغائية، فما الديماغوجية رحمك الله؟!
فتنحنح قليلاً، ثم تذكر أن الكذب من أسوأ الخصال، وقال: "شرهتكم على اللي يدري"، لكني أحسست أنها تنفع مترادفة تأتي في قفا الغوغائية، فما توانيت عن رصفها في الجملة. وكان رحمه الله جزوماً.
قلتُ: أسألكم بالله، أين كانت أخلاق الفرنسيس، وهم يرون رجلاً مثل نيكولا ساركوزي، يرفع صوته على سيدة مثل سيجولين رويال، فلا يحرك أحد ساكناً، ولا يفزع لها مخلوق!
أين ذهبت المراجل؟! وأين ولّت الأخلاق؟! وإلى أين اضمحلت الفحولة؟!
قال غفر الله له: والله لو تخاصمت سيدة في سوق من أسواقنا مع رجل، وكان الحق معه، لانتفض الناس غضبة عليه، ولأوسعوه تقريعاً، رفقاً بالقوارير، وحفظاً للمرأة، وعناية بالنساء... فكيف يسمح الفرنسيون بكسر قارورة رئاستهم سيجولين رويال!
أفيرضى هذا الساكوزي أن يكون الوصول إلى كرسي الرئاسة على حساب غلبة سيدة، واستلامه الحكم في فرنسا بمزايدة لفظية على امرأة؟!
ثم يقولون ظلماً وزوراً وبهتاناً، إن شعوبنا لا تُقَدِّر المرأة، ولا تكرمها، ولا تهتم بها! فواعجباً من هذا الغرب، الذي يملأ العقول بالاستغراب!

http://www.alwatan.com.sa/news/write...d=341&Rname=96