قصة من القصص الرائعة والعهده على الراوي ...
يقول الراوي ...:
كانت قبيلة الغبين من عنزة تقيم في خيبر ... وفي إحدى السنين أصاب البلاد قحط وجفاف شديد ، فتفرقت القبيلة ، ورحل كل من يستطيع الرحيل إلى جهة ،وقد رحل معثم بن غبين من خيبر ، وسار إلى الحماد ، وعندما نزل في منطقة طريف وجد الريف وفير ، وكانت الديرة خالية .
ركب جواده وذهب يبحث عن عشب أكثر وأوفر من المكان الذي نزل به ..وعندما وصل خبرة أم اوعال في تلك المنطقة ... شرع جواده ليشرب من تلك الخبرة ، وأثناء شرب جواده ... رأى خيّالا في طرف الخبرة من الجهة المقابلة ، فكلمه وعرّف كل منهما بنفسه ، وكان الخيّال يدعى ..( ابا الخلف من قبيلة أخرى غير قبيلة معثم ) ، فسأله ماأتى بك الى هنا ... قال زوجتي وابنتي وابني ، وقال ابا الخلف وأنت ماأتى بك الى هنا ..فأجابه بمثل ماأجاب ...بالضبط ..وفي الحقيقة
أن معثم معه ابنه وليست ابنته ...ولكن قال في نفسه لو صرحت له لن يبقى هنا يؤنسني ويتحالف معي على حمى المكان ، كان لمعثم أبن اسمه عقيل ولما رجع لزوجته قال لها ..ماحصل بينه وبين ذالك الخيّال ، فاتفقا هو وزوجته على أن يكون سر بينهما وأعلما ابنهما بما أسرا ... ووافقهما طاعة لهما ، وأصبح يلبس ثياب بنت ويسذهب مع ابنة جارة للمفلى مع الحلال ، وكانت بنت أبا الخلف لم تلاحظ أنه ولد وليس فتاة من شدة حرصه على وصية أبيه وكان حياويا لدرجة أنه لا يشك به أحد أنه رجل ، المهم ...حصل في يوم أن الفتاة قامت بنزع ثيابها لتنزل الى الخبرة لتسبح بها .. على أن من معها مثلها فتاة ، فقام عقيل وأدار ظهره للفتاة ويرفض تحت اصرار الفتاة أن ينزل الى الخبرة ...منعا لكشف السر ..وهو يغض البصر ولا يلتفت لها ولم يسرق النظر لها نهائيا ...يمنعه مبادئه وحرصه وطاعته ، على أي حال ، حصل غزو عليهم في أحد الأيام من قوم أخذوا الابل ولحق بهم معثم وجاره أبا الخلف .. وعادا بدون الابل ، لم يستطيعا أن يرجعوا ما أخذ منهم ، وقيل أن والد الفتاة كسرت ساقة وجرح ، هم عقيل وركب جواد والده وتقلد سيفه وأطلب خلف القوم لوحده ، وكان الجار وابنته في حيرةمن أمرهم مندهشين لما يحدث ، ويقول الراوي أن عقيل قبل أن يهم بطلب الابل وقف أمام والد الفتاة والفتاة نفسها ..وأقسم بالله لهما أنه لم يشاهد منها مايثير الريبة وأنه اعتبرها كأخته أو أمه ، وذهب وراء الابل ، وأعادها واسر القوم المغري أيضا.
عندما شاهدت الفتاة مراجل عقيل وشجاعته بعد أن سلم عليها وبشرها بالابل أجابته بهذه الأبيات :
هلا هلا باللي سلامه يداوي ......ماهو زبون(ن) للعلوم الرديه
أشهد شهادة حق ماهو دناوي ...... ولا هو شبوح العين للأجنبيه
عقيل من شفته خجول(ن) حياوي ....... من عرفتي ماباق غرة خويه
فوق العبيّه مثل فرخ النداوي ...... ينف خيل القوم نف الرعيه
وتقصد بالبيت الأخير أنه كان يتغطى بالعباة وخو نداوي حر وافي شجاع ...وللأسباب التي ذكرت آنفا كان مرغما على أن يلبس العباة .
رد عقيل بن معثم عليها بأبيات :
ياعم والله ماجلعت الغطاوي ...... ويشهد على ماقلت رب البريه
عن طاري الشكات ولاّ الهقاوي ....... حلفت لك والله رقيب(ن) عليّه
عن المشكه يازبون الجلاوي ......شاروا علي بشورهم والديّه
ويوم أخونا طيبين العزاوي ....... دون العشاير مانهاب المنيه
بعد تلك الحادثة فهم الطرفين أنه لا بد من الفراق ..وعرف جارهم سبب التخفي بلباس البنت وتفهم الموقف بكل رحابة صدر ...وبعد انقضاء الربيع رجع كل منهم لقبيلته ودياره ، وقد هام الفتى بالفتاة وهي كذلك بسبب أعجابهم ببعضهم ، وقد مرض عقيل حتى نحل جسمه وكان له صديق اسمه فهيد بن شعلان عندما بلغه خبر مرض عقيل أرسل له طبيبا عربي يدعى عيد ، وعندما سأل الطبيب عقيل عن شكواه ..أجابه بأنه لا يشكو من شيء ، وقد قام بكيه عيد ولم يشفى من مرضه وفي أحد الأيام أحمى عيد المخطر لكي يكوي عقيل قال عقيل هذه الأبيات :
يامحمي المخطار بالنار خله ..... مجروح قلبي وحاميات مكاويه
مابي مرض ياعيد لاشك عله ....... من غير شفي ماطبيب(ن) يداويه
ماطيب و تحمي المخاطر بمله...... أنا بلا قلبي على فقد غاليه
الصاحب اللي عمده القلب كله ....... علمي بدور العافيه قبل أخاويه
واليوم مدري وين حروة محله ....... فاتن ثلاث سنين ياعيد نرجيه
عرف الطبيب أن مرضه بسبب العشق ...وهذا بلا شك بعد أن قال تلك الأبيات وأردفها بهذه الأبيات :
ياعيد لو كويتني مابي أوجاع ...... ليتك عرفت بعلتي وش بلايه
بلاي غرو(ن) طول قرنه يجي باع .......ياعيد دعني لاتبيح خفايه
مدام مانت لعلة القلب نفاع ....... ياعيد مالك بي تحمل خطايه
ياما عذلت القلب ياعيد ماطاع ...... اطلب وربي مايخيب رجايه
باقي القصة عند الراوي ...
مواقع النشر (المفضلة)