بسم الله الرحمن الرحيم

هموم المعرسين في القرن العشرين

الزواج شيء جميل لكن الزمان به بخيل حتى توهم البعض أنه أمر مستحيل وأن دربه شاق وطويل فما أن يفكر فيه الشاب إلا وترى رأسه قد شاب ووجهه كأنه قفر يباب فإلى الله المرجع والمآب صارت تكاليفه جسيمة وأعماله عظيمة فلا يقتصر على وليمة بل له طقوس دميمة المهر عالي والذهب غالي والبيت لابد من استبدال البالي والقصر أحلى الليالي والطقاقة الحجز قبل الزواج بشهر حتى يكون الحفل كالياقوت والدرر وغرفة النوم تجلب الهموم لازم الموديل الفتان ولا يشترى إلا من الرد يعان وبعد الحفل الجميل بأيام لا بد من السفر للاستجمام حتى تزيد المودة وتحلو الأنغام وبعد القدوم مازال الفكر يحوم فالزوجة أعني المدام تريد صلة الأرحام وفي الليل يكون التجوال في السوق لشراء الهدايا للأهل فهو من أعظم الحقوق وعند الصباح ينطلق الأحباب بسرعة البرق أو الشهاب إلى ديار الأعمام والأنساب وكل ما مضى قد سجل بالديون وانقضى على ظهر ذلك الزوج المسكين الذي لا يتجاوز راتبه ألفين هذا إن لم يكن من العاطلين يكبر أولاده ويدرسون ويتخرجون ويتزوجون وهو مازال عند ابن أحمد مديون فما أجمل العزوبية لأنها تخلو من أي مسؤولية فيا أصحاب الحل والربط نريد حلاً وسطاََ !!!!