...
يمشي على حافة الأشياء العالية ليشعر بلذة النجاة .. محمد الرطيان:
الكتابة بـ «أصابع حرة» تكشف المستور
حوار : سامي صـالـح التتر
«من فيض».. من دواخل الأسماء التي يستضيفها هذا الفضاء، نحاول مقاربة جوانب مخزونها الثقافي والمعرفي، واستكناه بواطنها لتمطر، ثم تقديمها إلى الناس، مصطحبين تجاربهم، ذكرياتهم، ورؤاهم في الحياة ومن حولهم، وذلك على شاكلة أسئلة قصيرة وخفيفة في آن معا.
عرف عبر كتاباته بالكاتب الجريء، من خلال لغة الرمز التي يسقطها لمعالجة بعض السلبيات التي يراها من وجهة نظره، ورغم إجادته للغة الرمز، إلا أنه لم يفطن لدهاء الرقيب من إيقافه المتكرر عن الكتابة.
محمد الرطيان.. رغم «فيض» تحولاته، إلا أنه لا زال مصرا على الكتابة بأصابع حرة، مع اعترافه بأن الصحف لا تعكس كل شيء رغم كونه كاتبا.
• في البدء نقول: من هو محمد الرطيان؟
ــ أنا محمد بن رطيان الشمري من مواليد رفحاء، برجي الميزان. ولدت في 25/9 ويومنا الوطني 23/9 ومن يومها وأنا أسأل نفسي ما الذي حدث في 24/9 ؟.
• ما الخصوصية التي تميزك ؟
ــ لي عيوب رائعة.. وأتباهى بأخطائي، لأنني أرتكبها بمحبة وصدق !.
وأحب المشي على حافة الأشياء العالية، لأشعر بلذة النجاة من السقوط.
• ما هدفك من الكتابة ؟
ــ أنا أعشق بلادي وأعلن عن محبتي لها عبر الكتابة، وأنتقد أداء الإدارات بمحبة، لأنني أحلم أن تكون أجمل وأكمل.
ولا أدعي أن كل ما أفعله أو أقوله هو صواب.. ولكنه بالتأكيد هو محاولة جادة لقول ما يجب أن يقال.. تدفعني إلى هذا نواياي الطيبة ومحبتي العظيمة لهذا البلد وولاة أمره وأهله الكرام.
أحيانا يخونني التوقيت، وأحيانا تخونني لغتي.. ولكنني متأكد أن قلبي لن يخونني أبدا !.
• هناك من ينظر للكاتب الجريء، بأنه يلهث وراء الشهرة.. ما دقة هذا الوصف ؟
ــ صاحب هذه «النظرة» شخص «أحول» !.
• ما الهدف الأسمى للجرأة في الطرح.. تشخيص العيوب أم كشف العورات؟
ــ الجرأة أن تصل للعيب الذي صنع العيوب.. أن ترفع بأصابعك سقف الحرية قليلا إلى الأعلى.. أن لا تخادع الناس بأن تكتفي بالدخول إلى «المنطقة الآمنة» للكتابة.
• ما الذي دعاك للقول: «إن الكتاب والمثقفين أقل الناس شهرة، رغم ما يبذلونه من عناء»؟.
ــ كانت إجابة على أحد الأسئلة في حوار صحافي عن شهرة الكاتب ولاعب الكرة والفنان.. وأن الكاتب هو أقلهم شهرة.. وهذه حقيقة، وهي ليست لدينا فقط، بل على مستوى العالم.
• ما الضريبة التي دفعتها ثمنا لحرية الكتابة ؟
ــ كل الضرائب لا شيء – ولا تذكر – مقابل الحرية.
• في مقالك المعنون: «سلمان الحمد وتركي العودة».. أشرت إلى أنك لست ليبراليا ولا إسلاميا.. فإلى من يتجه ولاؤك؟
ــ الزميلة الرائعة ريم الصالح شرفتني بكتابة مقال رائع قبل أسابيع، قالت فيه إجابة على سؤالك: «ظل كاتبا سعوديا وطنيا لم يمل إلى تيار دون آخر، ولم يجامل ولم يهادن، في عز الصراع بين الليبراليين والإسلاميين كتب مقاله الشهير «سلمان الحمد وتركي العودة»، وعنوان المقال يقول كل شيء حول إيمانه بانتماء الجميع إلى وطن واحد وهم واحد باختلاف انتماءاتهم».
• ولكن هناك من صنفك من الليبراليين المتحدثين بمنطق أهل الدين.. فهل يحسب لك أم عليك ؟
ــ دعهم يصنفون كما يشاءون.. ولكنني أكره هذا الإصرار المحلي على تحديد هوية كل شخص وحشره في زاوية ضيقة يجب عليه من خلالها أن يحمل لافتة على صدره تحدد هل هو ليبرالي أم إسلامي!.
• أين تقف أنت بالتحديد ؟!
ــ ما أراه أنا: أن المشهد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ممتلئ بالمهرجين والمرتزقة.. وأنصار «اللي تكسب به ألعب به» !.
• عد تشبيهك في أحد مقالاتك الكاتب بلاعب الكرة تشبيها بليغا، بينما آخرون رأوه مقلوبا.. أي الرأيين أصدق؟
ــ يعني كيف «مقلوبا» ؟.. ورب الكعبة لم أفهم سؤالك!.
• طالبت الوزراء بالرجوع للانترنت، ليطلعوا على حقائق ما يدور في وزاراتهم، بداعي أن ما يكتب لا يعكس كل شيء.. ومع ذلك أنت من كتاب الصحف؟
ــ كوني من كتاب الصحف، لا يعني أنني سأصفق لها دائما.. هنالك بعض الصحف تستطيع أن تشتريها إحدى الشركات الضخمة بقيمة إعلان من شروطه - غير المعلنة على الملأ - ألا ينتقدها أحد!.
وهناك «كتاب» يجلدون بعض المؤسسات، لكي يحصلوا على بعض المزايا منها.. وما أن تنتهي «معاملة» أحدهم في إحدى الإدارات، إلا وينقلب رأيه 180 درجة !.
مواقع النشر (المفضلة)