من الممكن جدا ,ان يكون هذا هو حالنا المشهود في الوقت الراهن .

( وراثة إسمية فقط ) .

الإسلام الذي بدأ رهط من الناس في زماننا بنقض عراه عروة عروة .

فأصبحوا لا يدينون منه إلا بالإسم الذي ورثوه عن أسلافهم .

فالناظر بحذاقة تامه إلى عصرنا , يرى بوضوح , مدى الإنغماس في

اللهث خلف الدنيا على حساب ( الدين ) > وبطرق شتى .

دون رادع شرعي لهم , كونهم إنسلخوا من تلك المبادئ التي تخلوا عنها بمحض إرادتهم .

ومن تلك المشاهد التي تفوح منها رائحة البعد الكلي عن ( الإسلام وسننه ) ,

الفساد الكبير الذي يشل أركان مؤسساتنا وموظفيها بالكلية * فساد إداري ومالي وأخلاقي كذلك * .

وما ينتج عنها من تعطيل كبير لمصالح المسلمين ,

والسبب في ذلك التقاعس والعمل لمصالح شخصية على حساب الغير .

وأنظروا إلى المشاريع التي نغرق بها , وكيفية إدارتها الهشة !

لتعلموا عظم الجرم المرتكب .

إسألوا مستشفيات البلاد عن ضحايا الطرق ذات التحويلات الألف !

كم أخذت من أرواح وما زالت تأخذ !

ثم ,

ننظر إلى بعد أخر عن ( الإسلام ) > وهو بعد غيض من فيض .

حال فتياننا و فتياتنا الغارقون ببعضهم البعض ,

والذين سيطر عليهم هوس الشهوة , شهوة الترفيه المفرط , وشهوة المال الربوي , وشهوة الجنس المحرم , وشهوات عديدة .

وما ينتج من كل هذا من ضياع كبير لهم ولمجتمعهم .

ببساطة كذلك ,

أذهب إلى أحد المجمعات التجارية , وتمعن في سلوك الطرفين ,

لتخرج بمناظر يشيب لها رأسك > تعري امام الملأ من الشباب والشابات .

كل منهم يحاول جر الأخر إلى وحله المتخبط , الغادر , الوهمي .

وفي هذا بيان على انهم المعنيون بالتجرد التام من ( الإسلام وحدوده ) .

كذلك تصفح عالم الشبكة العنكبوتيه ,

لتنبهر بخفايا لم تطرأ ببالك قد نتجت من أناس شعارهم الإسلام , وهو شعار لديهم لا يتجاوز الإسم .

ترى أناس قد ضيعوا قيمهم وأخلاقهم وسط ظلام دامس ,

من وراء الشاشات يقوموا بشتى أنواع الرذيلة والبيع المجاني لدينهم وعرضهم ومالهم وكل ما يملكوه

في سبيل الحصول على ساعة زمن حرام > متناسين > لا خير في لذة من بعدها النار .

ولا ننسى الامانة العملية التي ضيعها كثير من موظفينا ,

وفي مختلف المجالات الوظيفيه ,

مما يترتب على هذا الإنحراف الشديد , تشتيت الكثير من قدراتنا ومرافقنا الجذرية التي تخدمنا .

ملقين اللوم على بعضهم ,

كما هي عادتنا الروتينية .

ملقين خلف ظهورنا العاجزة , شواهد رجال مسلمين كانوا نموذجا مطابقا لدينهم العظيم ,

وأبدعو في مجالاتهم ليصطفوا بجانب عظماء التاريخ .

وقبل الختام ,

بودي أيضا أن أنقل لكم مشهد بعض الأسر , التي هي الأخرى ,

قد ضيعت مفهوم الدين برمته ,

جراء تشتتها تحت سقف واحد ,

وإعطاء رب البيت الضوء الاخضر لجميع رعيته ,

في التصرف حيثما أرادوا, دون مراقبة فعلية لهم ,

حتى أنك تجد الأخ لا يعلم كيفية معيشة أخته ,

والأب لا يدري أي أرض تقل إبنه وأي سماء تظله ,

والمراة الأم أصبحت موضات الساعه همها الوحيد , والصغار

أستبدلوا بأم ليست من جنسهم ودينهم .

وفي النهاية يكون البيت هو مصدر تلك الوراثة الإسمية .

نسال الله السلامة والعافية ,

ونساله كذلك أن يعجل علينا بفرجه باناس همهم الوحيد الدين ,

لينهضوا بالبشر أجمعين ويخرجوهم من سباتهم العميق الداهم .

دمتم في أمان الله .