هذه الأبيات للداعية الشيخ العلامة عائض بن عبد الله القرني - حفظه الله - يرثي فيها أم الشيخ العلامة سلمان العودة - حفظه الله - والتي وافاها الأجل قبل قرابة الأسبوعين ، يقول في هذه القصيدة الرائعة :

يا أم سلمان في الجنات مأواكِ
وموكب الخلد في الرضوان مسراك

وبـــــاكرتك أهـــازيج مــرتلة
في حضرة القدس حياها وحياك

إلى البقاء رحلْتي والرضى حلل
عـــلى بساط من التــبجيل يلقاك

سئـــــمتِ عيشتنا يا أمـــنا فذوت
مـــما رأته من الإفلاس عـــيناك

وسرتِ لم تتركي إرثاً سوى رجل
مقدم في المـــــعالي جود يمناك

إن خلّف الراحل المغبون ثروته
دنـيا المـــلايين من نقد وأملاك

فأنت خلفت شمساً ليس يحجبها
غـــيم وأرسيت بدرا بين أفلاك

والآن نامي على حسن الثناء فما
أحلى المديح على أطلال مثواك

نجوتِ من رؤية الدنيا وقد سفرت
عـــن وجــه مكر لغــدار وأفاك

الآن لن تسمـــــعي أخبار أمتنا
من بائس حائر أو مدنف شاكي

دعي المواجع تشوينا بميسمها
من حزن مضطهد عان ومن باك

زكاة عمرك ذكرى في ضمائرنا
ونــــعي مـــوتك ميلاد لمحياك

فلن تري بعد هذا الــيوم مذبحة
بكـــف شــارون للإسلام سفاك

نامي على رفرف خضر منمقة
ونومـــنا فوق أوجاع وأشواك

لا لم يمت من شرى لله مهجته
بل سار مبتهجاً في حفل نسّاك

وإنما الميت المحروم من حبست
عن روحه قيم علــــيا بإشراك

في الخلد جيرانك الأبرار فاغتبطي
وجـــارنا كل خــــداع وشكاك

الحاقدين على الإسلام قد دلفوا
في جيش بوش وشارون وباراك

عسى جنان الرضا تزدان بهجتها
شــــوقاً للقيــاك أو حباً لنجواك

حـــور يمسن احتفاء بالقدوم وكم
قلـــــب يفيض من التحنان فدّاك

يوم الجـــوائز في يوم الجنائز لا
جوائز الزور مـــن لاه وضحاك

إذا رعى الناس دنياهم على طمع
ليـــهنك اليوم أن الــخلد مرعاك

أبا مــــعاذ لك الســـلوان معذرة
كل يعزى من المشكو والشاكي

فأمـــكم أمــــنا والرزء مشترك
شعري صداك وأنت الصامت الحاكي

كل سيشرب كأس الموت متكئاً
على أريكــــــته أو قـــتل فتاك

يا أم سلمان نفسي لو تطاوعني
ســــرنا ســـوياً لأنعاها وأنعاك

رحم الله أموات المسلمين ، وأحسن الله عزاء الشيخ سلمان العودة ، وجزى الله خير الشيخ عائض على هذه القصيدة التي تدل على الصلة الوثيقة بين دعاتنا وعلمائنا..
بارك الله في الجميع
وصلى الله على الحبيب وسلم