طالب الابتدائية يتحدث

[اخطبوط]

[align=center]طالب الابتدائية يتحدث [/align]

[align=justify]عندما تم تسجيلي في صف أول ابتدائي كانت المدارس الابتدائية مزدحمة بالطلاب وبالفصول لقلة المدارس . وقد سجلني ولي أمري في مدرسة البراء بن عازب الابتدائية ، لأن أخي الأكبر يدرس بها ولأنها المدرسة القريبة لمنزلنا الكائن في حي الخالدية بالقرب من الشارع العام من الجهة الشرقية ، اتجهت للمدرسة كغيري من الأولاد وكان عمري حينها ست سنوات ،


في ذلك الوقت كان الناس أشد قرباً من الآن حيث الروابط الوثيقة بين الأقارب والجيران ، ومن الأمثلة على تلك الروابط الأخوية التي تشعرك بالفخر والاعتزاز بصلتك بهؤلاء الجيران الطيبين أنه في ذات يوم شب حريق في إحدى غرف بيتنا والذي يتكون من سقف خشبي ( شعبي ) وهرع إلينا أرباب الأسر المجاورة وفي أيدي كل منهما سطل ماء وقاموا بسكب الماء على النار التي أوقفوها عند حدها وكان الفضل لهم بعد الله بذلك التوقف للحريق والذي لو امتدت ألسنة اللهب أكثر من الحد الذي اوقفوه عليه لكان البيت بكامله قد احترق ولربما تجاوز إلى ( حوش الغنم ) والذي يحتوي على مخزن من الأعلاف والبرسيم والتي بطبيعة الحال سريعة الإشتعال ولكن هؤلاء الطيبين أوفقوها عند حدها ولم يأت رجال المطافي ( الدفاع المدني ) إلا والنار قد خمدت وأتوا ونظروا إلى مكان الحريق مثلهم كمثل ذلك الجمهور الذي أتى من جوارنا ليرى ما يحصل .


من بين هؤلاء الجيران كان هناك رجل كريم وطيب جداً اسمه / متعب الشلاقي - رحمه الله - والذي تجاوزت طيبته الأخلاق الحسنة والبشاشة إلى توصيلنا أنا وأخي للمدرسة مع أبنائه في تلك السيارة الغمارتين الثلاثة والثمانين ، أحياناً نضطر أنا وأخي وأبناء الجار للمشي إلى المدرسة بحكم أنها تبعد نصف كيلو ، وعدم توفر من يوصلنا ، دخلت إلى المدرسة في أول يوم وإذا بي أنا وزملائي المستجدين نعامل كضيوف شرف ، الأساتذة يتبسمون في وجوهنا وأولياء الأمور يعطون الثقة المطلقة للمعلمين بقولهم : لكم اللحم ولنا العظم !!



كانت الفصول ( أول ابتدائي ) ثلاثة ، وجميع معلمين هذه الفصول من الجنسية الفلسطينية ، وكان حظي بأن يدرسني الأستاذ / فؤاد ، اسم هذا الاستاذ لم استطع أن أنساه ولم أعرف سبب حفظه وعدم نسيانه بعد أكثر من عشرين سنة ولكن عندما التقيت بأحد الأخوة المعلمين في عرعر وكنا زملاء في مدرسة واحدة ( اسمه ذياب ويدرس الصف الأول ابتدائي وخبرته التعليمية تتجاوز الثلاثين عاماً ) سألته عن سبب ثبات ذلك الاسم وعدم نسيانه فأجابني بقوله : معلم الصف الأول يرسخ اسمه في ذاكرة الإنسان لأنه أول شخص تصتدم به بعد خروجك من البيت .


الصف الأول ابتدائي ( ب ) لم ارتح به مطلقاً في أول الأيام وكان مصدر انزعاجي تفرقي برفيق دربي ابن جارنا والذي كان صديقي في الحارة وعند اللعب وعندما نتجه للسوق قبل دخولنا للمدرسة ، ابن جارنا كان في الصف ( ج ) في بداية الفصل الدراسي الأول طلبت من والدي أن ينقلاني للصف ( ج ) حيث يتواجد صديقي هناك ، وبالفعل استجاب والدي لطلبي وذهب معي للمدرسة في اليوم التالي وعندما دخل للصف ورأيته كدت أن أطير من الفرح وكان يطلب من المعلم نقلي للصف ( ج ) لكن المعلم رفض بقوله : لا.....ابنك عقل وثقل وأنا ما بدي انك تنقله من فصلي ، عندها ابتسم والدي وانصرف وأنا انتظر أمر الترحيل إلى الفصل الآخر ولكن لم يحدث شيء ، عندما عدت للمنزل سألت والدي بحزن لماذا لم تنقلني للفصل الآخر كما طلبت منك ؟ قال لي : يا وليدي المعلم رفض وقال كذا وكذا ، استسلمت للأمر الواقع ودرست في الفصل الأول ابتدائي ( ب ) حتى نهاية السنة .



كان مدير المدرسة الأستاذ / سالم فهيد البقعاوي ، والوكيل : عبدالله السالم العريني ودرست الصف الثاني عند معلم فلسطيني أيضاً والثالث : معلم سعودي اسمه فهد الريس وفي الصف الرابع والخامس والسادس درسنا عدة معلمين ومنهم : صالح حمود الفريح ، وهائل مهنا الجنيدي ، وأحمد عودة ، وبدر الحماد ، ويوسف رجب ، كذلك روحي عبدالله مدرس الفنية والرسم وعبد الله الجربوع مدرس الرياضة ، وصالح المشرقي صاحب المقولة المشهورة (( يعلن تاريخك )) للطالب المشاغب وغيرهم ........ مرت سنوات المرحلة الابتدائية بسرعة وكأنها البرق .... تخرجت من الابتدائية في سنة غزو العراق للكويت ، واتجهت للمعهد العلمي أما عن سنوات الدراسة في المرحلة المتوسطة والثانوية ففي الموضوع القادم بإذن الله .[/align]