[align=center]
[align=center]حالة الإنفصال بين الفرد المسلم والعمل الخيري[/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
يوم أمس زرت إحدى الجمعيات الخيرية في مملكتنا الحبيبة واستقبلني موظف الاستقبال ( معاق : شفاه الله) في مكتبه المبعثر في الغرفة الضيقة في المبنى المتهواي ، تشرفت بالجلوس معه دقائق بدون قهوة أو شاي ولكن كانت ابتسامته تكفي عن ذلك كله
كانت لدي كثير من الأسئلة عن الجمعية الخيرية ونشاطها واستثماراتها وخططها المستقبلية ، ولكن كانت الإجابات تفتقر لأشياء كثيرة بسبب غياب المشروع والعمل الغير مؤسس بطريقة صحيحة أو سليمة تكفل نجاح الجمعيات الخيرية.
سألته عن عدد المتطوعين في الجمعية الخيرية فكانت الإجابة محزنة ومؤلمة فلم يكن هنالك من بين العاملين في الجمعية سوى متطوع واحد وهو أمينها العام أما الباقي فكلهم يتقاضون رواتب أو مكافآت !
سألت أحدهم :
إلى أي الوزرات ترجع الجمعيات الخيرية؟
فأجابني : مكتب الدعوة والإرشاد
عارضه الآخر وقال : بل إلى وزارة الشؤون الإجتماعية؟
فضعت بين الإجابتين !!
سألت عن عدد المستفيدين من الجمعية الخيرية في هذه المدينة؟
فأخبرني بأنه يزيد على 600 مستفيد
دخلت إحدى الغرف الضيقة والتي أتخذت مرقداً للأخوة العاملين فيها (سائقوا الباصات) وكانت تحيط بها كثير من الألبسة المستعملة وغيرها من الأطعمة
وأخيراً طلبت منهم كتيب أو منشورة تتحدث عن برامج وأنشطة الجمعية الخيرية ؟
بحثوا لي عن شيء يسكتوني به ولكن للأسف لم يجدوا ؟
غير أنهم وعدوني خيراً بأنهم سوف يرسلونها لي بأقرب وقت ممكن
وما زلت أنتظر؟
ليلة البارحة كنت في أحد فروع الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، ولكن هذه المؤسسة لها قصة جميلة
وأتشرف أن أكون أحد أعضائها المتطوعين البالغين المائة
قصتها باختصار
قبل سنوات كان مكتبها شبيه بمكتب الجمعية الخيرية السابقة الذكر ، ولم يكن بها سوى أشخاص يحسبون على الأصابع وكلهم يتقضاون مكآفات
ولكن الله بعث لها رجلاً نحسبه والله حسيبه من أكثر الناس فضلاً وبركة على مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهو والمهندس وحبيبي وأستاذي / أبو ريان
بقي هذا الرجل سنوات وهو يجمع الأموال والتبرعات من تجار المدينة وفي الوقت نفسه يستقطب للندوة رجالات أصحاب كفاءات وخبرات ما بين دكتور ومهندس وكاتب وصحفي ومدرس وطالب
قبل سنتين احتلفنا سوياً بإفتتاح مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي والذي كان مصمم بطريقه إبداعية حيث
كان من طابقين الأول للرجال والثاني للنساء ومزود بصالة كبيرة ومجهزه للمحاضرات والدروس والدورات ومزود أيضاً بمعمل فيه أجهزة الكمبيوتر و الأنترنت وبـ 3M projector
العجيب في حفل الإفتتاح أن أبا ريان لم يحضر!
ولم يكن هنالك سبب مقنع لعدم حضورة
وتفاجأت أيضاً أن الأمين العام للمكتب لم يكن أبو ريان بل عين شخص آخر ؟
وبما أني أعرف أبو ريان بأنه رجل تربوي من الدرجة الأولى
أدركت سر عدم حضوره للحفل وأدركت سر عدم توليه الأمانة العامة للمكتب
إن القضية أكبر من أن تكون منصب ولكن القضية هي قضية تربويه لرجالات الندوة بأن تعمل ولا تطلب الآجر والمكافأة سوى من الله سبحانه وتعالى
سوف أذكر لكن كيف كانت صورة مكتب الندوة ليلة البارحة
[align=right]1.دورة في المونتاج
2.دورة في الطب البديل
3.اجتماعات من أجل التحضير للمركز الصيفي الذي سيقام للمرة السادسة
4.ولا أدري ماذا كان عند السيدات في الطابق العلوي معي أني قرأت خطاباً موجه لقناة المجد من أجل حضور إحدى البرامج التي ستقيمها السيدات للأطفال
5.كذلك تم التعاقد قبل سنة مع أحد مشائخ الشناقطة من أجل إقامة دروس دورية في الندوة [/align]
قبل أسبوع أقام مكتب الندوة لقاء من أجل فلسطين بعنوان ( فلسطين أرض الأنبياء وموطن العلماء ومثوى الشهداء) وقبل أن يبدأ اللقاء أبصرت أحد أساتذتي في الكلية وهو أحد المتطوعين من دولة فلسطين الحبيبة وهو يحمل صورة الشيهد بإذن الله محمد الدرة ويضعها على الجدار ويمسح عنها الغبار فكان لذلك المنظر وقعه المؤثر على النفس
نسيت أن أذكر لكم أن أبو ريان موجود حالياً في آلمانيا منذ أربعة شهور تقريباً ولن يعود إلا بعد سنتين إن شاء الله
الآن أريد أن أذكر لكم لماذا نجح مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي
[align=right].
1.أن العمل لم يكن عملاً فردياً وإن كان بأساسه جهود شخص واحد فالآن عدد المتطوعين 100 شخص تقريباً ومن أصحاب الكفاءات العالية ومن دول متفرقة.
2. هناك طبيعة الجدية والإلتزام في العمل المؤسسي فالأخوة المتطوعين والمتطوعات لديهم وضائف ولكنهم يعطون من وقتهم للعمل التطوعي
3. ليس هنالك أنفه من الإنطواء الإنساني تحت مسؤولية الغير أو قيادة الآخرين
4. إيجاد أرضية التنافس بين المتطوعين وإعطائهم فرص للإبداع والإبتكار
5. أنسحاب أبو ريان من الأضواء وتولي مهمة المساندة والدعم الروحي والمعنوي وبناء شخصية الفرد المسلم
6. بناء الروح الأخوية بين المتطوعين وإيجاد البرامج المشتركة بينهم من أجل مزيد من الألفة والمحبة والعمل الجماعي المشترك[/align]
أما عن وضع مكتب الجمعية الخيرية فلعنا نسأل أنفسنا ونحاول التعرف أين الخطأ
مع ذكر لا أدري لماذا يتهرب أصحاب الكفاءات والخبرات عن الجمعية الخيرية
ولا أنسى أن أذكرهم بأن عمر بن الخطاب حمل كيس الدقيق على كتفيه و علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل
إذا الإنتماء إلى العمل الخيري شرف عظيم وحمل الصدقات إلى الفقراء من هدي الرعيل الأول وليس من هديهم الجلوس على الكراسي ؟
قبل أن أختم حديثي أعجبني مبني توعية الجاليات لأن فكرته فكرة إبداعية محترفة
فقد جعلوا المبنى متصلاً بالجامع ووضوا مكتبة متطورة هناك
أتدرون مالهدف من ذلك
هو هدف إستقطابي للناس وعرض بدون إعلام أو عناء لبرامجهم المقدمة
فمازال الناس يترددون على الجامع للصلاة ويبصرون في الوقت نفسه شيء اسمه توعية الجاليات
شكراً لكم[/align]
مواقع النشر (المفضلة)