محمد الرطيان
أحيانا تظن أنها تسير أبطأ من سلحفاة.
وأحيانا تنطلق بتهور وتسابق الريح.
هي "حافلة" حافلة بالأحداث.
يقودها رجل طاعن في السن، أحيانا يغفو، وينسى أنه يقودها في
طريق دولي مليء بالسيارات ... وكم من مرة نجت من التصادم بفضل الله .. فقط.
هي حافلة (آخر موديل) نظيفة وحديثة من الخارج .. تقليدية ومرتبكة من الداخل.
ركابها ملونون .. وتكاد أن تصف بعضهم أنهم غريبو الأطوار.
بعضهم يلبس"الفروة".
بعضهم يضع فوق رأسه قبعة "الكاوبوي".
أحدهم لف وسطه بحزام .. تصاب بالقلق الشديد - من هذا الشخص -
لا تدري هل هو حزام الأمان، أم "حزام ناسف".
هناك من يطالب السائق بالانحراف إلى اليسار.
وهناك من يصر على أن "اللفة اللي على اليمين" هي الأكثر أماناً.
وطبعا هناك من يدّعي - عند إصابتها بعطل - أنه الأكثر فهما بالأمور الميكانيكية.
وهناك - الأغلبية من الركاب - التي تتفرج على ما يحدث ولا يعنيها بأي اتجاه ستمضي الرحلة.
وأنا .. هناك .. في الصف الأخير .. أغني بحزن:
هالسيارة مش عم تمشي
بدنا حدا يدفشها دفشي
يحكوا عن ورشة (تصليح)
وما عرفنا وين هيي الورشي.

ولأنني أحد الركاب:
أخاف عليها من أن تصاب بعطل ما.
أخاف عليها من أن يوقفها على الطريق الدولي، شرطي مرور،
ويعاقبها بمخالفة مرورية.
وأخاف عليها أكثر من اللحظة التي تذهب فيها إلى "سكراب" التاريخ
لأن تجار الخردة بالانتظار لعلهم يستفيدون من بيعها "تشليح"

أيها الركاب: اقرؤوا "دعاء السفر".
قلت الله يستر عليك
قلم